نفت قوات الجنرال الليبي المتقاعد «خليفة حفتر»، الثلاثاء، التابعة لمجلس النواب الليبي المنعقد في مدينة طبرق، صلتها بواقعة نبش قبر والد ملك ليبيا الراحل «إدريس السنوسي» (1889- 1983)، في مدينة الكفرة.

وكان قد تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، الجمعة الماضي، صورا لعملية نبش الضريح الذي يحوي قبر زعيم الحركة السنوسية «حركة إسلامية كانت تقود البلاد قبل الاستقلال»، الإمام «محمد المهدي بن محمد بن علي السنوسي».

واتهمت تقارير صحفية ليبية منتمين إلى التيار السلفي، تساندهم قوة عسكرية مسلحة من كتيبة «سبل السلام»، التابعة لقوات مجلس نواب طبرق، بنبش القبر.

وردا علي ذلك أصدرت كتيبة «سبل السلام»، الثلاثاء، بيانا قالت فيه إنها «لم تتلق أي أوامر من القيادة العامة بشأن هدم ضريح السنوسي»، مشددة على أن «ما يتداول في بعض صفحات التواصل الاجتماعي من تبني الكتيبة لذلك الفعل هو محض افتراء».

من جانبه، استنكر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، «فائز السراج»، الإثنين، نبش ضريح زعيم الحركة السنوسية، داعيا «النائب العام والجهات الأمنية المختصة إلى تحريك الدعوى الجنائية، والعمل على تقديم الجناة إلى العدالة لينالوا جزاءهم».

ووصف «السراج» في بيان نقلته «بوابة الوسط» الليبية، الحادث بـ«الهمجي»، وقال: «للقبور حرمة لا يجوز التعدي عليها، وحرمة المسلم غير مقيدة بحياته، بل هي باقية في الحياة وبعد الممات»، واصفا ما حدث بأنه «جريمة تنتهك حرمة أوجب الله تعالى حفظها وصيانتها».

وأوضح أن «السكوت على هذه الجريمة يعد تشجيعا وتأييدا لمن قام بها للاستمرار بجرائم مماثلة تخلق الفتنة وتستفز المسلمين وتهز وجدان الليبيين جميعا»، داعيا علماء الدين والقوى والتيارات السياسية والاجتماعية إلى «شجب وإدانة هذه الأعمال الإجرامية البعيدة عن روح الإسلام».

وكان مصدر محلي أعلن تعرض ضريح زعيم الحركة السنوسية، الإمام «السنوسي»، والد ملك ليبيا السابق «إدريس المهدي السنوسي» لـ«عملية نبش بشعة» بواحة الكفرة فجر السبت.

وذكرت مصادر محلية أن مجهولين ينتمون للتيار السلفي المدخلي المدعوم من السعودية نبشوا قبر الإمام  بمنطقة التاج في مدينة الكفرة جنوب شرقي ليبيا، الواقعة تحت سيطرة قوات «حفتر».

وولد «محمد المهدي بن محمد بن علي السنوسي» (1844-1902) في مدينة البيضاء شرقي ليبيا، وأبوه هو «محمد بن علي السنوسي» (1787- 1859)، المعروف بالسنوسي الكبير، المولود في ولاية مستغانم غربي الجزائر، وينحدر نسبه إلى الإمام «علي بن أبي طالب».