شمال سيناء... مصريون خائفون ومزارع ملغومة وحياة تحت الحظر

الاثنين 8 يناير 2018 09:01 ص

تتفاقم معاناة سكان محافظة شمال سيناء، شمال شرقي مصر، جراء المواجهات المستمرة بين قوات الجيش المصري، وجماعات مسلحة، أغلبها من عناصر تنظيم «ولاية سيناء» التابع لـ«الدولة الإسلامية».

وجراء تلك المواجهات، فإن أعداد النازحين من نيران المواجهات في مراكز شمال سيناء كافة إلى مناطق آمنة داخل المحافظة، يصل إلى نحو 6700 أسرة تضم أكثر من 26 ألف شخص، وفق تقديرات رسمية غطت الفترة بين 2013 ومنتصف 2017.

«حسن سالم» أحد سكان قرية «الجورة»، جنوب «الشيخ زويد»، بذات المحافظة، يروي جانبا من معاناة السكان اليومية، قائلا: إن «الصعوبات الفعلية التي تواجه من يعيشون في مناطق الحرب على الإرهاب بدأت بعد إغلاق مناطقهم كليا في أواخر 2016، والسماح بالتحرك للدخول والخروج منها في نطاق ضيق، وذلك عبر السير في ممرات أو على عربات تجرها الدواب».

وأضاف: «نعيش على أرض يداهمها خطر الموت من كل جانب، لكننا سعداء بأننا من فئة الصامدين في شمال سيناء. أقول ذلك رغم المعاناة من مسألة بسيطة مثل الذهاب إلى السوق، والتي نتحملها أسبوعيا لإحضار متطلبات الأسرة من سوق مدينة الشيخ زويد».

وتابع: «إذا كان الوقت ليلا نضطر إلى الانتظار حتى ساعات الصباح، لتجنب قرار حظر التجوال ليلا، ثم قطع المسافة على عربات الكارو (التي تجرها الدواب)، وصولا إلى أقرب نقطة تصلها السيارات، لأن مناطقنا ممنوع فيها كليا سير المركبات والدراجات البخارية بأنواعها، وفي حال ظهورها تصبح عرضة للطلقات النارية»، بحسب روايته لصحيفة «الشرق الأوسط».

وعن أوضاع العملية التعليمية، يقول إن «مدارس القرية تعمل جزئيا بطاقة 4 معلمين من أهلها يتبادلون التدريس للأطفال، بينما توجد حضانة صغيرة تتولى بعض الفتيات مهمة إدارتها، حتى إننا أصبحنا نعتمد على أنفسنا في كل شيء، خصوصا أنه بات صعبا أن يحضر إلينا موظفون من خارج أسر القرية بسبب صعوبة الحياة هنا».

ولفت الحاج «علي محمد»، وهو مزارع خمسيني من أبناء قرية «الجورة»، إلى جانب آخر من المعاناة، في الحصول على التيار الكهربائي، إذ تقع محطة التغذية الرئيسية في مدينة الشيخ زويد، ويتعرض للقطع بين الحين والآخر بسبب الهجمات الإرهابية، بينما تتمثل أزمة الحصول على المياه في النقل، إذ كانت تصل في السابق في ناقلات كبيرة وتدخل في خزانات إسمنتية تحت الأرض، لكن ذلك لم يعد سهلا بعد وقف حركة المركبات، وهو ما يجبرهم على نقلها في عبوات بلاستيكية على عربات تجرها الدواب. وفي حالة قطع الكهرباء وتوقف عمل المحطات، يسير أهالي القرية لمسافة 20 كيلومترا بوسيلة النقل ذاتها للوصول إلى أقرب بئر مياه جوفية تتجمع فيها مياه رشح عذبة على ساحل البحر المتوسط والتعبئة منها يدويا.

وأشار المزارع السيناوي إلى تلقيه وعددا من أقرانه تهديدات من عناصر «الدولة الإسلامية» بعدم الوصول إلى مزارع الزيتون والخوخ الخاصة بهم أو حرثها، وذلك جراء تلغيمها.

الشاب العشريني «محمد أبو سلمي»، يقول: «كثيرا ما نفاجأ بنفاد المؤن من أحد البيوت، ويتم تدبيرها من بيت آخر، وبعض الأسر تتقاسم وجبات الطعام في بعض الأحيان لأيام عندما تحدث على أطراف القرية مواجهات وعمليات أمنية، وتصعب مغادرتها لإحضار متطلبات المعيشة».

أما «سامح أبو العراج» من قرية «أبوالعراج»، فهو يلخص معاناة قريته في القول إن «6 منازل تعرضت لسقوط قذائف، بينما قتل نحو 7 من الأهالي وأصيب آخرون».

وخلال العامين الماضيين، نفذ الجيش المصري عملية إخلاء للمنطقة الحدودية مع قطاع غزة، وهدم الأنفاق وفجر المنازل بهدف عزل القطاع الذي يزعم النظام أنه يمد المسلحين في سيناء بالعتاد العسكري.

وشرع الجيش المصري، أوائل أكتوبر/تشرين الأول 2017، في إخلاء وإزالة المباني والمنشآت الواقعة على بعد كيلومتر من الحدود الدولية مع قطاع غزة ولمسافة 500 متر جديدة، يخطط أن تمتد إلى 8 كيلومترات.

وتنشط في محافظة «شمال سيناء»، عدة تنظيمات مسلحة أبرزها «أنصار بيت المقدس» الذي أعلن في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 مبايعة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وغير اسمه لاحقا إلى «ولاية سيناء».

المصدر | الخليج الجديد + الشرق الأوسط

  كلمات مفتاحية

شمال سيناء الشيخ زويد الجيش المصري عبدالفتاح السيسي ولاية سيناء الدولة الإسلامية