الحمل يجعل بعض النساء انتقائيات جدا في طعامهن، لكن هذا قد يكون له أثر ضار وفقا لما وجده العلماء في دراسة جديدة، لأن طعام الأم المحدود أثناء الحمل قد ينتج أطفالا يصعب إرضاؤهم في الأكل.
يوجد لدى الأطفال حالة تسمى بـ«رفض الأشياء الجديدة» في كثير من الأحيان، لكن العلماء وجدوا أنهم يتعرضون للنكهات قبل ولادتهم، واستنتجوا أن احتمالية رفض الأطفال لبعض الأطعمة تصبح أقل، إذا كانوا قد تعرضوا له من قبل في الرحم.
تعرض مبكر للنكهات
وجد الباحثون أن العديد من النكهات القادمة من طعام الأم الحامل، كانت موجودة بالفعل في السائل الأمنيوني الذي يحيط بالجنين، واستنتجوا أن أول تجارب الطفل مع النكهات تحدث قبل الولادة، بما إن حواس التذوق والشم تعمل أثناء الحياة الجنينية ولأن الجنين يبتلع بانتظام السائل المحيط به.
لاحظ الفريق أن الرضع الذين تناولت أمهاتهم عصير الجزر لثلاثة أسابيع متتالية أثناء الثلث الأخير من الحمل، كانوا أكثر قابلية للاستجابة بشكل إيجابي حين تعرضوا للحبوب بنكهة الجزر مقارنة بالحبوب العادية، وهذه النتائج تكشف أن تجربة الطفل مع النكهات تبدأ قبل الولادة، وهي فرصة لجعل الطعام مألوفا لدى الطفل منذ وقت مبكر.
لكن على الأمهات ألا يقلقن، فهناك طرق أخرى لجعل طفلك يتناول طبق القرنبيط أو البروكلي إذا فشلت الطرق الأخرى.
كيف أجعل طفلي يجرب الأطعمة؟
تبدأ مساعدة الأطفال على المغامرة مع الأطعمة بالأشخاص الذين يتطلعون إليهم أكثر من غيرهم، فهم يميلون لتقليد العادات الغذائية الخاصة بوالديهم كما يقول الخبراء في منظمة التغذية «نيوتريشن أستراليا».
وينصح الخبراء الآباء بألا يأكلوا الطعام الصحي فحسب، وإنما عليهم التأكد بأنهم يظهرون مستمتعين به أمام أطفالهم، وأن يحرصوا على عدم إبداء تعليقات سلبية بخصوصه أمامهم.
يوصي الخبراء أيضا بالسماح للأطفال بالمساعدة في تحضير الطعام، سواء بتحضير المائدة أو ضبط جهاز التوقيت أو غسل الخضار، كما ينصحون الآباء بالاستمرار في عرض الأطعمة الجديدة حتى لو أبعد الطفل الصحن عنه، حاول أن تجعل مواعيد الوجبات منتظمة وألا تعوّد الطفل على رشوته ليتناول الخضروات، لأن هذا يجعل الأطفال يصابون بالعناد، أو قد يحبون الطعام الذي يأخذونه كرشوة ويكرهون الآخر.
