عادة ما تتسم مباريات الديربي في مختلف دول العالم بالمنافسة الشرسة والقوة والحماس، ولكن في ديربي لندن بين فريقي تشيلسي وأرسنال وصل الأمر لدرجة العداوة والكراهية.

والتقى الفريقان في 51 مباراة بتاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز «بريمير ليغ»، فاز أرسنال في 19 مباراة مقابل 17 فاز بهم تشيلسي، بينما حسم التعادل 15 مباراة أخرى، وأحرز لاعبو البلوز 68 هدفاً مقابل 64 هدفاً أحرزهم لاعبو الجنرز.

وستتجه أنظار الجماهير، مساء اليوم، إلى ملعب «الإمارات»، حيث يستضيف أرسنال جاره اللدود تشيلسي في ختام الجولة الـ22 من الدوري الإنجليزي موسم 2017-2018. 

ويدخل أرسنال المباراة وهو في المركز السادس برصيد 38 نقطة من الفوز في 11 مباراة والتعادل في 5 مباريات والخسارة في مثلهم، وأحرز لاعبوه 38 هدفاً واستقبلت شباكهم 26.

في المقابل يحتل تشيلسي المركز الثالث برصيد 45نقطة من الفوز في 14 مباراة والتعادل في 3 والخسارة 4 مباريات، وأحرز لاعبوه 39 هدفاً واستقبلت شباكهم 14.

ووفي هذا الإطار نحاول رصد أسباب تطور روح المنافسة بين تشيلسي وأرسنال في في ديربي لندن حتى وصلت للعداوة والكراهية، من خلال النقاط التالية:

الملياردير الروسي

منذ نجاح الملياردير الروسي «رومان أبراموفيتش» في الحصول على ملكية نادي تشيلسي بدأت بوادر التوتر تظهر مع أرسنال، فمنذ بداية الكرة في إنجلترا والعلاقة دائماً ما تكون مثيرة بين الناديين لكن عند وصول الملياردير الروسي إلى لندن 2004، حدثت عدة مشاكل في هذه العلاقة، حتى أصبحت تصل إلى الكراهية.

قبل انتقال ملكية تشيلسي إلى «أبراموفيتش» كان أرسنال هو الفريق الأكبر والأقوى والأكثر إنجازات بين أندية العاصمة لندن، إلا أن الأمور اختلفت تماماً حيث بدأ البلوز في تكوين فريق قوي بدأ في حصد البطولات الواحدة تلو الأخر حتى بات أكثر أندية إنجلترا تحقيقاً للألقاب منذ 2004 حتى الآن.

ويمتلك أرسنال 13 لقباً ببطولة الدوري حصدهم في تاريخه بينهم 3 فقط منذ انطلاق الـ«بريمير ليغ» موسم 1992-1993، في المقابل حصد تشيلسي 6 ألقاب في تاريخهم بينهم 5 ألقاب «بريمير ليغ».

الاستثنائي البرتغالي

كانت أولى خطوات «أبراموفيتش» لبناء فريق قوي هو التعاقد مع المدرب البرتغالي «جوزيه مورينيو» الذي فور وصوله نشبت حرب ضارية في التصريحات، مع الفرنسي «آرسين فينغر» مدرب أرسنال.

«لا أرى تشيلسي يمتلك العديد من الانجليز مثلنا، كم لاعب عندهم؟ واحد فقط جون تيري»، جملة قالها «فينغر» في ولم يعلم أنها ستكون بداية لسلسلة من التصريحات النارية، وقال أيضاً: «أعلم أننا في عالم لا يعترف سوى بالمكسب والخسارة، ولكن عندما تجد الرياضة تشجع من لا يتخذون أي مبادرة للتغيير إذن فنحن في خطر كبير».

ورد «مورينيو»: «فينغر لديه مشكلة كبيرة معنا، وأعتقد أنكم هنا في انجلترا تسمون الأشخاص من نوعيته البصاص، أتصوره شخصا يجلس في منزله ومعه تيليسكوب يتجسس به على العائلات، ما يفعله شيء مريض جدا فهو يتحدث ولا يتوقف عن الحديث».

ورد «فينغر»: «هو شخص خارج عن السيطرة ومنعزل عن الواقع وغير محترم، عندما تمنح النجاح لشخص غبي فهذا يجعله أكثر غباء».

ومن جانبه أبدى «مورينيو» تعجبه من تركيز «فينغر» على تشيلسي، وحديثه المستمر عن الفريق قائلا: «أنهم في ستامفورد بريدج يمتلكون ملفا به 120 صفحة تشمل جميع تصريحات الفرنسي عنهم».

الخائن كول 

في شتاء 2005 اجتمع «مورينيو» بالظهير الأيسر لنادي أرسنال «أشلي كول»، في اجتماع سري في إحدى مطاعم لندن، وأقنعه بالرحيل عن الجنرز والانتقال إلى البلوز وهو ما حدث في صفقة تبادليه رحل فيها «ويليام جالاس» إلى أرسنال.

وانتهت المشكلة بين الناديين، لكن بالنسبة للجماهير فهي لم تنته ربما حتى هذه اللحظة، «كول» يمثل بالنسبة لجماهير أرسنال خائن فقد كان عنصراً أساسياً في تلك الفترة.

دوري الأبطال

يعد 2012 عاماً تاريخياً لنادي تشيلسي حيث نجح في التتويج بدوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه، ليصبح أول ناد في لندن يحقق هذا اللقب.

ورغم أن تتويج البلوز بلقب «تشامبيونز ليغ» بعيد كل البعد عن أرسنال لأن الفوز جاء على حساب نادي ألماني وهو بايرن ميونيخ، لكن جماهير تشيلسي بدأت في معايرة جماهير أرسنال وأنهم باتوا فخر لندن، خاصة بعد تحقيق لقب أوروبي أخر في نفس العام وهو الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ».

تجدر الإشارة إلى أن تشيلسي يمتلك في رصيده 4 ألقاب أوروبية مختلفة هي «دوري الأبطال، الدوري الأوروبي، السوبر الأوروبي وكأس الكؤوس الأوروبية»، بينما لا يمتلك أرسنال أي لقب.