مصر تنفي صحة تسريبات حول قبولها بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)

الأحد 7 يناير 2018 08:01 ص

نفت مصر رسميا، اليوم الأحد، صحة تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عن قبولها ضمنيا قرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، على خلاف ما تظهره للعلن.

وكانت الصحيفة الأمريكية نشرت تقريرا، أمس السبت، يشير إلى امتلاكها تسجيلات صوتية، قالت إنها لضابط مخابرات مصري يدعى «أشرف الخولي» مع 3 مقدمي برامج حوارية ببلاده هم «عزمي مجاهد»، و«سعيد حساسين» و«مفيد فوزي» إضافة إلى الممثلة الشهيرة «يسرا»، يحثهم على الترويج لموقف يتضمن القبول برام الله عاصمة لفلسطين بدلا من القدس.

وقالت الهيئة العامة للاستعلامات التابعة للرئاسة المصرية، في بيان، إن تقرير الصحيفة الأمريكية يحمل ادعاءات، واصفة إياه بأنه تسريبات مزعومة لشخص مجهول.

وأضافت أن الشخصيات الأربعة منهم 3 أحدهم «مفيد فوزي» لا يقدم برامج متلفزة منذ سنوات، والثاني «سعيد حساسين» توقف عن برنامجه المتلفز قبل أسابيع من قرار واشنطن بشأن القدس، فضلا عن أن الممثلة «يسرا» لا تقدم برامج من الأساس، وفق البيان.

وأوضحت أن الإعلامي «عزمي مجاهد» نفى معرفته بأي شخص يدعى «أشرف الخولي»، مشيرة إلى أن التقرير لم يقدم أدنى دليل لانتماء هذا الشخص لجهاز المخابرات.

وقالت الهيئة العامة للاستعلامات بمصر إن التقرير تضمن ادعاءات بشأن موقف مصر من قضية القدس، مؤكدة موقف أن مصر بشأن القدس ترجمته فعليا في مواقف وإجراءات في «الأمم المتحدة» والمنظمات الدولية الأخرى دون اكتراث لتهديدات أمريكية في «الأمم المتحدة» بمسألة المساعدات التي تضمنت مصر ضمن دول أخرى.

بدورهم، نفى الإعلاميون التي وردت أسماؤهم في التقرير، صحة المعلومات التي نشرتها الصحيفة، مؤكدين أنها افتراءات لا أساس لها من الصحة.

ونقل موقع «إرم نيوز»، عن الإعلامي المصري «مفيد فوزي» أن كلام الصحيفة لا قيمة له، رافضا في الوقت نفسه الخوض في تفاصيل المضمون، ونافيا معرفته بأي ضابط يحمل اسم «أشرف الخولي»، بينما قال «سعيد حساسين»: «ورود اسمي في التقرير جاء ليحمل الحقيقة التي تؤكد كذب التقرير، فأنا متوقف عن العمل ولا أظهر على الشاشة منذ شهرين، وقرار ترامب جاء بعد شهر من توقيفي عن العمل فيكف أتلقى تعليمات وأنا لا أظهر على الشاشة».

وأضاف «حساسين»: «بالفعل اتصلت بي صحفية قالت إنها تعمل في (نيويورك تايمز) واسمها نور منذ أيام، وطلبت مني إجراء حوار عن القدس والأداء الإعلامي في هذا الشأن ورفضت؛ لكوني مرتبطا بسفر ولم أتحدث معها على الإطلاق».

وتساءل: «هل ضابط الأمن لا يعرف أنني لا أظهر على الشاشة كي يطلب مني هذا الطلب وهل هذا كلام يعقل بأن نعمل على إقناع الرأي العام والشارع بمثل هذا القرار الذي يرفضه الجميع؟».

واختتم «حساسين» حديثه قائلا: «هذا كذب، والصحيفة اعتادت الكذب وتشويه الصورة في مصر؛ لتأليب الرأي العام دون سند، وورود اسمي في التقرير خير دليل على ذلك».

وفي ذات السياق، قال مقدم برنامج «الملف» على فضائية «العاصمة»، «عزمي مجاهد»: «أتحدى أصلا أن يوجد ضابط مخابرات في أي جهاز أمني اسمه أشرف الخولي، ولم أسمع عن هذا الاسم بل فوجئت بأن صحيفة (غارديان) تقول، إنها أجرت اتصالا بي وأكدت ما حدث وهو ما لم يحدث».

وأضاف «مجاهد»: «اتصلت بي صحفية تعمل مع (نيويورك تايمز) للحديث عن القدس والأداء الإعلامي وعلاقتي بهذا الضابط، فكان الرد موجعا حيث رفضت الحديث معها وقمت بالهجوم على الصحيفة التي تختلق الأكاذيب ضد مصر وهذا كان ردهم على هجومي عليهم».

