الكويت: قاض يترك المنصة لاحتضان طفل معاق ذهنيا يبكي

الأربعاء 10 يناير 2018 07:01 ص

وقف طفل كويتي في قاعة إحدى المحاكم الكويتية مرتعداً خائفاً رغم وجود أبويه، لم يستطع الطفل الكلام، ليس لسبب عضوي أو مرض أصابه، وإنما لأن رعشة الخوف والبكاء جعلته لا يقوى على الثبات أو الحديث.

المشهد السابق دفع القاضي الذي كان يفصل في قضية نزاع بين أمّ الطفل ووالده حول حضانته، إلى ترك منصة القضاء والتوجه نحو الطفل واحتضانه، قائلاً له: لا تخف.. «سأحكم بما تريد، ولن يستطيع أحد أن يؤذيك».

تفاصيل القضية روتها لـ«هاف بوست عربي» المحامية الكويتية «حوراء الحبيب»، التي كانت حاضرة؛ لكونها محامية أمّ الطفل .

وقالت «الحبيب»: «هذه قضية أحوال شخصية، تم فيها المطالبة بحضانة الابن الذي أتم السابعة، ثم أسقطت حضانته من والدته؛ لأنه في قضاء الأحوال الجعفرية بالكويت، تكون حضانة الأولاد من سن السابعة للرابعة عشرة عاماً للأب».

وتابعت: «بعد بلوغ هذا الطفل السابعة من عمره، رفع الأب قضية وطلب فيها إسقاط حضانة ابنه من والدته، ورفعت الأم بدورها قضية تطالب فيها بإعادة الحضانة لها؛ لأن الابن كان يتم معاملته بطريقة سيئة من والده، ورغبة الابن كانت أن يعيش مع والدته».

وبيّنت المحامية في مرافعتها، أن الابن متضرر، ورفض أن يسلم لأبيه، والذي هو من ذوي الاحتياجات الخاصة ولديه إعاقة ذهنية، مقدِّمةً إثباتات حالة تؤكد صحة ما ذهبت إليه.

الأمر الاستثنائي بدأ عندما سأل القاضي الطفل عن أي طرف يريد أن يعيش في كنفه، وكانت الإجابة بكاء حاراً من الطفل دون أن ينبس ببنت شفه؛ خوفاً ورعباً، لينزل القاضي من المنصة ويحتضن الطفل ويطمأنه، وسط بكاء من الحضور، وقال له: «سأحكم بما تريد، لا تخف من أحد ولن يضرك أحد».

وعندها، هدأ الطفل وبدأ يحكي للقاضي تفاصيل معاناته، وتم حجز القضية للحكم، وخلال أسبوع أمر بإعادة الحضانة للأم.

المصدر | الخليج الجديد+هاف بوست عربي

  كلمات مفتاحية

الكويت معاق ذهنيا خوف طمأنة حكم لصالحه إنسانية