استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ارفعوا أيديكم عن المملكة الأردنية الهاشمية

الأحد 7 يناير 2018 07:01 ص

(1)

نعم بعدد أحرف الكلمة وأكثر، لا صوت يعلو عندنا على صوت مقاومة الحصار وتفكيكه بكل السبل.. ندخل العام الجديد وكلنا يد ولسان وقرار وعزم وتصميم وقلم واحد موحد من أجل إفشال الحصار على قطر، وتحطيم معنويات فارضيه والمطبلين له من إعلاميّ النصف عقل الواهمين بأن مقالاتهم ومحاوراتهم التليفزيونية ونعوتهم قطر بما لا تستحق شيء سيؤثر فينا.

كلها أمور لن تفت من سواعدنا ولن تصرفنا عن النهوض ببلدنا اقتصاديا وسياسيا وعلميا وطبيا ورياضيا وزراعيا وتوسعا على المسرح الدولي، نحن سائرون، بخطوات سريعة نحو المجد، تقودنا نحو معراج التنمية الشاملة في كل مناحيها قيادة سياسية شابة واعية عاقلة.

لا يفت في عزمها تهديد باستخدام القوة أو تشديد طوق الحصار أو إطلاق الكلمات النابية من أفواه رائحتها تزكم الأنوف، ووجوه كالحة المنظر تظهر من وقت الى آخر على شاشات تلفزة الخبائث، من الحقارة بمكان أن يطلق على دولة خليجية من شركائها الخليجيين اسم الدولة المجاورة كل ما جاء مكان لاسم قطر، أو كلمة دولة أو فريق متعدد الجنسيات.

لقد وصل الانحطاط السياسي في هذه الدول (دول الحصار) إلى أدنى درجاته.

هل يرضى حكام دول الحصار بالانحدار الى هذا المستوى من الانحطاط السياسي؟

إذا كانوا راضين بهذا السلوك وهذا الأداء فلا بد لنا من إعادة النظر في استخدام كلمة «سمو» فلان بن فلان، لانه لم يعد صاحب سمو إذا قبل ما يقال عن شعب وحكومة وقيادات سياسية قطرية.

والكاتب يترفع عن النزول إلى ذلك المستوى، لأن أمير دولة قطر سمو الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» حذر ومنع كتاب قطر من الانزلاق إلى الطريق الذي انزلقت فيه نخب دول الحصار.

(2)

صحيح، لا صوت يعلو على صوت رفع الحصار، لكن هناك قضايا ذات علاقة بما يجري في المنطقة كلها، لقد أبرز إعلاميو الأزمات في صحافة دول الحصار مواقفهم السلبية عن فلسطين وأعتقد وأتمنى أن يكون اعتقادي خاطئا، إنهم يعبرون عن وجهة نظر الحاكم لأن تلك الأسماء مشمولة برعاية مسؤولين كبار، وهذه آراؤهم في فلسطين وقدس الأقداس أرض المعراج. 

يقولون «لم تعد القدس هي القضية، وأصبحت شرعية مزيفة لتحركات البعض»، وآخر، قال: «أنا لا أحمل لليهود أي كراهية، ولا أشعر بأي تعاطف مع الفلسطينيين»، و«آل الشيخ» قال: «قضية فلسطين ليست قضيتنا، وإذا أتاكم من يدعو للجهاد فابصقوا في وجهه»، وقال «أحمد القرني»: «اليهود يكنون لنا الاحترام، وأدعو الملك سلمان إلى فتح سفارة وتمثيل دبلوماسي مع (إسرائيل)..»، وناح آخر بالقول: «لك العتبى يا نتنياهو حتى ترضى علينا»، وهناك أقوال لم نأت عليها.

نذكّر هؤلاء ومن يعبّرون عن آرائهم بمواقف الملك «عبدالعزيز آل سعود» رحمه الله نحو فلسطين والقدس، كما نذكرهم بتمنيات الملك «فيصل» أن تكون صلاته الأخيرة في بيت المقدس، وأن رابطة العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي أسستها السعودية من أجل القدس، فهل بعنا القدس؟ ونلنا رضى (إسرائيل)؟ يا للهول، لكل ما يجري وكل ما يقال في هذا الزمان عن فلسطين!!

