استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هدية كبيرة لإيران

الخميس 29 يناير 2015 08:01 ص

في أثناء نهاية الاسبوع انغمر بريدي باسئلة من أصدقاء امريكيين يسألون: ماذا، هل ينوي السفر حقا؟ نعم، أجبت. رغم كل ردود الفعل الرهيبة هنا؟ نعم، أجبت. رغم كل الردود الرهيبة هنا؟ نعم، اجبت. ورغم أنه يعرف بان سفره هو الهدية الاكبر التي يمكن ان يتلقاها النووي الايراني؟ رغم، أجبت. لا يصدق. أجملوا الحديث.

الأمريكيون - في البيت الابيض، في الساحة السياسية، في الاعلام - قالوا قولتهم. نتنياهو وجد نفسه في وضع الرجل المسكين اياه، الذي أكل السمك الفاسد وتلقى الضربات، ولكنه لا يزال لم يطرد من المدينة. المعضلة كلاسيكية: اذا تخلى عن السفر سيعتبر خاسرا؛ اذا أصر سيتلقى ضربة ثالثة. اما نتنياهو فاختار، على الاقل في هذه المرحلة، ان يصر.

"سأصل الى كل مكان كي اسمع موقف دولة اسرائيل"، أعلن أمس في بداية جلسة الحكومة. لنتنياهو ثقة كبيرة بقوته الخطابية. اذا خطبت فقد فعلت، لم تخطب لم تفعل، هذا هو الشعار. ولكن حتى هو لا يصدق بان خطابا، مهما كان ناجحا يمكنه ان يجبر رئيس الولايات المتحدة على العمل بخلاف ما يراه كمصلحة حيوية لدولته. ناهيك عن ان الخطابات التي سيلقيها نتنياهو هناك، ومجرد زيارته، تستهدف التخريب، الاهانة والتقزيم للرجل الوحيد الذي يتعين على نتنياهو ان يقنعه. الاقناع من خلال الاهانة؟ ثمة بالتأكيد اساليب اكثر نجاحا لترقيق قلب الرئيس.

الفضيحة هي بالاساس هناك، في الولايات المتحدة. بعد قليل سأعود اليها. وفي هذه الاثناء بضع كلمات عن سفر نتنياهو والانتخابات في اسرائيل. انا اسافر كي انقذ دولة اسرائيل من النووي الايراني، لا كي اسرق الانتخابات، يقول نتنياهو. أنا اصدقه، بالطبع. لشدة الاسف، ليس الجميع يصدقون.

وعليه، ونزعا للشك، يتعين على نتنياهو أن يبعث اليوم برسالة الى قاضي العليا سليم جبران، رئيس لجنة الانتخابات المركزية، وان يطلب منه، بكل لسان الطلب، ان يمنع تغطي خطاباته في واشنطن قبل اسبوعين من الانتخابات. فقد تقدمت زهافا غلئون بطلب مشابه الى القاضي، ولكن مع كل الاحترام لغلئون فانه اقرب الى الموضوع. بدون كاميرات، يتعين على نتنياهو أن يطلب من مضيفيه. بدون تصفيق. بدون مليارديريين في المنصة. جئت لاقنع لا لتلتقط الصور لي.

عودة الى الورطة في الجانب الامريكي. في نهاية المفاوضات ستكون ايران دولة حافة نووية. هذه بشرة سيئة لاسرائيل وفشل لاذع لسياستنا الخارجية. ولكن الامر حسم. وقد حسم ليس لان في البيت الابيض يجلس كاره اسرائيل، بل لان معظم الامريكيين يرفضون الدخول في هذه النقطة من التاريخ في حرب مع ايران. الجمهوريون يقفزون على كل فرصة لتحدي اوباما، ولكنهم هم ايضا لا يريدون الحرب.

يعرف نتنياهو بان لا غاية لسفره، باستثناء المساهمة النظرية التي ستقدمها للانتخابات في اسرائيل. والقرار بطبخ السفرية من خلف ظهر الادارة وضع امام نتنياهو ليس الرئيس ووزير الخارجية الامريكيين فقط، بل والديمقراطيين في المجلسين وبعض الجمهوريين ايضا. هذا يعني عدة امور.

أولا، قلت الفرص لتشريع يشدد العقوبات (حتى لو تحققت اغلبية، فالرئيس سيستخدم الفيتو والتشريع سيلغى).

ثانيا، منظمة ايباك، اللوبي الإسرائيلي في واشنطن تلقت ضربة. ايباك نالت تأثيرا كبيرا في واشنطن بفضل اعتمادها على الاغلبية في الحزبين. محظور عليها أن تفقد الديمقراطيين. 

لقد علقت ايباك في قضية محرجة اخرى: كي لا يظهر زعماؤها كمن يتدخلون في الانتخابات في اسرائيل، فان ملزمون بان يدعوا خصوم نتنياهو، وقبل كل الاخرين هرتسوغ، واعطاءه بالضبط ذات المنصة التي سيأخذها نتنياهو. وقد دعي هرتسوغ منذ الان (وليفني هي الاخرى دعيت وقد ردت بالسلب). من الافضل ان يرفض الدعوة: فوصوله الى هناك سيعطي شرعية زائفة لزيارة نتنياهو. ولكن هرتسوغ هو هرتسوغ: هو يتردد.

ثالثا، اليهود. الاغلبية الساحقة موالون للحزب الديمقراطي وسيبقون موالين له. يمكنهم ان يحتملوا مواجهة بين حكومة إسرائيل والبيت الابيض. وهم لن يدعموا اسرائيل التي تصبح أداة بيد الحزب الخصم.

رابعا، ولعل هذا هو الاخطر: لقد مس نتنياهو بالعزة الامريكية، بالاحساس الوطني، بالاحترام الكبير تجاه مؤسسة الرئاسة، ولا غرو أن مذيعي شبكة "فوكس" المؤيدة للجمهوريين ينضمون الى الهجوم على نتنياهو. فالموضوع يهمهم حقا. امام الكاميرات يفضلون مهاجمته وليس مهاجمة جون باينر، رجلهم في مجلس النواب الذي طبخ مع نتنياهو واسياده الامريكيين العصيدة.

في البلاد دارج التفكير بان نتنياهو هو المسؤول والملياديريون يعملون عنده. هذا خطأ. الان، عندما نعرف كم صعبا مصير من يعمل لدى الزوجين نتنياهو يمكننا أن نفهم كم هو هذا التفكير مدحوض. في كل ما يتعلق بالعلاقات مع امريكا، نتنياهو يعمل عندهم - عندهم فقط.

لعله حان الوقت للسماح له بتحويل الوظيفة الجزئية الى وظيفة كاملة وترك الاخرين يعيدون بناء العلاقات مع امريكا. غير قليل من الناس في واشنطن، يهودا وغير يهود، اصدقاء اسرائيل واعدائها، سيستقبلون التغيير بفرح.

المصدر | يديعوت العبرية – ترجمة المصدر السياسي

  كلمات مفتاحية

إيران دولة حافة نووية أمريكا إسرائيل إيباك يهود أمريكا الحزب الديمقراطي الحزب الجمهوري نتنياهو