«أردوغان» يزور باريس الجمعة لإذابة الجليد مع أوروبا

الأربعاء 3 يناير 2018 06:01 ص

يعتزم الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، إجراء زيارة رسمية إلى العاصمة الفرنسية باريس، في 5 يناير/كانون الثاني الجاري، تلبية لدعوة نظيره الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، وذلك في أول زيارة خارجية له عام 2018.

وقال «أردوغان»، في كلمة قبل أيام خلال مؤتمر لحزب «العدالة والتنمية» (الحاكم) بولاية سينوب شمالي البلاد، «يوم الجمعة سأذهب إلى فرنسا، وسوف نناقش العلاقات الثنائية بين البلدين».

وهذه الزيارة هي الأولى لـ«أردوغان» إلى فرنسا منذ الانقلاب الفاشل في 15 يوليو/تموز 2016 وانتخاب «ماكرون» رئيسا لفرنسا في مايو/أيار 2017، إلا أن الرجلين سبق أن التقيا في قمم دولية عدة.

وقال متحدث الرئاسة التركية «إبراهيم قالن»، الأحد، إن «أردوغان» سيتناول خلال زيارته إلى فرنسا يوم الجمعة المقبل، قضايا إقليمية مثل القدس وسوريا والعراق، ومكافحة الإرهاب، وعلاقات أنقرة مع «الاتحاد الأوروبي».

وأوضح «قالن» في بيان، أن أجندة «أردوغان» في فرنسا التي يزورها تلبية لدعوة نظيره «ماكرون»، ستتضمن أيضا مناقشة سبل تعزيز التعاون المتبادل بين البلدين بما ينعكس إيجابا على المنطقة برمتها.

وتابع «قالن»«فرنسا تعد من أهم شركائنا الاقتصاديين، وعلاقاتنا التاريخية معها تمتد لأكثر من 6 قرون، وتأتي في مقدمة حلفائنا في مجال مكافحة الإرهاب، ونواصل حوارنا معها فيما يخص التحديات الإقليمية والدولية».

وأشار متحدث الرئاسة التركية إلى أن نحو 700 ألف تركي يعيشون في المدن الفرنسية، وأن هؤلاء يشكلون جسر تواصل بين البلدين.

في سياق متصل، قالت أوساط الرئيس الفرنسي، إن الاجتماع بين الرئيسين الذي يأتي إثر مشاورات منتظمة في الأشهر الأخيرة، سيكون مناسبة للتطرق إلى القضايا المرتبطة بالعلاقات الثنائية بين بلدينا، إضافة إلى القضايا الإقليمية وبينها خصوصا الملف السوري الذي سبق أن بحثه (الرئيسان) مرارا، وأيضا الملف الفلسطيني.

وقبل بضعة أيام، لمح «أردوغان» إلى احتمال إجراء هذه الزيارة، مشيدا بالفرنسيين الذين لم يتخلوا عنا (تركيا) في مسألة القدس عندما نددت أنقرة بشدة بالقرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل).

وفي 10 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وصف «أردوغان» (إسرائيل) بأنها دولة إرهابية تقتل الأطفال، مؤكدا أنه سيناضل بكل السبل ضد اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل).

وقال «أردوغان» في خطاب ناري إن «فلسطين ضحية بريئة (...) أما إسرائيل فهي دولة إرهابية، نعم، إرهابية»، مضيفا «لن ندع القدس تحت رحمة دولة تقتل الأطفال».

تجنب القطيعة

من جهة أخرى، أشارت تقارير إعلامية إلى أهمية الزيارة التي سيجريها «أردوغان» إلى باريس، في ظل توتر العلاقات بين أنقرة و«الاتحاد الأوروبي» على خلفية الانقلاب الفاشل عام 2016.

وفيما أعربت المستشارة الألمانية «أنغيلا ميركل» عن تأييدها وقف المفاوضات مع تركيا، عبر «ماكرون في مقابلة مع صحيفة (كاتيميريني) اليونانية في سبتمبر/أيلول عن نيته تجنب القطيعة بين «الاتحاد الأوروبي» وتركيا، معتبرا أن الأخيرة هي شريك أساسي في العديد من الملفات، وخصوصا في أزمة الهجرة ومكافحة الإرهاب.

وتواصل «ماكرون» و«أردوغان» مرارا هذا العام بشأن توقيف صحفيين فرنسيين اثنين في تركيا، قبل أن يتم ترحيلهما إلى فرنسا.

وتوترت العلاقات بين تركيا و«الاتحاد الأوروبي» خصوصا أثناء الحملة المروجة لاستفتاء 16 أبريل/نيسان الماضي، حول تعزيز صلاحيات الرئيس التركي، عندما رفضت دول عدة من بينها ألمانيا وهولندا مشاركة وزراء أتراك في تجمعات على أراضيها.

إلا أن فرنسا سمحت لوزير الخارجية التركي بعقد تجمع انتخابي في مدينة ميتز في شرق البلاد.

وكان «أردوغان» عبر هذا الأسبوع عن أمله في إقامة علاقات أفضل مع ألمانيا و«الاتحاد الأوروبي»، مشيرا إلى أن أنقرة تريد خفض عدد أعدائها وزيادة أصدقائها، وذلك في تصريحات نشرتها صحف تركية من بينها (حرييت).

ووصفت تقارير إعلامية باريس، بأنها بوابة «أردوغان» لإذابة الجليد مع «الاتحاد الأوروبي»، وأن الرئيس الفرنسي يعتبر وسيطا لتحسين علاقته بألمانيا و«الاتحاد الأوروبي».

«جاويش أوغلو» إلى ألمانيا

من جهة أخرى، يعتزم وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو»، زيارة ألمانيا السبت المقبل، للقاء نظيره الألماني «زيغمار غابرييل».

وأوضح «جاويش أوغلو» في لقاء ممثلي وسائل الإعلام حول رؤية السياسة الخارجية، أنه لا توجد مشاكل لبلاده مع ألمانيا، ولكن ألمانيا لديها مشاكل مع تركيا.

وأضاف الوزير التركي، أن على ألمانيا وبعض الدول الأخرى أن توضح مشاكلها مع تركيا، مبينا أن تركيا زادت في جهود محاربة تنظيم الكيان الموازي، وأن كثيرا من المنظمات الدولية أعلنته كتنظيم إرهابي.

ولفت «جاويش أوغلو»، إلى أن بلاده تدعم وقف المعارف التركي ضد مدارس تنظيم الكيان الموازي، وأن العديد من الدول تسلم أعضاء التنظيم إلى تركيا ليمثلوا أمام القضاء.

وصدرت في الأيام الأخيرة تصريحات من مسؤولين ألمان تدعو إلى تحسين العلاقات بين تركيا وألمانيا، بعد أن سادتها أجواء من التوتر.

  كلمات مفتاحية

ألمانيا تركيا فرنسا أوروبا أردوغان

صحف تركيا تبرز إتمام صفقة «إس 400» واستمرار التوتر مع ألمانيا