ماذا يريد تنظيم «الدولة الإسلامية» من «حماس»؟

الاثنين 8 يناير 2018 09:01 ص

رأى محللون فلسطينيون أن تنظيم «الدولة الإسلامية»، يريد من وراء عمليات استفزازية جر حركة «حماس»، وتوريطها في منطقة سيناء، بعيدا عن (إسرائيل)، بجانب إحراجها مع مصر.

وعلق المحللون على مقطع الفيديو، الذي نشره تنظيم «ولاية سيناء» التابع لـ«الدولة الإسلامية» مساء الأربعاء الماضي، والذي وصف فيه حركة المقاومة الإسلامية «حماس» بالكفر والردة.

وأظهر مقطع الفيديو الذي نشره التنظيم الأربعاء الماضي، إعدام شاب يدعى «موسى أبو زماط»، بإطلاق النار على رأسه، على يد شاب آخر من غزة اسمه «محمد الدجني»، في منطقة سيناء (شمال شرقي مصر)، بتهمة مساعدة حركة «حماس» في تهريب السلاح من سيناء إلى غزة.

ولم يصدر تعقيب رسمي من حركة «حماس» على الفيديو.

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي، «مصطفى الصواف»، أن التنظيم يحاول استدراج «حماس» كي تتدخل في سيناء، من باب الانتقام من الجريمة التي استهدفت أحد المتعاونين معها.

ورأى أن استدراج «حماس» إلى سيناء، هو مخطط تسعى إليه أجهزة مخابرات إقليمية وصهيونية وأمريكية، لإضعاف «حماس» عسكريا واستنزاف قدراتها في مواجهة مع جماعة مصنوعة استخدمت في أكثر من مكان في العراق وفي سوريا وأحيانا في ليبيا.

وأضاف أن «حماس»، يجب أن تكون حذرة من هذا المخطط، الذي وصفه بالمخابراتي.

بدوره، اعتبر «إبراهيم حبيب»، المختص في الشؤون الأمنية، الفيديو بمثابة عملية مخابراتية بامتياز.

وقال «حبيب»، وهو عميد البحث العلمي في كلية الرباط التابعة لوزارة الداخلية بغزة: «الجهات الاستخباراتية القائمة على نشر فيديو الدولة الإسلامية، تريد إيصال رسالة مفادها أن غالبية أفراد التنظيم في سيناء المصرية، هم من أبناء قطاع غزة».

وأضاف: «ذلك يعتبر مدعاة للمرحلة القادمة، للطلب من حماس المشاركة مع مصر في القضاء على العناصر الغزاوية المنتمية للتنظيم».

وكان عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، «موسى أبو مرزوق»، قد قال في وقت سابق، إن حركته تناقش مع مصر ملفات ثنائية مشتركة، من بينها الملف الأمني بتشعباته سواء فيما يتعلق بحفظ أمن منطقة سيناء، والتعاون الأمني المشترك بين حركته ومصر.

ولفت «حبيب» إلى أن التنظيم أظهر في خلفية مقطع الفيديو، السياج الحدودي الفاصل بين مصر و(إسرائيل)، بشكل مقصود.

وأراد التنظيم من خلال ذلك، توجيه رسالة بأن البنادق موجهة نحو «حماس»، لا نحو (إسرائيل) (الجهة التي يجب أن تتوجه البنادق نحوها).

ويعتقد «حبيب» أن في هذه اللقطة رسالة أن الاستهداف للمقاومة الفلسطينية ولسكان قطاع غزة.

واستبعد «حبيب» أن ينجح التنظيم في شن هجمات مباشرة ضد قطاع غزة، مشيرا إلى أن ذلك الأمر يتطلب تجاوز الجيش المصري، المنتشر على الحدود بين رفح المصرية والقطاع.

وأضاف: «وإذا افترضنا نجاح الدولة الإسلامية في تجاوز الجيش، ذلك يعني حدوث اختراق للحدود المصرية تجاه غزة، وإذا فعل التنظيم ذلك سيجد قوات أمنية تواجهه».

ويتفق مع «حبيب»، الكاتب والمحلل السياسي، «مصطفى إبراهيم»، الذي اعتبر أن مقطع الفيديو، جزء من تصفية الحساب بين «حماس» وتنظيم «الدولة الإسلامية».

ويعتقد «إبراهيم» أن دافع التنظيم، من وراء نشرها لذلك الفيديو، هو انزعاجها من حالة التقارب بين «حماس» ومصر، مؤخرا، سيما بعد إقامتها للمنطقة العازلة على حدود القطاع مع مصر.

ويوضح أن التنظيم يسعى إلى إحراج حركة «حماس» أمام مصر، من خلال التأكيد على أن الحركة تواصل تهريب السلاح عبر منطقة سيناء.

واستبعد «إبراهيم» أن ينجح التنظيم في جر «حماس» إلى سيناء، واصفا الخطوة الأخيرة بالاستفزازية.  

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

سيناء غزة حماس «الدولة الإسلامية»