استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الولايات المتحدة وفلسطين

الأربعاء 3 يناير 2018 04:01 ص

نكتشف كل يوم حجم التناقضات المتزايدة في السياسة الأميركية في عهد ترامب، فالولايات المتحدة بفضل سياساته دخلت عقدة تاريخية وحضارية.

ففي جانب منها تسعى للهيمنة الدولية وصناعة قرارات دولية وفرض عقوبات على حلفاء لأنهم خالفوا توجهاتها، يقابل ذلك انسحاب متسارع وغير مدروس من العالم كما حصل في الانسحاب من اتفاقية المناخ واليونيسكو وقرارات الجدار المكسيكي والتوتر مع الدول الأوروبية.

وعندما تبدأ الشمس في الغروب عن سماء الإمبراطوريات الكبرى تشعر في أعماق فكرها الاستراتيجي بأنها تقترب من تحول في وضعها العالمي ومكانتها، ولهذا تبرز قوى راديكالية وشخصيات ينقصها الاتزان كترامب وإدارته والتي تعبر عن سعي متسارع لقلب الطاولة في العالم وخط سياسات تتميز بالعجرفة والتسرع.

لم يكن من الممكن للولايات المتحدة أن تنتج نمط من القيادة العنصرية والمتطرفة المائلة للديكتاتورية (كترامب) لولا وجود أزمة في الولايات المتحدة ولولا وجود حالة تسمح بدعم الشارع لهذا النمط من القادة في انتخابات عامة ديمقراطية.

إن بروز ترامب ودوره تجاه العالم، والعزلة التي تجد الولايات المتحدة أنها دخلتها في مجلس الأمن وفي الجمعية العامة ما كان ليبرز لولا وجود صراع داخلي أميركي كبير حول الحاضر والمستقبل ودور الدولة الكبرى وعلاقة كل هذا بالصراع الاجتماعي والطبقي والسياسي والفئوي في الولايات المتحدة.

إن قوانين الضرائب التي أقرها الرئيس الأميركي مؤخرا تعد بإعفاءات ضريبية لكبار الشركات والأغنياء، وقد استفاد الرئيس نفسه من هذه الإعفاءات المالية التي ستصل لأكثر من ألف وخمسائة مليار من الإعفاءات الضريبية على مستوى الولايات المتحدة. هذه أوضاع ستجعل الطبقة الوسطى الأميركية في خطر أكبر، وتقدم للطبقات العليا المتنفذة مزيدا من الأموال والصلاحيات.

إن قوانين الضرائب التي أقرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرا تعد بإعفاءات ضريبية لكبار الشركات والأغنياء، وقد استفاد الرئيس نفسه من هذه الإعفاءات المالية التي ستصل لأكثر من ألف وخمسمائة مليار من الإعفاءات الضريبية على مستوى الولايات المتحدة.

هذه أوضاع ستجعل الطبقة الوسطى الأميركية في خطر أكبر، وتقدم للطبقات العليا المتنفذة مزيدا من الأموال والصلاحيات.

الولايات المتحدة ستشهد في هذا مزيدا من التوترات الاجتماعية حول العدالة والفقر والغنى والضرائب والضمان الصحي والتعليم.

وتتضح حالة التطرف الأميركية الراهنة من خلال إخلال الولايات المتحدة بتوازنات سياساتها تجاه الصراع العربي- الإسرائيلي.

ففي السابق دعمت إسرائيل بقوة لكنها وضعت عليها شروطا تخفف من اندفاعاتها، كان هم الولايات المتحدة الأساسي أن تضمن عدم تفوق العرب العسكري في كل الأوقات والأزمان، ولهذا مدت إسرائيل في حرب 1973 بجسر جوي هو الأكبر في التاريخ.

لكنها في زمن الحرب الباردة عملت بعض الحساب (مما أعطى بعض التوازن لسياساتها) لإمكانية خسارة الدول العربية لصالح الشيوعية والاتحاد السوفياتي، كما حسبت حساب دور النفط وإمداداته وضغوط الدول العربية الغنية.

هذه السياسة الأميركية هي التي أدت لأفكار السلام، وفكرة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

سقطت كل السياسة وجميع التوازنات مع إعلان ترامب القدس عاصمة الدولة اليهودية، لقد سقط مشروع السلام المؤدي للدولة الفلسطينية بضربة واحدة.

إعلان القدس مؤشر بأن الولايات المتحدة لم تعد تهتم بالنفط ومكانته كما كان الأمر بالسابق، فهي في السابق احتاجت للنفط واليوم تعيش حالة من الاكتفاء، وهي في السابق خشيت من حروب تؤدي لقطع الإمداد النفطي، بينما هي اليوم ترى بأن قيمة النفط كسلعة اختلفت وإن البدائل تزداد حضورا.

* د. شفيق ناظم الغبرا أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت

المصدر | الوطن القطرية

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة فلسطين الحرب الباردة ترامب (إسرائيل) نقل السفارة القدس