اندلع جدل وانتقاد واسعين ضد مجموعة «إتش آند إم» السويدية للملابس الجاهزة، على شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد نشرها صورة تم اعتبارها عنصرية، ضمن حملة ترويجية لإحدى قطعها الجاهزة للأطفال.

وذكرت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية في عددها الصادر، الإثنين، أن شركة الملابس الجاهزة العالمية، وبمناسبة إطلاق مجموعتها الجديدة للأطفال؛ نشرت على موقعها الإلكتروني في المملكة المتحدة صورة صبي صغير من أصول أفريقية وبشرته داكنة، يرتدي قميصا للعلامة التجارية الشهيرة، يحمل عبارة «أروع قرد في الغابة».

وذكر تقرير «جولي رويز» أن المجموعة السويدية قدمت اعتذارها صباح الإثنين خلال اتصال مع «لوفيغارو»، حيث جاء في الاعتذار «إننا نتأسف بصدق لأن هذه الصورة يمكن اعتبارها جريمة».

كما تم محو الصورة المثيرة للجدل من الموقع الإلكتروني، ومن كل وسائل التواصل التابعة لهذه العلامة التجارية.

واستنكر متابعون ما قامت به الشركة من إساءة لداكني البشرة، وللطفل الذي ظهر في الإعلان، منتقدين كذلك أن المجموعة لم تنشر أي بيان رسمي بشأن الأمر، لا على موقعها ولا على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».

وكانت المدونة وعارضة الأزياء «ستيفاني يبواه» أول من شجب الصورة على «تويتر»، متسائلة: «من كان صاحب الفكرة في إتش آند إم ليرتدي طفل أسود صغير قميصا يحمل عبارة أروع قرد في الغابة؟».

فيما أعرب عديدون عن صدمتهم، ورأى آخرون أن هذه العلامة التجارية تعمدت الاستفزاز.

وعلى الرغم من الاعتذار وسحب الصورة، فلا يزال الغضب يندلع عبر الشبكات، حيث بادر مستخدمون بوضع صورة الطفل الأسود يرتدي القميص المثير وعليه عبارة «أروع قرد في الغابة» بالتوازي مع صورة أخرى من موقع العلامة في المملكة المتحدة لطفل أبيض يرتدي قميصا برتقاليا كتب عليه «خبير في البقاء على قيد الحياة».

جدير بالذكر أنه في ديسمبر/كانون الأول 2017 الماضي، انخفضت الأسهم الأوروبية متضررة من أداء ضعيف لقطاع البنوك وخسائر لأسهم شركات التجزئة، بعد تحديث للتوقعات من شركة الأزياء «إتش آند إم»، جاء مخيبا للآمال، بحسب «رويترز».

وهبط سهم «إتش آند إم» 13% ليتصدر قائمة الخاسرين في المؤشر «ستوكس» بعد أن سجلت ثاني أكبر شركة لبيع الأزياء بالتجزئة في العالم انخفاضا غير متوقع في مبيعاتها الفصلية مع تراجع أعداد المتسوقين في متاجرها.

وبلغ السهم أدنى مستوياته منذ أبريل/نيسان 2009 وسجل أكبر خسارة ليوم واحد في 16 عاما.

وكانت «إتش آند إم» سجلت انخفاضًا غير متوقعا في المبيعات على أساس سنوي خلال الربع الرابع من السنة المالية، بسبب انخفاض الطلب واتجاهها نحو البيع الإلكتروني.

وانخفضت المبيعات في الفترة من سبتمبر/أيلول حتى نوفمبر/تشرين الثاني بنسبة 4% بالدولار أو 2% بالعملة المحلية إلى 50.4 مليار كرونة، بما يعادل 5.97 مليار دولار، لتأتي دون التوقعات بارتفاعها 2% بالدولار أو 5% بالعملة المحلية.

وكانت مبيعات الشركة السويدية قد تأثرت سلبا بالخصومات الصيفية غير العادية خلال الربع الثالث، لتتخلص من المخزونات التي تراكمت على مدى العامين الماضيين وسط تباطؤ الطلب.