تقرير أممي يتهم السعودية بقصف وحصار وتجويع المدنيين باليمن

السبت 13 يناير 2018 12:01 م

اتهم تقرير أممي، السعودية التي تقود التحالف العربي في اليمن، بشن هجمات ضد مدنيين، واستخدام الحصار والتجويع كأداة حرب، في مواجهة الحوثيين التي تنتهك بالتعاون مع إيران، حظر الأسلحة التي تفرضه المنظمة الدولية.

وفي تقرير لخبراء من الأمم المتحدة، صدر في 79 صفحة، نقلت مقتطفات منه وكالة «أسوشييتد برس» الأمريكية، قال إن اللجنة الأممية «لم تعثر على دليل أنّ كلا الجانبين اتخذ إجراءات للتخفيف من الآثار المدمرة للهجمات على المدنيين».

ورسمت اللجنة الأممية صورة قاتمة عن أفقر دول العالم العربي، والتي اشتعل فيها نزاع، يعتبره كثيرون حرباً بالوكالة بين المنافسَين الإقليميين؛ السعودية وإيران.

ووفق التقرير، فقد قتل أكثر من 10 آلاف مدني، في القتال والضربات الجوية؛ وأكثر من 7 ملايين على حافة المجاعة، وأكثر من 19 مليونا لا يعرفون من أين ستأتي وجباتهم القادمة، بينما انهارت البنية التحتية الطبية، وتسبّب تفشي الكوليرا في إصابة مليون شخص.

وانتقدت اللجنة الأممية، الحصار الجوي والبحري الذي فرضه التحالف بعد هجوم صاروخي شنّه الحوثيون بالقرب من الرياض، يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قائلاً إنّ «التحالف يستخدم تهديد المجاعة كأداة للمساومة ووسيلة للحرب».

وقال التقرير إنّه «بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من الصراع، لم يعد اليمن دولة قائمة».

وعلى الرغم من الحملة الجوية، لم يتمكن التحالف، من تحقيق المزيد من المكاسب على الأرض ضد الحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء والشمال والغرب من البلاد، حيث يعيش معظم السكان، بحسب التقرير.

ويقول التحالف، إنه لا يستهدف مدنيين، في الوقت الذي تتهمه فيه جماعات حقوق الإنسان بقصف المدارس، والمستشفيات، والأسواق، والمناطق السكنية.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة «ستيفان دوجاريك»، الجمعة، إنه «منذ إعلان التحالف، في 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي، فتح موانئ الحديدة والصليف لمدة شهر قدمت 13 سفينة الغذاء والوقود الذي تشتد الحاجة إليه».

وكان التحالف، قرر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إغلاق جميع المنافذ البحرية والجوية والبرية إلى اليمن بعد هجوم صاروخي على مطار الرياض الدولي.

ومنذ أسابيع، تطالب الأمم المتحدة التي رفضت الإشراف على الميناء بتجنيبه الأعمال القتالية، وتقول إن 70% من واردات البلاد والمساعدات الإنسانية تدخل عبره.

والميناء الواقع على البحر الأحمر والقريب من مضيق باب المندب خاضع لسيطرة حركة الحوثيين اليمنية المسلحة التي تقاتل السعودية وحلفاءها في الصراع المستمر منذ عامين.

أسلحة إيرانية

ولفت التقرير الأممي، إلى أن «اللجنة حددت مخلفات القذائف المتعلقة بالمعدات العسكرية وطائرات من دون طيار من تصنيع إيراني، تم إدخالها إلى اليمن، بعد فرض الحظر على الأسلحة في عام 2015».

وأضاف: «نتيجة لذلك، يعتبر فريق الخبراء، أنّ إيران لم تمتثل للفقرة 14 من قرار مجلس الأمن رقم 2216 حول حظر الأسلحة».

ومن دون القدرة على تحديد هوية الإيرانيين المسؤولين عن إرسال الصواريخ إلى الحوثيين، يؤكد الخبراء أن «إيران لم تستجب بشكل يرضي طلباتهم للحصول على معلومات أواخر عام 2017».

وذكر التقرير أن خبراء من الأمم المتحدة سافروا إلى السعودية، في نوفمبر/تشرين الثاني، وديسمبر/كانون الأول 2017، وفحصوا بقايا صواريخ أطلقها الحوثيون خلال هذين الشهرين، وكذلك في مايو/أيار، ويوليو/تموز من ذات العام.

كما أوضح التقرير، أن «طهران لم تتخذ التدابير اللازمة لمنع توريد أو بيع أو نقل صواريخ (بركان 2 إتش) قصيرة المدى، بشكل مباشر أو غير مباشر، وخزانات أكسدة سائلة ذاتية الدفع تعمل بالوقود الحيوي للصواريخ، وطائرات بدون طيار من نوع (أبابيل، القاصف 1)، إلى تحالف الحوثي- صالح»، في إشارة إلى اسم الرئيس اليمني السابق.

وأكد أنّ هذه الطائرات بدون طيار «مماثلة في التصميم» لطائرات مسيّرة إيرانية، تصنّعها المؤسسة الإيرانية لصنع الطائرات.

وهذه النتائج التي توصل إليها الخبراء مشابهة لتلك التي توصل إليها خبراء أمريكيون، نهاية عام 2017، بدفع من السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة «نيكي هيلي»، موجهين اتهامات إلى طهران بانتهاك الحظر.

ونظمت «نيكي» عرضا إعلاميا في قاعدة عسكرية في واشنطن، لبث صور من قطع صواريخ تحمل شعار شركة تصنيع أسلحة إيرانية.

وبينما اتهمت واشنطن، إيران، بتزويد الحوثيين بصواريخ، نفت طهران تقديم مساعدات عسكرية وقالت إنّها فقط تقدّم دعماً سياسياً.

ومنذ 26 مارس/آذار 2015 تقود السعودية تحالفا عسكريا عربيا يدعم القوات الحكومية اليمنية في مواجهة مسلحي «الحوثيين»، الذين يسيطرون على محافظات، بينها صنعاء منذ 21 سبتمبر/أيلول 2014.

وسبق وأن طالبت «هيومن رايتس ووتش» و56 منظمة غير حكومية بفتح تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات التي ترتكبها جميع أطراف النزاع في اليمن.

كما حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» من أن أطفال اليمن يواجهون تهديدا ثلاثيا يجمع بين الأمراض وسوء التغذية والعنف.

وبات مليون طفل معرضون لخطر الإصابة بمرض «الدفتيريا»، كما أن حالات الوفاة بوباء «الكوليرا» وصلت إلى أكثر من ألفي حالة منذ أبريل/نيسان الماضي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

اليمن حقوق الإنسان انتهاكات السعودية التحالف العربي إيران الحوثيين أسلحة صواريخ صالح