خبرة 50 عاما سياسة لـ«خامنئي» ستحسم الصراع مع «بن سلمان»

السبت 6 يناير 2018 09:01 ص

نشر موقع «Lobe Log» الأمريكي، مقالا للدبلوماسي الإيراني السابق «سيد حسين موسى»، أجرى فيه مقارنة بين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية «علي خامنئي»، وولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، وقال إن طبيعة تكوين الشخصيتين والخبرة السياسية ستكون هي الفيصل في حسم الصراع بين الدولتين الإقليميتين.

وقال إن الأنماط القيادية بين ولي العهد السعودي، الذي يعزز سلطته في الرياض، ويجهز نفسه ليصبح أقوى حاكم في التاريخ السعودي، وبين المرشد الأعلى لإيران، والخبرة التي عاشها كل منهما ستقرر مستقبل السلم والاستقرار في المنطقة.

وأوضح «موسوي» وهو كاتب وخبير في شؤون الشرق الأوسط، أنه «قبل الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، كان خامنئي ناشطا سياسيا، وتحمل 15 عاما من السجن والتعذيب والنفي، وارتفعت مكانته إلى أن انتخِب رئيسا عام 1981».

وأشار إلى أنه لعب دورا محوريا في الإشراف على الحرب الإيرانية العراقية (1980ـ 1989)، التي دعمت فيها واشنطن وقوى عالمية وإقليمية الرئيس العراقي الراحل «صدام حسين»، أما «محمد بن سلمان»، فقد ولد عام 1985 وليست له أية خبرة يمكن مقارنتها بـ«خامنئي».

ولفت «موسوي» إلى أنه في الثمانينيات، كان من بين أسباب نجاح إيران، هو خبرتها في محاربة الجماعات الإرهابية، مؤكدا أن إيران بأكملها واجهت موجة من الإرهاب، إذ كانت حركة «مجاهدي خلق» وحدها مسؤولة عن قتل أكثر من 17 ألفا، مذكرا بأن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية كان ضحية من ضحايا الإرهاب، إذ شلَت إحدى يديه بعد هجومٍ بقنبلة عام 1981، لذلك أصبح محنك في مواجهة الإرهاب.

أما «بن سلمان»، فليس لديه تاريخ في مواجهة الإرهاب، وكل ما يفعله هو الاستعداد لتولي السلطة.

وأضاف الدبلوماسي الإيراني السابق، أن إيران جعلت أيضا من معارضتها لـ(إسرائيل) محورا أساسيا لسياستها الخارجية ودفعت ثمنا غاليا مقابل دعمها للفلسطينيين، أما «بن سلمان»، فسارع في تعزيز علاقاته مع (إسرائيل)، في محاولة منه لمواجهة النفوذ الإيراني الإقليمي.

أما في الأمور الاقتصادية، وفق الكاتب، فإن «خامنئي» و«محمد بن سلمان» يختلفان أيضا بشكل أساسي، فعلى الرغم من أن كلا من إيران والسعودية تعانيان من الفساد والبطالة المزمنة وانخفاض أسعار النفط، فإن طهرات اتخذت، في مواجهة هذه التحديات، خطوات لإصلاح نظام دعمها غير الكفء وتنويع اقتصادها.

وبالنسبة لنشأة الرجلين، قال «موسوي» إن الزعيم الإيراني نشأ في أسرة فقيرة وحافظ على نمط حياة متواضع منذ استلامه لمناصبه الرسمية بعد الثورة، أما «بن سلمان» فقد عاش منذ ولادته في قصور مزخرفة ولم يشهد قط مصاعب شخصية أو فقرا، مذكرا بتقرير صحيفة «نيويورك تايمز» الذي قال أن ولي العهد السعودي اشترى يختا بقيمة 500 مليون دولار.

وأردف الدبلوماسي الإيراني السابق: «تزعم خامنئي لـ28 عاما دولة تعرضت لكل أنواع الضغوط الاقتصادية والسياسية والأمنية من قبل القوى الخارجية - بشكل أساسي الولايات المتحدة - بهدف تحفيز عملية تغييرٍ للنظام، ومع ذلك، لم يثبت أمن واستقرار إيران في هذه الفترة وحسب، بل وأصبحت البلاد قوة إقليمية مؤثرة».

وأضاف: «على النقيض من ذلك، تنظر الأسرة المالكة السعودية للولايات المتحدة بصفتها ضامن أمنها واعتمدت على رعايتها العسكرية والسياسية والاقتصادية لعقود»، مشيرا إلى توقيع السعودية أكبر صفقة أسلحة في تاريخ الولايات المتحدة بقيمة 350 مليار دولار، خلال زيارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» للمملكة في مايو/أيار الماضي.

وبحسب المقال، شكلت طهران شراكة استراتيجية مع روسيا، ولعبت دورا محوريا في سوريا والعراق، بناء على طلب من حكومتي البلدين، لتأمين سلامة أراضيهما وهزيمة المنظمات الإرهابية.

ولفت «موسوي»، إلى أنه في المقابل، نجد السعودية، وعلى الرغم من إعطاء إدارة «ترامب» الضوء الأخضر لها، فإنها غاصت في مستنقع في اليمن، الأمر الذي خلق أكبر كارثة إنسانية في العالم، بالإضافة إلى فشلها في محاولة تدبير تغييرٍ للنظام في قطر وسوريا، وشهدت جهودها لتقويض الحكومة اللبنانية وهي ترتد بنتائج عكسية على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، وتحتفظ بقبضة أكثر تقلبا من أي وقت مضى على البحرين، وأدت هذه الأفعال إلى إكساب «بن سلمان» سمعة بالتهور والاندفاع.

وأشار الدبلوماسي الإيراني السابق إلى أنه بعد اندلاع الانتفاضات العربية عام 2011، لا بد من تغيير كبير في المشهد الجيوسياسي في المنطقة.

وأوضح أن العلاقة الصفرية بين إيران والسعودية لن تضر بالاستقرار الإقليمي فحسب، بل ستقلل - لا تعزز آفاق الإصلاح السعودي، ولا يزال التعاون بين هاتين القوتين الثقيلتين الإقليميتين الرئيسيتين يشكلان العنصر الأساسي في تشكيل نظام سلمي جديد في منطقة الشرق الأوسط وتمكين «بن سلمان» من إدارة التحديات المحلية في المملكة العربية السعودية.

وبين أن هناك فارق بين شاب طموح في خطواته الأولى نحو السلطة، وشخص لديه خبرة 50 عاما من الحنكة السياسية.

ومنذ 28 ديسمبر/كانون أول الماضي، تشهد إيران مظاهرات بدأت في مدينتي مشهد وكاشمر (شمال شرق)، احتجاجات على غلاء المعيشة، قبل أن تتحول لاحقًا إلى تظاهرات تتبنى شعارات سياسية.

وامتدت المظاهرات فيما بعد لتشمل عشرات المدن، بينها العاصمة طهران، والعاصمة الدينية «قم»، مخلّفة 24 قتيلًا على الأقل وعشرات المصابين، فيما أوقفت قوات الأمن أكثر من ألف محتج، فيما تقول المعارضة الإيرانية إن عدد القتلى تجاوز الخمسين، وعدد المعتقلين تجاوز 3 آلاف.

وتتهم إيران السعودية وأمريكا و(إسرائيل) بتأجيج المظاهرات وقيادة غرفة عمليات لإسقاط النظام.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران العلاقات السعودية الإيرانية محمد بن سلمان خامنئي