جددت تركيا، الخميس، رفضها لأي تدخلات خارجية ترمي إلى تقويض أمن وسلامة المجتمع الإيراني، لافتة إلى أن الجهات المعنية في إيران أبلغتهم بأن الوضع لديهم (الاحتجاجات) تمت السيطرة عليه، وسينتهي تماما في القريب العاجل.

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، «إبراهيم قالن»، خلال مؤتمر صحفي في أنقرة: «المعنيون في إيران  أبلغونا أنهم سيطروا على الوضع، وأن المشهد سينتهي تماما في القريب العاجل»، حسب التليفزيون التركي الرسمي (تي أر تي).

وشدد «قالن» على «رفض تركيا للتدخلات الرامية إلى تقويض أمن وسلام المجتمع الإيراني»، مضيفا: «الأمن والاستقرار والسلام في إيران قضية مهمة للغاية بالنسبة لنا، وإذا كانت هناك أطراف من الخارج تريد إحداث فوضى في إيران، فإنه ينبغي علينا التذكير بأن ذلك سينقلب عليها».

وتشهد إيران، منذ الخميس الماضي، احتجاجات بدأت في مدينتي مشهد وكاشمر (شمال شرق)؛ احتجاجا على غلاء المعيشة، تحولت فيما بعد إلى مظاهرات تطلق شعارات سياسية، وامتدت لتشمل مناطق مختلفة، من بينها العاصمة طهران.

وشهدت تلك الاحتجاجات سقوط أكثر من 25 قتيلا، غالبيتهم من المتظاهرين، فضلا عن توقيف أكثر من 1000 متظاهر، وفق بيانات رسمية، وأخبار تناقلتها وسائل إعلام محلية.

وبعد زخم كبير نالته تلك الاحتجاجات، بدأت، منذ الأربعاء، تخرج مظاهرات مؤيدة للنظام الإيراني تطالب بمحاكمة من سموهم «مثيري الفتنة».

وبينما تلقت الاحتجاجات المناهضة للسلطة الإيرانية دعما، وصل إلى حد التحريض من قبل أطراف عدة بينها الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» ورئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، بدا الموقف التركي مائلا إلى جانب النظام؛ الأمر الذي أثار انتقاد البعض.

وكانت وزارة الخارجية التركية دعت، في بيان، الثلاثاء، إلى تغليب الحكمة للحيلولة دون تصاعد الأحداث في إيران، وتجنب التدخلات الخارجية المحرضة التي من شأنها مفاقمة الأوضاع.

وجاء في البيان: «نؤمن بضرورة تجنب العنف وعدم الانجرار وراء الاستفزازات، مع الأخذ بعين الاعتبار، تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني في هذا الإطار، التي أقر فيها بحق الشعب في التظاهر السلمي، لكن دون انتهاك القوانين والإضرار بالممتلكات العامة».

والأربعاء، أعرب الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، خلال اتصال هاتفي أجراه مع «روحاني» عن أمله في أن تنتهي الاحتجاجات في إيران خلال أيام.

وأكد «أردوغان» أن «بلاده تولى أهمية كبيرة للمحافظة على السلام والاستقرار الاجتماعي لإيران».