«الغارديان»: لهذه الأسباب.. ليس من مصلحة «أعداء» إيران سقوط النظام

الثلاثاء 2 يناير 2018 08:01 ص

مثل الطيور الجارحة التي تحلق في سماء الصحراء، يراقب العديد من خصوم إيران ومنافسيها الاحتجاجات في شوارع طهران وغيرها من المدن، مع انتظار حدوث شيء ما.

ويبدو أن الأمل في أن تؤدي الاضطرابات إلى انهيار النظام، وهو الأمر الذي تم التعبير عنه صراحة في الولايات المتحدة و(إسرائيل)، أمر سابق لأوانه. ولكن أي إضعاف حقيقي - أو متخيل - لقبضة الحكومة الإيرانية قد يتسبب في تصعيد خطير للتوترات الإقليمية.

وكسبت الجهود التي يبذلها الشيعة في إيران من أجل إبراز سلطتهم في الشرق الأوسط الكثير من الأعداء. وقد عززت إيران سياستها التوسعية بعد أن انتهت القيود الاستراتيجية في نهاية الحرب الباردة، وسارعت في ذلك بعد الانهيار البريطاني الأمريكي في العراق بعد عام 2003.

وأصبحت إيران حاليا فاعلا رئيسيا في عراق ما بعد صدام وسوريا ولبنان. وتعد هذه التعديات المتصورة سبب استياء كبير، ليس فقط في قلب العراق السني في شمال وغرب بغداد، ولكن في مقر الإسلام السني - المملكة العربية السعودية - بصفة خاصة.

واتهم المسؤولون الإيرانيون السعوديين بإثارة الاحتجاجات. وعندما حمل نائب محافظ في لورستان «الجماعات التكفيرية» و«أجهزة الاستخبارات الأجنبية» المسؤولية، كان يشير رمزيا إلى الرياض.

وحتى وقت قريب، كانت فكرة أن السعودية تخطط سرا لتغيير النظام في إيران قد تبدو غريبة. بيد أن التوترات بين البلدين بلغت ذروتها.

واتهم السعوديون إيران بالمسؤولية المباشرة عن الهجوم الصاروخي الأخير على قصر ملكي في الرياض. وقد تم إطلاق الصاروخ من اليمن، حيث يقاتل التحالف بقيادة السعودية المتمردين الحوثيين المدعومين من طهران.

ويمتد هذا التنافس إلى لبنان، حيث كان ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» قد أثار اضطرابا كبيرا في نوفمبر/تشرين الثاني، حيث يرى كثير من المراقبين حول العالم أنه كان وراء محاولة دفع رئيس وزراء لبنان «سعد الحريري» للاستقالة، للحد من تأثير حزب الله الشيعي - المدعوم من إيران - في لبنان.

وفي سعيه لقمع إيران، ووقوفه وراء الصدع بين قطر ودول الخليج العربي الأخرى، وتدابير تعزيز السيطرة في الداخل، اكتسب «بن سلمان» - ولي العهد الشاب - سمعة بأنه متهور وطائش. ولا يعرف أحد حقا المدى الذي قد يذهب إليه «بن سلمان»، على الرغم من أنه تعهد في الماضي «بتحويل القتال إلى داخل إيران»، وسبق وأن وصف المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بأنه «هتلر الجديد في الشرق الأوسط».

ويحظى «بن سلمان» بدعم قوي من صديقه «جاريد كوشنر»، صهر «دونالد ترامب» ومبعوثه إلى الشرق الأوسط. ولا يعتبر عداء «ترامب» تجاه ما يسميه بـ «النظام المارق» في إيران - ورغبته في الإطاحة به - سرا.

انفجار مفاجئ

والأمر المثير للدهشة هو أن الانفجار المفاجئ للاحتجاجات لم يكن لها أي محفز داخلي واضح. وأعرب «ترامب» و«مايك بنس» - نائب الرئيس - عن أمله في أن يسقط «النظام القمعي» في إيران، متجاهلا حقيقة أن «حسن روحاني» قد أعيد انتخابه رئيسا - بشكل ديمقراطي - قبل أقل من عام.

كما أن السياسيين الإسرائيليين متحمسون لتغيير النظام في إيران. وقال وزير التعاون الاقليمي «تزاتشي هنيغبي» إن المتظاهرين الإيرانيين «يخاطرون بحياتهم بشجاعة في السعي إلى الحرية»، ودعا «العالم المتحضر» إلى دعمهم.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، أعرب عن قلقه من احتمال قيام قادة إيران بتحويل غضبهم إلى (إسرائيل). وعلى عكس «ترامب» و«بنس»، فـ (إسرائيل) تقع في مرمى النيران إذا خرجت الأمور عن السيطرة.

وتقول (إسرائيل) إن إيران قد وسعت من إمدادات الصواريخ والأسلحة إلى «حزب الله» في لبنان والمسلحين الفلسطينيين في غزة. وتشعر بقلق متزايد إزاء أمن حدودها الواقعة على مرتفعات الجولان السورية. كما قد تصبح إيران شريكا مدمرا بصورة غير متوقعة لكل من العراق وسوريا، وكذلك لتركيا وروسيا، حلفاء طهران حاليا.

أما بالنسبة للصقور الأمريكيين والسعوديين والإسرائيليين، فيجب أن يكونوا حذرين تجاه ما يرغبون به.

المصدر | سايمون تيسدال - الغارديان

  كلمات مفتاحية

الاحتجاجات الإيرانية أمريكا (إسرائيل) السعودية إيران تظاهرات روحاني بن سلمان