رأت مجلة «بوليتيكو» الأمريكية أن النظام الإيراني سينجو من موجة الاحتجاجات والمظاهرات التي تواجهه مؤخرا، لكن شكل الحكم لن يبقى كما هو.

وتحت عنوان «الجمهورية الإسلامية محكومة بالفشل» قالت المجلة في تقرير نشرته الثلاثاء، وترجمه «القدس العربي» إن الأوضاع في إيران سوف تسوء بشكل دراماتيكي قبل أن تتحسن أخيرا.

وأكدت المجلة أن النظام لا يملك خيارا سوى متابعة قمع المتظاهرين، مبررة أن «الأدوات الثيوقراطية لم تعد كافية لإسكات الجماهير.. كما أن الجسد السياسي في الجمهورية الإسلامية غير قابل للإصلاح»، بحسب التقرير.

وأضافت أن «النظام الإيراني لن ينجو في ظروف العزلة»، موضحة أن اقتصاد «خامنئي» المقاوم يُبقي على الموارد المالية خارج البنوك والأسواق العالمية، ويرسل ملايين الدولارات لحلفائه في دول أخرى، واضعا الشعب الإيراني في آخر أولويات ميزانية الحكومة.

وتشير «بوليتيكو» إلى أن الفجوة بين المجتمع والدولة ازدادت مع فشل «روحاني» في تحقيق وعوده الانتخابية في الإصلاح الاقتصادي ومحاربة الفساد وفتح البلاد على الاستثمار، لافتة إلى أن «المتظاهرين يعلمون أن خامنئي هو السبب في تغييب الإصلاحات وإضاعة ثروات البلاد على عزلة مكلفة وإمبريالية غير منتجة».

واختتمت المجلة الأمريكية تقريرها، منوهة إلى أنه «حتى لو استطاع النظام قمع التظاهرات، فلن يتمكن من الاستمرار في بنيته وسياساته الحالية.. فالثوريون الذين تجنبوا الإصلاح وأدانوا البرغماتية ذهبوا إلى مزبلة التاريخ بلا عودة».

وشهدت عدة مدن إيرانية منذ الخميس الماضي، احتجاجات شعبية واسعة ضد سياسات الحكومة وغلاء الأسعار، وللمطالبة باصلاحات اقتصادية، أدت حتى الآن لمقتل 22 شخصا بحسب تقارير رسمية إيرانية.

وجاءت الاحتجاجات بعد نحو 3 أسابيع على تقديم «روحاني» ميزانية العام المقبل بقيمة 104 مليارات دولار، لكن الحكومة أعلنت عزمها رفع أسعار الوقود والخدمات والضرائب.

ويعاني الاقتصاد الإيراني من نقص في الاستثمارات ونسبة بطالة تبلغ 12%، حسب الأرقام الرسمية، علما أن بعض المحللين يقدرون أن تكون أعلى من ذلك.