صحف الإمارات الرئيسية تتجاهل انتقادات «هيومن رايتس» لحقوق الإنسان فى الدولة

الجمعة 30 يناير 2015 07:01 ص

تجاهلت أغلب المقالات الافتتاحية للصحف الإماراتية الصادرة صباح اليوم الانتقادات التي وجهتها هيومن رايتس ووتش مجددا لملف حقوق الإنسان في الإمارات، حيث تعامت الصحف الرئيسية الثلاث بمنطق القرود الثلاث فلم تسمع أو ترى أو تتكلم، تحدثت «البيان» عن أوضاع اللاجئين السوريين سواء في الداخل السوري أو خارجه..وتناولت «الخليج» فشل السياسات الإصلاحية لصندوق النقد فيما دون البلدان الغربية التي اتهمته بالعمل لصالحها.

وأسند مسؤول الملف الإعلامي مهمة مهاجمة تقرير هيومن رايتس ووتش لصحيفة «الرؤية» وهي إصدار هامشي لا يتعدى عمره أصابع اليد الواحدة..وبالطبع هاجمت «الرؤية» في مقالها الافتتاحي المنظمة واتهمتها بممارسة القبح والكذب والتجني وتزوير الوقائع.

ووصفت تقارير هيومن رايتس بـ«الوهمية» والتقارير بـ«فداحة عدائها الممجوج للدولة والمحاولات البائسة للنيل من المنجز الإماراتي بإحداث بلبلة أقل ما توصف بأنها مدفوعة وناقمة».

وقالت الصحيفة إنه  يبدو جليا التباس المفاهيم الذي تسقط فيه المنظمة كل مرة فهي لا تفرق بين الأمن والخراب بين الإرهاب والحرب عليه والأنكى من ذلك هو الفجور الواضح في تسمية الأكاذيب والمزاعم حقائق لا يصدقها إلا مرو جوها.

ورأت أن المتتبع للفقاعات الفاشلة التي تطلقها هيومن رايتس بين وقت وآخر يكتشف العهر الحقوقي الذي تدعيه إذ تلجأ إلى الدفاع عن الإرهابيين تارة وتختلق تارة قصصا وهمية عن المخربين الذين عاثوا في العالم العربي فسادا وفوضى ثم لا تجد ما تسند به أكاذيبها فتتخلى عن ردائها الحقوقي الواهن مستخدمة لغة لا تمت للحياد بصلة تعتمد على استدرار العواطف واستجداء المصداقية التي لم يعد لها موضع في كل ما يصدر عن هذه المنظمة الفاجرة.

وقالت «الرؤية» في ختام مقالها إن الإمارات تظل بمنجزها المتفوق والجدارة التي حازتها بكل خطوة تخطوها إلى المستقبل أسمى من تر هات يشحذها الحقد والغيظ.

من جانبها، تحدثت صحيفة «البيان» عن معاناة اللاجئين السوريين الذين يعيشون الأمرين داخل وخارج أراضيهم في ظل حرب شرسة هجرتهم من بيوتهم في العراء أو في مخيمات اللجوء البالية وقتلت ذويهم وفي ظل أجواء برد الشتاء القارس التي أضافت أرقاما جديدة إلى قائمة الضحايا بفعل الثلوج ونقص سبل العيش.

وأشارت تحت عنوان «صرخة دولية لإنقاذ السوريين» إلى أن تحذير يدق ناقوس خطر جديد بعدما أعلنت الأمم المتحدة أنها تجد صعوبة في جهودها لتوصيل المساعدات إلى نحو نصف المدنيين المحتاجين إليها بفعل الظروف الميدانية الخطرة لاسيما في محافظتي الرقة ودير الزور السوريتين اللتين يسيطر عليهما تنظيم «الدولة الإسلامية».

وقالت الصحيفة أنه مع اقتراب الحرب في سوريا من عامها الخامس، فإنه يصعب الوصول إلى نحو 4.8 مليون سوري من أصل 12.2 مليون شخص هم في حاجة ماسة إلى المساعدات، حيث تحتاج المنظمة الدولية إلى 2.9 مليار دولار هذا العام لتمويل عملياتها لاسيما أنها تسلمت أقل من نصف المبالغ التي طلبتها العام الماضي؛ ما حرم مئات آلاف اللاجئين من المساعدات الأساسية اللازمة؛ لمواجهة ظروف حياتهم.

