سفيرة تركيا بالكويت ترد على كاتب إماراتي هاجم «أردوغان»

الجمعة 12 يناير 2018 12:01 م

اعتبرت السفيرة التركية لدى الكويت، «عائشة كويتاك»، تطاول كاتب إمارتي على تركيا ورئيسها «رجب طيب أردوغان»، «أمرا غير مقبول».

جاء ذلك في مقال كتبته «كويتاك» تعقيبا على مقال نشره الكاتب الإماراتي «خلف أحمد الحبتور» في صحيفة «أراب تايمز» الكويتية، وتضمن اتهامات لتركيا ورئيسها بالسعي إلى الهيمنة على العالم الإسلامي، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، والعمل من وراء الستار ضد وحلفائها عبر الانحياز لقطر.

وقالت السفيرة في مقالها، الذي جاء بعنوان «دفاعا عن دور تركيا في الشرق الأوسط»، إن الإشارات الواردة في مقال «الحبتور» عن الرئيس «أردوغان» بما في ذلك «المقارنة الشائنة بينه وبين أبو بكر البغدادي (زعيم تنظيم الدولة الإسلامية) هي مقارنة تتجاوز الحدود وغير مقبولة».

وأضافت السفيرة، في مقالها الذي نشرته صحف ومواقع تركية، بينها موقع «ترك برس»، أن الطموح الإقليمي الوحيد لتركيا هو شرق أوسط آمن ومستقر، وهو طموح يحكمه الاحترام المتبادل والتعايش السلمي، ومن ثم لا يمكن النظر إلى الأزمات في الشرق الأوسط  بوصفها «شواغل عربية» فقط؛ لأن بعض هذه القضايا ترتبط ارتباطا مباشرا بالأمن القومي التركي واستقرار تركيا.

وأكدت أنه ليس في مقدور أي من دول المنطقة ولا تركيا حل مشاكل اللاجئين السوريين بمفردها؛ لذلك فهناك حاجة إلى تضافر جهود جميع بلدان المنطقة تحقيقا لهذه الغاية، ومحاولة عزل تركيا عن المنطقة أو إبعادها لن تسهم في حل هذه المشاكل.

وردا على اتهامات الكاتب الإماراتي لتركيا بـ«دعم الإرهاب» والانحياز لقطر عبر إقامة قاعدة عسكرية في الدوحة، قالت السفيرة التركية إن «جهود تركيا موجهة على أن يتركز اهتمام الجميع في منطقة الشرق الأوسط على التصدي للتحديات الإقليمية الملحة في منطقتنا، وبصفتنا بلدا يحارب الإرهاب منذ عقود، فإنه لا يمكن تصور أن تدعم تركيا أي بلد ثالث يدعم الإرهاب».

وتابعت بالقول: «إن إخوتنا وأصدقاءنا لا ينبغي أن يشعروا بالتهديد من وجود القوات التركية التي تم نشرها للإسهام في استقرار منطقة الخليج وأمنها، ويستند وجودها إلى موافقة قطر وفقا لاتفاق التعاون العسكري مع تركيا».

ونوهت في هذا الصدد إلى أن دول الخليج الأخرى تضيف أيضا قوات عسكرية أو قواعد عسكرية لدول ثالثة، كما أن بعضها لديه خطط لنشر قوات في بلدان ثالثة أخرى.

 وفيما يتعلق باتهامات الكاتب الإماراتي لتركيا باستغلال قضية القدس كي تقدم نفسها بطلا للفلسطينيين لجذب العرب، قالت السفيرة إن تركيا بوصفها رئيسا لمنظمة التعاون الإسلامي، فإن واجبها الأخلاقي يحتم عليها أن تأخذ زمام المبادرة في القضايا المتعلقة بالعالم الإسلامي، مثل وضع القدس.

وأضافت أن هذا ليس مسابقة للقيادة، وليس من المهم أي بلد يقود جهودنا المشتركة، والمهم هو ما تسهم به هذه المساهمات الفردية في قضايانا المشتركة في العالم الإسلامي.

ويأتي ذلك وسط توتر في العلاقات بين تركيا والإمارات، على خلفية قيام وزير خارجية الأخيرة «عبد الله بن زايد»، بإعادة نشر تغريدة لـ«علي العراقي»، المناهض لتركيا، قال فيها الأخير: «هل تعلمون أنه في عام 1916 قام التركي فخري باشا بجريمة بحق أهل المدينة النبوية فسرق أموالهم وقام بخطفهم وإركابهم في قطارات إلى الشام وإسطنبول برحلة سميت (سفر برلك)، كما سرق الأتراك أغلب مخطوطات المكتبة المحمودية بالمدينة وأرسلوها إلى تركيا، هؤلاء أجداد أردوغان وتاريخهم مع المسلمين العرب».

ورد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، بقسوة على هذه التدوينة مطالبا «عبدالله بن زايد» بأن يلزم حدوده.

وقال «أردوغان» مخاطبا «بن زايد»، في تصريحات نقلها التليفزيون الرسمي: «حين كان جدنا فخر الدين باشا يدافع عن المدينة المنورة أين كان جدك أنت أيها البائس الذي يقذفنا بالبهتان؟!».

وجاء رد «أردوغان» بعد ساعات من رد مماثل صدر عن المتحدث باسم الرئاسة التركية «إبراهيم قالن»، وصف خلاله محاولات «بن زايد»، تشويه صورة الأتراك ورئيسهم  بأنه «عار».

و«فخري باشا» أو «فخر الدين باشا»، هو آخر قائد عثماني حكم المدينة المنورة، ورفض تسليمها للإنجليز في أعقاب معاهدة «موندروس» التي استسلمت الدولة العثمانية بموجبها لقوات الحلفاء في الحجاز، وكان له مقولة مأثورة قال فيها: «لن نستسلم أبدا ولن نسلم مدينة الرسول لا للإنجليز ولا لحلفائهم».

  كلمات مفتاحية

العلاقات التركية الإماراتية الإمارات تركيا عائشة كويتاك أردوغان خلف أحمد الحبتور