«فورين بوليسي»: التوتر المصري السوداني يعقد ملف «سد النهضة»

الجمعة 12 يناير 2018 09:01 ص

اعتبرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية أن «العراك الدبلوماسي» بين مصر والسودان يُعقد مهمة التعامل مع موضوع «سد النهضة»، الذي ترى القاهرة فيه تهديدا وجوديا ويحرمها من المياه الضرورية لحياة سكانها.

وقال محرر الشؤون الجيواقتصادية في المجلة الأمريكية، «كيث جونسون»، في تقرير له، إن «الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي شعر بالغيظ عندما زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السودان، الشهر الماضي، وحصل على حقوق تطوير جزيرة سواكن على البحر الأحمر؛ ما أثار مخاوف من إنشاء قاعدة عسكرية فيها».

واستعرض التقرير رأي المديرة المشاركة في مركز أفريقيا بالمجلس الأطلنطي، «كيلسي ليلي»، التي قالت إن «كل القوى الإقليمية المتنافسة حول البحر الأحمر تتقاطع إلا أن السد هو الموضوع الأكثر إزعاجا بين الدولتين (مصر والسودان)».

ونقل التقرير عن عضو مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، «ستيفن كوك»، قوله: «بدأت الأمور تتجه نحو الأزمة؛ فقد أدى الخلاف إلى تجميد المحادثات بين السودان وإثيوبيا ومصر بشأن السد، مع أن عقارب الساعة تدق، فقد تم إنجاز نسبة 60% منه وربما تبدأ أديس أبابا بملء حوض السد هذا الصيف بشكل لن تكون هناك مساحة للحوارالمثمر»

وتابع: «مصر ليس لديها استراتيجية، وما يثير القلق هو أن الحد الأدنى لديهم (أعطونا المياه)»، مشيرا إلى أن «الولايات المتحدة لم تتوسط في الخلاف».

وأشار «جونسون» إلى أن «مصر شعرت بالخوف من آثار السد؛ فهو مشروع طاقة ضخم سيوفر الاحتياجات الضرورية لأثيوبيا، وبناء على سرعة ملء أثيوبيا السد فإن تدفق المياه نحو مصر قد يقيد مما سيزيد من أزمة نقص المياه».

وللسودان دور مهم في المحادثات؛ لأنها تأتي وسط مصر وإثيوبيا من الناحية الجغرافية والسياسية.

ومؤخرا، تصاعدت أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا، حيث أعلنت مصر، منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن المفاوضات حول سد النهضة مع إثيوبيا تعثرت على المستوى الفني، وأن كافة المباحثات بهذا الشأن تم إيقافها.

وتصاعد التوتر بين القاهرة والخرطوم في أعقاب زيارة «أردوغان» للسودان؛ حيث تحدثت تقارير صحيفة سودانية عن دفع مصر بالتنسيق مع الإمارات بقوات مدججة بأسلحة حديثة وتعزيزات عسكرية إلى قاعدة «ساوا» الإريترية.

ولاحقا، أعلن الجيش السوداني أنه نشر الآلاف من جنوده على الحدود مع إريتريا، فيما استدعت الخرطوم،  سفيرها لدى القاهرة، «عبد المحمود عبد الحليم» بغرض التشاور.

  كلمات مفتاحية

مصر السودان سد النهضة العلاقات المصرية السودانية البشير سواكن أردوغان