«التايمز»: «الحرس الثوري» يستغل الاحتجاجات للانتقام من «روحاني»

السبت 6 يناير 2018 02:01 ص

اتهمت صحيفة «التايمز» البريطانية «الحرس الثوري» الإيراني باختلاق فيديوهات مفبركة للتظاهرات التي شهدتها البلاد، بهدف تصوير الاحتجاجات على أنها ضد الرئيس «حسن روحاني» وليس المرشد الإيراني الأعلى «علي خامنئي».

وأشارت الصحيفة البريطانية، أمس الجمعة، إلى أنه يشتبه في تصوير محتجين حقيقيين من قبل شركة لإنتاج الأفلام أنشأها «الحرس الثوري»، وبث فيديوهاتهم على الإنترنت بعد جعل سخطهم يبدو وكأنه موجه ضد «روحاني» بدلا من «خامنئي».

ونقلت الصحيفة عن الأكاديمية الإيرانية بجامعة «براون» الأمريكية «نرجس باجوغلي»، قولها إنها «رصدت بصمة المنتجين الإعلاميين التابعين للنظام على فيديوهات للمحتجين، الذين يتحدثون عن المصاعب الاقتصادية التي تحملوها وكيف أنهم يحملون روحاني المسؤولية».

وعبرت «باجوغلي» عن اعتقادها بأن ««الحرس الثوري» بدأ حملة إعلامية جديدة ضد «روحاني»، مشيرة إلى أن «هذا قد يمثل انتقاما من انتقادات سابقة وجهها الرئيس لمقدار الأموال التي ينفقها النظام على المؤسسات شبه الحكومية، والتي لا تخضع للمساءلة، وتم استخدامها للترويج لسياسات النظام خارج نطاق سيطرته».

ويعد «الحرس الثوري» بمثابة القوة الضاربة للبلاد، ويترسخ نفوذه في مناطق عديدة بالشرق الأوسط، إلا أن خلافاته الأخيرة التي بدت أنها تتصاعد مع «روحاني» جعلته يواجه تحديا غير مسبوق.

وفي وقت سابق، أشار تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إلى أن «روحاني» يحاول تقليم أظافر «الحرس الثوري» عبر استهداف ذراعه الاقتصادية، والتي تتمثل في شركة «خاتم الأنبياء» العملاقة المتخصصة بأعمال البناء، حيث تبني مساجد ومطارات ومنشآت للنفط والغاز، بالإضافة إلى المستشفيات وناطحات السحاب.

وتعد «خاتم الأنبياء» أهم ذراع اقتصادي لـ«الحرس الثوري» الإسلامي الإيراني، ويعمل بها ما يقرب من 1.5 مليون شخص، بما في ذلك مقاولون من الباطن، ويرأس هذه الشركة قائد عسكري.

وأشار تقرير الصحيفة الأمريكية إلى أن «الشركة تعرضت لحملة شرسة بقيادة روحاني، والذي وعد في أثناء ترشحه للانتخابات الأخيرة بإطلاق العنان للنمو الاقتصادي من خلال استكمال الاتفاق النووي وتحرير البلاد من العقوبات الدولية».

وبعد أن تمكن «روحاني» من تحقيق بعض وعوده، رغم أن بعض العقوبات لا تزال قائمة، ركز اهتمامه على «الحرس الثوري»، إذ يرى احتكار الحرس لقطاعات كبيرة من الاقتصاد وميله نحو الفساد عائقا كبيرا أمام النمو الذي وعد به بعد استكمال الاتفاق النووي، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وأمس الجمعة، أعلنت المعارضة الإيرانية مقتل 50 متظاهرا برصاص الأمن خلال الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من أسبوع، فيما تجاوز عدد المعتقلين 3 آلاف.

وتشهد إيران، منذ 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي، مظاهرات بدأت في مدينتي مشهد وكاشمر (شمال شرق)؛ احتجاجا على غلاء المعيشة، تحولت فيما بعد إلى مظاهرات تطلق شعارات سياسية، وامتدت لاحقا لتشمل مناطق مختلفة، من بينها العاصمة طهران.

وبينما خرجت التظاهرات لأسباب داخلية أساسا، امتدت احتجاجات الإيرانيين إلى انتقاد السياسة الخارجية لبلادهم وخوضها معارك في المنطقة؛ ما أدى لتفاقم الأوضاع الاقتصادية؛ وانعكس ذلك في هتافات لهم من قبيل: «لا غزة، لا لبنان، حياتي في إيران».

وبعد زخم كبير نالته تلك الاحتجاجات، بدأت، منذ الأربعاء الماضي، تخرج مظاهرات مؤيدة للنظام الإيراني تطالب بمحاكمة من من تم تسميتهم بـ«مثيري الفتنة».

وفي اليوم ذاته، أعلن قائد «الحرس الثوري» الإيراني، «محمد علي جعفري»، انتهاء المظاهرات المناهضة للحكومة، وقال: «يمكننا القول إن اليوم كان نهاية المؤامرة».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

روحاني احتجاجات في إيران المرشد الإيراني الأعلى خامنئي الحرس الثوري الإيراني