محلل تركي يكشف سر مناصرة بلاده الحكومة الإيرانية مؤخرا

الاثنين 8 يناير 2018 07:01 ص

اعتبر المحلل والأكاديمي التركي «سمير صالحة» أن القيادات السياسية التركية بدأت تعلن موقفها الواضح من التطورات في الداخل الإيراني، وذلك بعد تريث استمر حوالي الأسبوع.

وأشار «صالحة» في مقاله المنشور في موقع «العربي الجديد» إلى الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس، «رجب طيب أردوغان»، بنظيره الإيراني، «حسن روحاني»، وتصريح الناطق باسم رئاسة الحكومة التركية، «بكير بوزداغ»، ثم موقف وزير الخارجية التركي، «مولود جاويش أوغلو».

وخلص في مقاله إلى أن أنقرة تدعو اليوم «إلى تغليب المنطق لمنع أي تصعيد»، لكنه غير معروف بعد إذا ما كانت ستقول شيئا آخر مغايرا، على ضوء تأزم المشهد الإيراني، وسير الأمور باتجاه لا تشتهيه تركيا.

وختم بالقول: قناعة تركية في صفوف قلة من المعارضين أن الأحداث ستكبر وتنتشر، وتتسع دائرتها، في الأيام المقبلة، لأن مصدرها هو أزمة اجتماعية اقتصادية سياسية، تنبعث من العمق، وتتحول تدريجيا إلى موجة جارفة، تكبر وتزداد خطورة.

ولفت في ثنايا مقال إلى أنه بمتابعة هذا كله، نفهم باختصار أن أنقرة تقف إلى جانب القيادة السياسية الإيرانية في أزمتها هذه، مع ضرورة احترام ما يقوله الشارع وتفهمه، وترفض أنقرة أي تدخل خارجي في الأزمة، لكنها ترفض أيضا استخدام القوة ضد المتظاهرين، بحسب تعبير «صالحة».

وأضاف: باختصار أوضح، اختارت غالبية القيادات السياسية، وصناع الرأي في الإعلام، ومراكز الأبحاث والجامعات التركية، الوقوف إلى جانب الحكم في إيران، والتضامن معه، في وجه موجة الاحتجاجات التي تعصف بالبلاد منذ أيام، شرط عدم اللجوء إلى العنف والقمع، ومحاورة المحتجين بأسرع ما يكون.

وحول: هل يمكن القول إن هذه المواقف التي تدعو إلى تغليب الحكمة، للحيلولة دون تصاعد الأحداث، وتحذّر من التدخلات الخارجية، وتدعو إلى تهدئة الأجواء، ستكون كافية بالنسبة لأنقرة وسياستها الإيرانية؟ أوضح المحلل أن أنقرة تقول إنها «تولي أهمية كبيرة للسلم الاجتماعي، والاستقرار في إيران الصديقة والشقيقة».

واعتبر في مقاله أن تركيا لا تريد أن تعامل إيران بالمثل، حيث لم يتردد الإعلام الإيراني، أو المحسوب عليه، و«التزاما بنقل المعلومة والمتابعة الدقيقة» المباشرة لأحداث «غزي بارك» التي اندلعت في إسطنبول قبل أربع سنوات، في نقل معلومات غير صحيحة، عن سقوط قتلى، وانتقال «الربيع العربي» إلى تركيا.

لكن أنقرة ملزمة برد الجميل إلى طهران، بسبب موقفها الداعم للحكومة بعد ساعات على اندلاع المحاولة الانقلابية في منتصف يوليو/ تموز 2016، والمبادرة بإرسال وزير خارجيتها إلى أنقرة، ليأخذ مكانه في الصف الأول للمهنئين والمؤيدين لحكومة «العدالة والتنمية» بعد إطاحتها بالمحاولة، على حد قول المحلل.

وتطرق المحلل التركي إلى تنسيق بلاده مع إيران في الوقوف إلى جانب قطر في موضوع الأزمة الخليجية الذي قرب بينهما أكثر فأكثر، هذا إلى جانب التفاهمات التركية الإيرانية الجديدة في الملف السوري، تحت سقف أستانة، وفي إطار خطط مناطق تخفيض التوتر.

وقال: قد لا تعترض القيادة السياسية التركية على خضات سياسية في الداخل الإيراني، تضعف موقع إيران ودورها الإقليمي، وتدفعها إلى الشعور أكثر فأكثر بحاجتها إلى أنقرة، وسط هذه الظروف الصعبة، كما حدث مع تركيا في العامين الأخيرين.

لكنها تعرف تماما أن عليها أن تأخذ في الاعتبار حسابات خط الرجعة في علاقاتها مع إيران، وعدم التسرع في تحديد موقفها، والانحياز إلى جانب الشارع الإيراني، خصوصا إذا ما فشلت في رهانها وتقديراتها، ما يعرض ما بنته من علاقات استراتيجية مع إيران في الأعوام الأخيرة للانهيار.

وعرج المحلل في مقاله إلى جملة من المسائل الحساسة تؤثر على إعلان أنقرة لموقفها النهائي حيال ما يجري في الداخل الإيراني، مبينا أنها ستأخذ في الاعتبار جملة من المعايير أبرزها أنه على الرغم من تعارض المصالح التركية والإيرانية، وتباعد المواقف في التعامل مع ملفات ثنائية وإقليمية كثيرة.

لكن أنقرة وطهران بنتا تحالفا يراعي تراتبية المصالح الأمنية في مواجهة المساس بوحدة الدول وسيادتها، والتصدي لخطط التفتيت الإقليمي، ثم حماية مسار العلاقات التجارية والاقتصادية، وبعدها تأتي القضايا السياسية في تقاطع العلاقات بين البلدين، وهاجس مصير 20 مليار دولار من التعاون التجاري بين تركيا وإيران المعرض للتراجع أكثر فأكثر، في حال تبني أنقرة مواقف تغضب طهران.

إضافة لذلك، تناول المحلل التركي احتمال تدهور علاقات إيران بدول عربية عديدة، وتحديدا الخليجية التي ستتوحد مواقفها مرة أخرى، في دعم حراك الداخل الإيراني، ما قد يحاصر أنقرة في ضرورة اتخاذ مواقف تراعي ما تقوله هذه البلدان، إذا ما كانت تبحث عن حماية علاقاتها السياسية والتجارية معها.

وكذلك، أشار إلى ارتباط الموقف التركي حيال ما يجري في إيران بمواقف إيران نفسها في التعامل مع ملف الأزمة السورية الذي يغضب المعارضة السورية، ويترك أنقرة أمام مشكلة إرضاء حليفها، وعدم تعريض علاقاتها بإيران إلى التراجع والتدهور في الوقت نفسه.

  كلمات مفتاحية

تركيا إيران احتجاجات موقف صالحة تحليل استقرار المنطق منع التصعيد