زعيم المعارضة الإسرائيلية يمتدح «بن سلمان» ويصفه بـ«الثوري»

الثلاثاء 9 يناير 2018 04:01 ص

أبدى زعيم المعارضة الإسرائيلية، «إسحق هرتسوغ»، إعجابه الشديد بمواقف وتوجهات ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، واصفاً إياه بأنه أحد «الثوريين» في الشرق الأوسط.

كلام «هرتسوغ» جاء خلال مقابلة مع موقع «إيلاف» السعودي الإلكتروني (خاص) الذي كثف من لقاءاته أخيراً مع مسؤولين إسرائيليين.

ومتحدثا عن رؤيته لعملية السلام، قال «هرتسوغ»، وهو أيضا عضو الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي عن «حزب العمل»: «أخالف هنا ما يعتقده (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب بشأن الحل الفوري، وأقول يمكن التقدم (في عملية السلام) عبر خطوات مرحلية على مدى عشر سنوات مع بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، ومع نقل صلاحيات إضافية للفلسطينيين في مجالات عدة، في مقابل إنهاء التحريض، والتعاون بشكل كامل على المستويات كلها، وبناء أفق مشترك للشعبين».

وأضاف: «أعتقد أننا اليوم في أصعب وضع للشعبين (الفلسطيني والإسرائيلي)؛ فهناك فقدان للأمل عندنا، وهناك طريق مسدود أمام الفلسطينيين، وعندما يكون الطريق مسدودًا تبدأ الخطوات الأحادية بالبروز».

وحذر الجميع من اتخاذ «خطوات أحادية»، ودعاهم إلى «التعقل».

وفي هذا الصدد، ناشد السعودية بأن يكون لها «دور كبير» في هذه المرحلة.

وتابع: «أحترم كثيرًا خطوات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأعتقد أنه أحد الثوريين الكبار في الشرق الأوسط، وممنوع أن نترك هذا المسار، وعلينا مساعدة السعودية على إحياء العملية السلمية مع الفلسطينيين».

وردا على سؤال بشأن ما إذا كان يعتقد أن السعوديين في هذا الوقت يستطيعون الذهاب إلى الفلسطينيين، والقول لهم عودوا إلى المفاوضات من عدمه؟، أجاب «هرتسوغ»: «أعتقد أن السعوديين حاولوا كثيرًا في السنوات الأخيرة التأثير في المسألة، كما فعلت الإمارات وفعل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وملك الأردن عبدالله الثاني، وما زال الجميع يحاول، لكن لا قيادة على رأس هذه المجموعة ليقول للجميع: أدخلوا إلى الغرفة للاتفاق».

وأضاف: «لا توجد قيادة تجلس للنظر مليًا في الأمر. أتفهم أنهم (الفلسطينيين) غاضبون من قرار ترامب بشأن القدس، لكن عليهم الانتباه إلى أن ترامب قال في قراره إن حدود السيادة الإسرائيلية بالقدس تتقرر في المفاوضات، وهذه قاعدة للمفاوضات برأيي، فلينزلوا من برجهم العاجي، وليأتوا إلى التفاوض».

وفي 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي، قرر «ترامب» اعتبار مدينة القدس المحتلة عاصمة لـ(إسرائيل)؛ الأمر الذي قوبل برفض واحتجاجات عربية وفلسطينية.

دور للسعودية يخص القدس 

وبخصوص مسألة القدس ووضعها في عملية السلام، قال «هرتسوغ»: «القدس موحدة، ولن تُقسم، لكن يمكننا أن نكون خلاقين ومبدعين عندما نأتي للحديث حول حل لمسألة القدس بالنسبة إلى التواجد والسيادة الفلسطينية في أماكن وأحياء وقرى حول القدس بدون التقسيم، توجد الكثير من الحلول الخلاقة، ولا أعتقد أن نبدأ بمسألة القدس»

وأوضح أن يقترح بداية «حل مرحلي لعشر سنوات مع بناء الدولة والوصول إلى حل بالقدس، وأعتقد هنا أن للسعودية دورًا كبيرًا في الموضوع».