(3)

المملكة الأردنية الهاشمية، تعيش في قلق مما يجري في الشأن الفلسطيني، «محمود عباس» لاعب في هذا الشأن لا يؤتمن جانبه، حضر قمة إسطنبول من أجل القدس وعقله وفكره خارج المؤتمر، اجتماعه بقيادات خليجية تسير نحو التطبيع مع (إسرائيل) مشبوهة، لعله اتفق معهم على صفقة معينة بالنسبة للقدس خاصة وفلسطين عامة، تكتم «عباس» عن محادثاته في عواصم خليجية من شأنه أن يثير القلق عند القيادة السياسية الأردنية. 

لكن يجب أن يدرك الجميع أن الأردن رقم صعب لا يقبل القسمة في الشأن الفلسطيني، وأنه قادر على خلط أوراق اللعبة السياسية ما يستحيل على أي لاعب آخر أن يحقق أي نجاح. 

القدس مرجعيتها هاشمية لا تقبل المساومة أو النقاش، إن ما قاله وكتبه كتاب السلطة المشار إليهم في الفقرة الثانية من هذا المقال وما يخفيه «محمود عباس» في اتصالاته عن الأردن الشقيق، مضافا إلى ذلك تصريح وزير خارجية البحرين عن العلاقة بـ(إسرائيل) لا شك بأنه يبعث على قلق الأردن والشعب الفلسطيني عامة.

(4)

في الأيام الماضية تناقلت وسائل الإعلام وإعلام التواصل الاجتماعي خبرا مؤداه أن مؤامرة للإطاحة بملك الأردن «عبدالله بن الحسين» قد انفضح أمرها، الأمر الذي استدعى الملك لاحالة ثلاثة أمراء وعدد من ضباط الأمن والجيش للتقاعد، وأن المتآمرين لهم اتصالات مع قيادات خليجية وفلسطينية تعيش قي الخليج. 

السلطات الأردنية تنفي ذلك الخبر جملة وتفصيلا.

وهنا مفارقة تستحق إمعان النظر فيها، في الأردن أمراء يحالون للتقاعد رغم شائعات محاولة الانقلاب، في دولة خليجية أمراء يعتقلون بتهمة الفساد وشتان بين الأمرين. 

ما أريد قوله هنا أن مكان المتآمرين على أي نظام هو السجون والمعتقلات، وليس الإحالة إلى التقاعد، وأما مكان الفاسدين ماليا وذمميا (جمع ذمة) فهي ساحات القضاء النزيه المستقل.

في هذا السياق يجب أن يعلم الخلق أن الجبهة الأردنية الداخلية حصينة وصلبة صلابة جبال عجلون ورام. 

الشعب الأردني مترابط واختراقه أمر مستحيل، وعلى أهلنا في الخليج العربي أن يرفعوا أيديهم عن العبث بالأردن والابتعاد عن المساس بأمنه وسلامته وسيادته. 

من أراد تقديم مساعدة للأردن مشروطة بشأن يمس سيادته وكبرياءه وكرامته، فعليه أن يدرك الحكمة العربية «تموت الحرة ولا تأكل بثدييها»، والأردن ليس للبيع ولا للإيجار، ولا يقبل المنة من أحد عليه، إنه يؤدي واجبه تجاه أشقائه أهل الخليج كلما دعي لذلك، وهم يعلمون ذلك جيدا.

آخر القول: هل يدرك شجعان الحصار على قطر وغزة ومحاولة إذلال الأردن عن طريق التهديد بايقاف المساعدات المالية عنه أو التحكم في مستقبله أنها أمور غير مجدية لأن إرادة الشعوب لا تقهر.

* د. محمد صالح المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية

الأردن الشأن الفلسطيني محمود عباس قطر إعلام الأزمات دول الحصار قضية القدس الخليج