ظهرت بوادر تفاهم في العلاقات بين بغداد وإقليم كردستان، للمرة الأولى منذ استفتاء الانفصال في 25 سبتمبر/أيلول من العام الماضي.

من جانبه، رحب الناطق باسم حكومة إقليم كردستان «سفين دزيي»، بأي خطوة إيجابية من أجل اجتراح الحلول للمشكلات العالقة بين الإقليم والحكومة الاتحادية على أساس الدستور.

وأشار «دزيي» الثلاثاء، إلى ما اعتبرها «مؤشرات وخطوات» أظهرتها بغداد مؤخرا قرأ فيها الإقليم «نوعا من النية الصادقة»، من خلال زيارة وفد من الحكومة العراقية إلى إقليم كردستان.

وكشف مصدر مطلع في «التحالف الوطني» الشيعي في تصريحات صحفية، عن احتمال التوصل إلى حل للأزمة في «القريب العاجل»، قائلا إن «الجانبين بصدد تشكيل لجنة من 7 أعضاء، 5 منهم من بغداد وشخصيتان كرديتان، مهمتها مراجعة جميع الملفات الخلافية بين الطرفين».

 وتحدثت مصادر الحكومة الاتحادية عن اتفاقات حول المعابر الحدودية، فيما رحبت حكومة الإقليم بـ«خطوات إيجابية» من جانب بغداد لحل المشكلات العالقة.

وتدهورت العلاقة بين الجانبين مع إجراء استفتاء الانفصال الذي قوبل برفض عراقي وإقليمي ودولي، فيما دفعت تداعياته الحكومة العراقية إلى استخدام القوات العسكرية لاستعادة السيطرة على معظم المناطق التي مدّت قوات البيشمركة نفوذها إليها بعد 2003.

ويتزامن ذلك مع إعلان إيران أمس، فتح معبري حاج عمران وبرويز خان مع مدينتي السليمانية وأربيل، وأفادت القنصلية الإيرانية في أربيل بأن «التبادلات التجارية ستُجرى على هذه الحدود، فضلاً عن نقل الركاب».

وأغلقت السلطات الإيرانية معابرها مع الإقليم باتفاق مع بغداد على خلفية «خطوة الأكراد الانفصالية»، وأكد ممثل حكومة الإقليم في طهران «ناظم دباغ» أن «قرار فتح المعابر أتى بعد تلقي طهران الضوء الأخضر من بغداد، كما أن هناك تفاهماً مبدئياً بين أربيل وبغداد لرفع الحظر المفروض على المطارات أيضاً، على أن تدار في شكل مشترك».

وتصاعد التوتر في المنطقة منذ أن فرضت الحكومة المركزية في بغداد إجراءات مشددة بعد أن أجرى الإقليم استفتاء على الانفصال يوم 25 سبتمبر/أيلول الماضي، صوت الأكراد فيه بأغلبية ساحقة لصالح الانفصال.

وأثارت الخطوة التي مثلت تحديا لبغداد قلق دول مجاورة مثل تركيا وإيران ولدى كل منها أقلية كردية.