دعا رئيس جامعة «دار العلوم» بمدينة زاهدان الإيرانية الشيخ «عبدالحميد إسماعيل زهي»، السلطات في بلاده إلى الاستماع لمطالب المتظاهرين، وحل المشكلات التي يعانيها الشعب.

وقال «زهي» والذي يعد من أبرز علماء السنة بإيران في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس ونشرها اليوم الموقع الخاص به: «منذ أيام وبلادنا تشهد تظاهرات احتجاجية، والواجب على المسؤولين أن يستمعوا لأصوات المتظاهرين وينصتوا لمطالب المحتجين، ويعطوا لهم الحرية المطلوبة التي تقررها الشريعة ويؤيدها القانون، ويحلوا المشكلات».

وأضاف: «يواجه الشعب قلة الموارد والفقر من ناحية، ويتحمل ضغوطا اقتصادية ومالية وتكاليف باهظة من ناحية أخرى، وعلى المسؤولين أن يدركوا هذه المشكلات، ويكونوا مع الشعب في كل الأحوال والظروف، ليتعرفوا على آلامهم ومشكلاتهم».

وتابع: «المسؤولون في غالب الأحيان مشغولون بالسياسة والأمور العظيمة، لكن العلماء وأئمة الجمعة لديهم معرفة بمشكلات الناس وأوضاعهم، نظرا إلى علاقتهم بالناس، لذلك أكدنا مرارا أن الشعب يطالب بالتغيير»، مطالبا بإزالة التمييز المفروض على أهل السنة والجماعة منذ 4 عقود.

تجدر الإشارة أن «زهي» طالب قبيل الانتخابات التي شهدتها إيران في 19 أيار/مايو الماضي، بتغيير مادة في دستور البلاد تمنع السنة من الترشح للانتخابات الرئاسية في إيران.

«أعداء للإسلام»

وعلى الجانب الآخر، كان قد حث رجل الدين الإيراني المتشدد «أحمد خاتمي» المصلين في خطبته على التعامل مع من ينظمون المظاهرات في مختلف أنحاء البلاد ضد الحكومة بأنهم «أعداء للإسلام»، مطالبا بعدم إبداء الرحمة مع المتظاهرين «بالأخص هؤلاء الذين يحرقون الأعلام يتعين أن يتلقوا أعلى عقوبة ممكنة».

وأطلق النظام الإيراني مظاهرات في طهران في أعقاب صلاة الجمعة، وكان من المقرر تنظيم المظاهرات في إجمالي 40 منطقة، في مسعى لإظهار أن النظام ما زال يحظى بدعم الشعب.

لكن سرعان ما تحولت تلك المظاهرات إلى احتجاجات مناهضة للرئيس «حسن روحاني»، كما طالب المتظاهرون أيضا بعقوبة الإعدام لهؤلاء المحتجزين خلال مسيرات أوائل الاسبوع.

وأعلنت المعارضة الإيرانية مقتل 50 متظاهرا برصاص الأمن خلال الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من أسبوع، حسب إذاعة «فردا» التابعة لها.

يأتي ذلك بينما نقلت فضائية «العربية» الإخبارية عن مصادر بالمعارضة الإيرانية (لم تذكرها) إن عدد المعتقلين على خلفية الاحتجاجات وصل إلى 3 آلاف.

وتشهد إيران، منذ 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي، مظاهرات بدأت في مدينتي مشهد وكاشمر (شمال شرق)؛ احتجاجا على غلاء المعيشة، تحولت فيما بعد إلى مظاهرات تطلق شعارات سياسية، وامتدت لاحقا لتشمل مناطق مختلفة، من بينها العاصمة طهران.

وبعد زخم كبير نالته تلك الاحتجاجات، بدأت، منذ الأربعاء الماضي، تخرج مظاهرات مؤيدة للنظام الإيراني تطالب بمحاكمة من سموهم «مثيري الفتنة».

وفي اليوم ذاته، أعلن قائد «الحرس الثوري» الإيراني، «محمد علي جعفري»، انتهاء المظاهرات المناهضة للحكومة، وقال: «يمكننا القول إن اليوم كان نهاية المؤامرة».

يشار إلى أن الولايات المتحدة فرضت، الخميس، عقوبات على 5 كيانات مقرها في إيران، بينها شركة صناعية مسؤولة عن تطوير وإنتاج وقود دفع صلب للصواريخ البالستية الإيرانية.