وأشارت «البيان» في خاتمة المقال إلى أن مجلس الأمن الدولي بدوره أعرب عن قلقه العميق من هذا الوضع الذي سجل مقتل أكثر من 200 ألف شخص منذ بدء الصراع قبل نحو أربعة أعوام وتسبب ذلك في نزوح 7,6 مليون شخص داخل سوريا في حين فر 3.8 مليون شخص آخرون إلى دول مجاورة داعيا الحكومات عبر العالم إلى المشاركة في هذا الجهد التضامني الذي تسهم فيه بشكل كبير دول الخليج العربي منذ بداية الأزمة حتى الآن.

وتحت عنوان «إصلاح صندوق النقد الدولي» قالت صحيفة «الخليج» إن صندوق النقد الدولي حدد لنفسه مهلة ستة أشهر كي يتغلب على المعوقات الأمريكية التي تحول دون قيام الإصلاحات فيه..صندوق النقد قام في فترة زمنية كانت اليد الطولى فيها للولايات المتحدة تتبعها بريطانيا وبعض البلدان الأوروبية..وبسبب ذلك أملت الأسس التي قام عليها الصندوق وهي أسس أعطتها حق الفيتو الفعلي إن لم يكن الرسمي على قرارات الصندوق.. واتهم المقال الصندوق بأنه يعمل لخدمة مصالح البلدان الغربية والبلدان الأخرى لا تملك إلا الانصياع لمتطلبات هذه المصالح.

وأوضحت الافتتاحية أن العالم ضج عبر العقود الماضية من سياسات الصندوق التي أدت كثيرا إلى إفلاس بعض البلدان أو إيجاد المشكلات السياسية والاجتماعية فيها بسبب انصياعها لشروط الصندوق..ولم تأبه البلدان الغربية لهذا الضجيج..ولم تعر أذنا لمطالب البلدان الأخرى بإجراء إصلاحات في أسس الصندوق..

وحول تسييس إجرءات الصندوق، كشفت أنه خلال هذه الفترة عاشت البلدان الغربية تناقضا رهيبا في شعاراتها وفي ممارساتها فهي من ناحية أثقلت بلدان العالم الأخرى بمطالبها لإصلاح أمورها بطبيعة الحال وفقا لما تراه الولايات المتحدة وحليفاتها ومن ناحية أخرى تصدت لكل محاولات الإصلاح للمنظمات الاقتصادية الدولية بالذات لأن ذلك يتعارض مع مصالحها فيها..هذه المعارضة ما زالت مستمرة ولكنها اتخذت أسلوبا جديدا للمماطلة يعتمد على التناقض بين ما تريد الحكومة الأمريكية وما يريده الكونغرس.

وأوضحت الصحيفة أنه يبدو أن البلدان الأخرى ما عادت تأبه لمثل هذا التناقض فهي تريد أن تحقق مصالحها..وإن البلدان انطلقت من الشكوى إلى الفعل فهي بدأت باتخاذ إجراءات لإنشاء صندوق ينافس صندوق النقد الدولي بل يبدو أنه أكثر جاذبية للبلدان الناشئة والفقيرة وهذا بديل يهدد مصالح البلدان الغربية.

وحذرت الصحيفة في نهاية مقالها من إن قيام مثل هذا الصندوق سيؤذي مصالحها أكثر مما سيفعله إصلاح الصندوق الحالي غير أن المماطلة ما زالت متواصلة .. فمن الصعب على البلدان التي كانت تتمتع بفوائد كبيرة أن تتنازل عن بعضها بسهولة وهي ستعمل ما في إمكانها من أجل منع ذلك غير أن الهروب من الإصلاح لم يعد ممكنا لأن كلفته كبيرة للغاية.

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإمارات حقوق الإنسان هيومن رايتس ووتش

«هيومن رايتس»: الإمارات تزدري حقوق الإنسان وتواصل قمع وتعذيب معارضيها