وأضاف: «عندما نصل إلى الحديث عن القدس والأماكن المقدسة، مثل الأقصى، أعتقد أنه يجب أن يكون هناك دور ومسؤولية للسعودية على الأماكن المقدسة، بحكم كونها الدولة التي تضم أقدس أماكن الإسلام، وللسعودية تجربة في إدارة الأماكن المقدسة في مكة والمدينة. أعتقد أنه يجب منح السعودية دورًا مركزيًا في هذا الأمر».

وكشف «هرتسوغ» أنه زار مصر والتقى «السيسي»، كما زار الأردن، وقابل الرئيس الفلسطيني «محمود عبّاس» عدة مرات، داعياً الأخير إلى إلقاء خطاب من على منبر الكنيست.

وحسب المسؤول الإسرائيلي، فإنّ دولا عربية لها مصلحة مشتركة مع «إسرائيل» في مواجهة إيران وتنظيم «الدولة الإسلامية»، مثل مصر والأردن والسعودية والإمارات والمغرب والبحرين والكويت وعمان.

إعجاب بـ«بن سلمان»

وأشاد بجهود بعض القادرة العرب في مواجهة التحديات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، وقال: «اعتقد أن الجهود التي يقوم بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد هي جهود مثمرة، فهم يقدمون طروحات مثيرة للإعجاب والمشاعر، وهي طروحات تاريخية بعد انقضاء 100 عام على إنهاء الاستعمار وترسيم الحدود. هناك شيء جديد، وهنا تكمن الفرصة للتفاهم العميق، للانطلاق بمسيرة تاريخية وتكنولوجية عميقة وإحراز تطور كبير».

وفيما يخصّ ما يحدث في سوريا، قال «هرتسوغ» إنّ «دخول إيران إلى سوريا بقرب الحدود الإسرائيلية يُعتبر تهديداً خطيراً يَلزم التطرّق إليه».

وأكد على ضرورة إسقاط حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، والانتصار في الانتخابات المقبلة.

كان «هرتسوغ»  خسر زعامة «حزب العمل» أمام «آفي غباي»، الذي جاء إلى الحزب حديثاً، لكنه ظل رغم خسارته زعيما للمعارضة؛ لأن «غباي» ليس عضو كنيست.

وأسس الرجل «المعسكر الصهيوني» مع الوزيرة السابقة «تسيبي ليفني»، وكان على قاب قوسين من الانتصار على «نتنياهو» خلال انتخابات 2014.

وهذا اللقاء ليس الأول من نوعه يجريه موقع «إيلاف» مع مسؤول إسرائيلي، فقد أجرى الموقع عدة لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين.

وقبل عدة أسابيع أجرى الموقع ذاته مقابلة مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي «غادي إيزنكوت» الذي أكّد وجود توافق تام بين تل أبيب والرياض فيما يتعلق بإيران، وأنّ السعودية لم تكن عدواً في أي يوم من الأيام لـ(إسرائيل).

وهناك زخم متصاعد بشكل غير مسبوق في العلاقات السعودية الإسرائيلية منذ زيارة «ترامب» إلى المملكة مايو/أيار الماضي، وصعود «بن سلمان» في سلم السلطة بالمملكة، والتي بلغت ذروتها بدعوات صدرت عن وزراء إسرائيليين للعاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» إلى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع (إسرائيل)، إضافة إلى الأنباء التي ترددت عن زيارة سرية قام بها «بن سلمان» إلى تل أبييب.

 

  كلمات مفتاحية

إسرائيل إسحق هرتسوغ السعودية محمد بن سلمان

«هآرتس»: (إسرائيل) تستخدم «إيلاف» السعودية لتمرير رسائلها إلى الخليج