القدس ليست للبيع.. فلسطين ترفض تهديدات «ترامب» وتعتبرها ابتزازا

الأربعاء 3 يناير 2018 11:01 ص

رفضت السلطة الفلسطينية والعديد من الحركات والفصائل الفلسطينية، تهديدات الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، وربط المساعدات والمعونات المالية مقابل التفاوض مع (إسرائيل)، مؤكدين أن القدس ليست للبيع وأن ما يمارسه الرئيس الفلسطيني يعد ابتزازا واضحا.

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، «نبيل أبوردينة»، إن مدينة القدس ومقدساتها ليست للبيع لا بالذهب ولا بالفضة، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».

وأشار «أبوردينة» إلى أن السلام الحقيقي والمفاوضات «يقومان على أساس الشرعية العربية والدولية، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».

وتابع: «إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية، حريصة على مصالحها في الشرق الأوسط، فعليها أن تلتزم بمبادئ ومرجعيات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلا فإن الولايات المتحدة تدفع المنطقة إلى الهاوية».

ابتزاز سياسي

من جانبها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، تهديدات «ترامب»، «ابتزازا سياسيا».

وقال «فوزي برهوم»، الناطق الإعلامي باسم الحركة، في بيان له إن «تهديدات ترامب بقطع المساعدات عن الأونروا والسلطة الفلسطينية حتى تعود للمفاوضات مع الاحتلال ابتزاز سياسي رخيص».

وأضاف أن «ذلك التهديد يعكس السلوك الأمريكي الهمجي وغير الأخلاقي في التعامل مع عدالة القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني»، وفقا لـ«الأناضول».

وشدد على أن مواجهة «الضغوط والسياسات الأمريكية يتطلب المزيد من الوحدة الفلسطينية».

كما أكد على ضرورة استمرارية «المواقف العربية والإسلامية والدولية الداعمة للحقوق الفلسطينية والمناهضة للسلوك الأمريكي والإسرائيلي».

الإجبار على «صفقة القرن»

هذا، وأكد «قيس عبدالكريم»، نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية (أحد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية)، أن التهديد الأمريكي بقطع المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية، هي ابتزاز لها لدفعها إلى القبول بما يعرف بـ«صفقة القرن».

وأضاف: «الولايات المتحدة تبتز القيادة الفلسطينية لدفعها للقبول بطرحها السياسي المتمثل بصفقة القرن، التي تعد صفقة لبيع أرض فلسطين لـ(إسرائيل)».

وأشار «عبدالكريم»، الذي يعد أحد القيادات البارزة والمقربة من الرئيس الفلسطيني، إلى أن القيادة الفلسطينية لن ترضخ لأي ابتزاز وضغوط مهما كانت أسلحة الضغط الممارس بحقها.

وقال: «الولايات المتحدة ساهمت في مأساة اللاجئين الفلسطينيين، واليوم تعمل على تصفية قضيتهم بقطع المساعدات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)».

ولفت إلى أنه إذا قطعت الولايات المتحدة مساعداتها لـ«أونروا» فتكون قد ارتكبت «جريمة القرن».

ويُطلق مصطلح «صفقة القرن»، على خطة تعمل الإدارة الأمريكية على صياغتها، لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ومساء الثلاثاء، هدد الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، في تغريدة عبر «تويتر»، بقطع المعونات المالية للفلسطينيين، متهما إياهم بأنهم «لم يقدروا هذه المساعدات».

وكتب «ترامب» في تغريدته إن بلاده دفعت للفلسطينيين «مئات الملايين من الدولارات سنويا ولم تحصل على تقدير أو احترام».

وعبر الرئيس الأمريكي عن اعتقاده بأن الفلسطينيين لم يعودوا مستعدين للمشاركة في المباحثات مع (إسرائيل) بشأن السلام.

وعبر الفلسطينيون عن غضبهم بسبب قرار «ترامب» الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل).

ورفضت السلطة الفلسطينية استقبال «مايك بنس» نائب الرئيس الأمريكي، الذي قرر تأجيل زيارته المقررة إلى منطقة الشرق الأوسط، للمرة الثانية، بسبب الرفض الفلسطيني لاستقباله، وللوساطة الأمريكية في المفاوضات لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

والشهر الماضي، أعلن الرئيس الفلسطيني، «محمود عباس»، رئيس السلطة الفلسطينية، أن السلطة لن تقبل أي خطة سلام أمريكية مقترحة، ووصف واشنطن بأنها لم تعد وسيطا أمينا في عملية السلام بين (إسرائيل) والفلسطينيين.

وجاءت تغريدة «ترامب» بشأن المساعدات للفلسطينيين بعد أن كشفت «نيكي هالي»، مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة الثلاثاء عن خطط أمريكية لوقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وردا على أسئلة الصحفيين بشأن التمويل الأمريكي المستقبلي للأونروا، قالت «هالي»: «قال الرئيس فعلا إنه لا يريد إعطاء تمويل إضافي أو سيوقف التمويل لحين موافقة الفلسطينيين على العودة إلى مائدة التفاوض».

والولايات المتحدة هي أكبر متبرع للأونروا، وتقول المنظمة إن واشنطن تعهدت بحوالي 370 مليون دولار بداية من عام 2016.

وكانت الولايات المتحدة قد أجهضت باستخدام حق النقض «الفيتو» مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بإلغاء قرار «ترامب» الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل).

غير أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أيدت بأغلبية ساحقة قرارا غير ملزم يدعو واشنطن للتراجع عن موقفها.

وكان الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، قد أعلن في 6 من ديسمبر/كانون الأول الماضي، القدس عاصمة لـ(إسرائيل)، وكشف عن استعداد بلاده نقل سفارتها من تل أبيب إليها.

يذكر أن المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي متوقفة منذ أبريل/نيسان 2014؛ إثر رفض تل أبيب وقف الاستيطان والإفراج عن معتقلين قدامى، وتنصلها من حل الدولتين على أساس دولة فلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

حماس إسرائيل عملية السلام صفقة القرن ترامب فلسطين القدس