عداءة مغربية تحقق عشرات الألقاب دون دعم أو تدريب

الاثنين 8 يناير 2018 09:01 ص

تمكنت عداءة مغربية من تحقيق قرابة الـ50 لقبا على المستوى الوطني والدولي في المسافات الطويلة، إلا أن عدم تمكنها ماديا من الحصول على تذكرة سفر للمشاركة في مسابقة خارجية، يعتبر العقبة الأكبر التي تواجهها.

ونجحت المغربية الشابة «عزيزة الراجي» البالغة من العمر 31 سنة، أن تخلد اسمها في أكبر المنافسات الوطنية والعربية لأم الألعاب، بينما تعيش بين أحضان عائلة قروية فقيرة بضواحي مدينة قلعة مكونة الواقعة جنوبا، والمعروفة بأقدم مهرجان للورود بالمغرب.

وغادرت «عزيزة» المدرسة قبل 8 سنوات بسبب الفقر ورغبة منها في تركيز طاقتها على رياضة الجري، كما تحدت ثقافة المجتمع المحافظ، وسط الأنظار التي تستنكر اهتمامها الرياضي، ولا تزال لا تقبل ارتداء المرأة لزي ألعاب القوى. وهو النضال الذي أوضحته لوكالة «الأناضول»، مؤكدة أنها «تراجعت مرارا عن المشاركة في ملتقيات كبرى فقط لأنها لا تملك قيمة تذكرة السفر».

وبدأت الشابة المغربية مشاوارها، بسباقات الألعاب المدرسية، حيث فازت في سباق محلي بمدينة «بومالن دادس» جنوبا، القريبة من مسقط رأسها. حيث حصلت حينها على مكافأة 40 دولارا، وهو ما حفزها على الاستمرار، رغم ضآلة المبلغ.

وتمكنت العداءة المغربية من إثبات نفسها في ألعاب القوى بالبلاد في المسافات الطويلة، رغم كونها لم تلتحق بأي ناد رياضي، ولم تحظ بأي تدريب تقني. كما استطاعت السيطرة على الصف الأول في ماراثون سلطنة عمان الدولي لثماني دورات متتالية. وفازت بماراثون التحدي الدولي بزاكورة (جنوب شرق) 8 مرات متتالية.

ولا تزال تسيطر على سباق طرانس أطلس الدولي، البالغ 265 كيلومترا على 6 مراحل. حيث فازت به 5 مرات، إضافة إلى فوزها بالمراتب الثلاثة في مسابقة 70 كلم في ماراثون تافراوت الدولي (ضواحي أكادير).

كما حصلت «عزيزة الراجي» على المرتبة الأولى وطنيا، والخامسة من بين 700 مشاركة في ماراثون الرمال العالمي بمسافة 225 كلم، الذي ينظم بزاكورة المغربية. وحصلت على المركزين الرابع والعاشر في مشاركتين بماراثون مراكش الدولي، وفازت بالمركز الأول بماراثون الأرز بمدينة إفران، وتصدرت ماراثون توبقال بمسافة 42 كلم ضواحي مراكش، بالإضافة إلى المركز الرابع في ماراثون الرباط. وتصنف في بطولة المغرب للعدو الريفي في المركز 24.

وتشير «الأناضول» أن فوزها بعشرات المسابقات في ألعاب القوى وتتويجها من جانب العديد من الشخصيات البارزة في مجالات السياسة والرياضة والثقافة؛ لم يفسح لها المجال لتنصف ولو مرة واحدة، ولم يشفع لها، كما قال متتبعون لمسارها «في أن تحظى بالاهتمام المطلوب من جانب وسائل الإعلام الحكومية».

حيث لا تزال «عزيزة» ملتزمة بجميع أعمال البيت كفتاة قروية تحكمها عادات وتقاليد المحيط الأمازيغي الذي نشأت فيه.

وتقول بلكنة «أمازيغية "دادسية"» (نسبة لواحة وادي دادس بالجنوب)، للوكالة: «أنا كباقي نساء القرية أقوم بجميع الأعمال التي تنسب للمرأة من طبخ وغسل للملابس يدويا، وبحث عن العشب للماشية وتربية الدواجن، وهو برنامج المرأة القروية اليومي». وتضيف «بالمقابل أحرص على التدريب في الجبال المحيطة بالقرية وهي كذلك مهمة صعبة أقاوم فيها الإحباط بشكل يومي كوني أتدرب وحيدة وبدون أي مدرب».

وعلى الرغم من تجاهل نجاحاتها من جانب القائمين على الشأن الرياضي؛ تبقى الرياضة هي المورد الوحيد لـ«عزيزة»، بالإضافة إلى مساعدة أسرتها لها. موضحة: «سر نجاحي هو تفهم إخوتي ووالدي، رحمه الله، لرغبتي وحبي للرياضة، ولولا دعمهم المادي والنفسي لما حققت هذه الألقاب».

كما أفصحت الشابة المغربية عن أنها تضطر للاقتراض أحيانا كي تتمكن من السفر للمشاركة في بعض التظاهرات الرياضية، وتقول «مؤخرا تلقيت دعوة من البرازيل للمشاركة في ماراثون دولي، ولم أستطع توفير تذكرة السفر، لقد حرمت من لقب جديد».

في حين أنها تروي للوكالة، أنها تنفست الصعداء بعد شروع مجلس جهة «درعة تافيلالت» المنتخب في صرف الدعم المالي للفرق الرياضية، ورصد دعم مالي للعدائين الذين يمثلون الجهة (المحافظة) خارج البلاد. وتضيف حول ذلك «تقدمت في 26 ديسمبر/كانون الأول 2017 بطلب يضم جميع إنجازاتي لمجلس الجهة، بهدف الحصول على الدعم الممكن للمشاركة في ماراثون بقطر خلال الأسبوع الثاني من يناير/كانون الثاني الجاري، لن أستطيع المشاركة دون الحصول على تذكرة السفر على الأقل، هذا هو العدو الذي أحاربه باستمرار».

جدير بالذكر أن وزارة الشباب والرياضة بالمغرب تقدم أحيانا مكافآت مالية لأبطال الألعاب الفردية، غير أن أبطال تلك الألعاب يشكون من ضعف تلك المكافآت في ظل التكاليف المرتفعة للتدريب والمشاركة في المسابقات خارج البلاد.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

المغرب رياضة عداءة ماراثون سباق جري رياضة العدو رياضة الجري مسافات طويلة دعم