وتابع: «المؤامرة كبيرة على مصر وسنمضي في طريقنا دفاعا عن وطننا ولا يمكن لعاقل أن يصدق بأن هذا يحدث وأن هذا هو موقف مصر التي قادت الدول ضد أمريكا في مجلس الأمن والأمم المتحدة».

واختتم «مجاهد» حديثه بالقول: «هل مصر التي أعطت ما لم يعطه غيرها للقضية الفلسطينية بل تحرص على وحدة شعبها وفصائلها أن تسير في هذا الاتجاه، ثم الأمر تحسمه التبعيات، هل خرجنا بالفعل نقنع الرأي العام بالقرار؟ كي يتم توجيه تلك الاتهامات».

من جانبها، قررت الممثلة «يسرا» مقاضاة صحيفة «نيويورك تايمز»، نافية ما نشرته الصحيفة حول تلقيها تعليمات هاتفية من ضابط بإحدى الجهات الأمنية لتوجيهها نحو التعامل الإعلامي مع قرار الرئيس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعتبارها عاصمة لـ(إسرائيل).

وقالت «يسرا» في تصريحات لوسائل إعلام مصرية، صباح الأحد، إنها لا تعلم ولا تعرف أي شخص باسم «أشرف الخولي»، الضابط الذي قالت الصحيفة إنه اتصل بها، وأملى عليها تعليماته، مضيفة أنها لا تعلم لماذا يتصل بها ضابط ليملي تعليماته بزعم التعامل معها إعلاميا رغم أنها لا تقدم برنامجا وليست لها تحليلات سياسية.

وأكدت أنها ستتحدث مع مسؤولي الهيئة العامة للاستعلامات لتبدأ في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الصحيفة.

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، نشرت، أمس السبت، تسريبا صوتيا يكشف قبول الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» ضمنا قرار واشنطن اعتبار القدس عاصمة لـ(إسرائيل)، ونقل سفارتها إلى هناك، وتسويق رام الله عاصمة بديلة.

وأوردت الصحيفة أن ضابط مخابرات مصريا يدعى «أشرف الخولي» اتصل هاتفيا بمقدمي عدد من البرامج الحوارية المؤثرة في مصر، وقال لهم إن القاهرة شأنها في ملف القدس شأن جميع إخوانها العرب، ستشجب ظاهريا قرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، بيد أن المهم لمصر هو إنهاء معاناة الفلسطينيين من خلال حل سياسي يتمثل في اتخاذ رام الله عاصمة لفلسطين بدل القدس.

وأضافت «نيويورك تايمز» أن الضابط المصري طالب مقدمي البرامج بإقناع المشاهدين بقبول قرار «ترامب» بدل إدانته، مؤكدا أن الصراع مع (إسرائيل) لا يصب في مصلحة مصر الوطنية.

وأوضحت الصحيفة أن «الخولي» طلب هذا الأمر من 3 إعلاميين، بحسب 4 تسجيلات صوتية لمكالماته الهاتفية، وهم «عزمي مجاهد» و«مفيد فوزي» و«سعيد حساسين» إضافة إلى الممثلة «يسرا»، مضيفة أن إعلاميا واحدا، هو «مجاهد»، أكد صحة التسجيل.

وفي التسريب الذي يتضمن مكالمة «الخولي» مع «حساسين»، يقول الأخير للضابط: «أنا تحت أمرك، فيضيف الخولي نحن مثل كل أشقائنا العرب سنندد بهذه المسألة»، مضيفا: «بعد ذلك، سيصبح هذا أمرا واقعا، ولا يمكن للفلسطينيين أن يقاوموا، ونحن لا نريد الذهاب إلى الحرب، لدينا ما يكفينا من الهموم كما تعلم».

وأضاف ضابط المخابرات المصري: «النقطة الخطيرة بالنسبة لنا هي قضية الانتفاضة، فالانتفاضة لن تحقق مصالح الأمن القومي المصري، لأنها ستعيد تنشيط الإسلاميين وحركة حماس، حماس ستولد من جديد».

وسبق أن أعلنت مصر رسميا، عبر بيانات لعدة جهات منها الخارجية، رفضها لقرار «ترامب» بشأن القدس فور صدوره، كما توجهت لـ«مجلس الأمن» الشهر الماضي بمشروع قرار، نيابة عن المجموعة العربية، يؤكد على ضرورة عدم المساس بوضع مدينة القدس، غير أن «الفيتو» الأمريكي حال دون تمريره.

وأقرت الجمعية العامة لـ«الأمم المتحدة»، في 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بتأييد 128 دولة منها مصر، قرارا تقدمت بمسودته كل من تركيا واليمن، يرفض قرار «ترامب» بإعلان القدس عاصمة لـ(إسرائيل).

وفي 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن «ترامب»، الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لـ(إسرائيل)، ونقل سفارة بلاده إليها، ما أثار غضبا عربيا وإسلاميا، وقلقا وتحذيرات دولية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مصر فلسطين أمريكا إسرائيل القدس السيسي عزمي مجاهد مفيد فوزي سعيد حساسين يسرا أشرف الخولي