استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

سياسة «ترامب» الشرق أوسطية بعد عام من ولايته

الأحد 14 يناير 2018 07:01 ص

تختلف شخصية «ترامب» عن كل من سبقه من الرؤساء الأمريكيين، وبينما يرى في نفسه شخصا عبقريا قادرا على الإنجاز في أي موقع يقوده، يراه آخرون مريضا نفسيا يمارس السياسة بمنطق رجال الأعمال الفاسدين.

وأيا كان موقفنا الشخصي أو الأيديولوجي منه، فقد جاء أداؤه بعد عام من دخوله البيت الأبيض مؤكدا أنه رجل أفعال لا أقوال، مصمم على الوفاء بوعوده الانتخابية، ولديه رؤية أيديولوجية واضحة المعالم، رغم سلوكه البراجماتي الطابع.

أما سياسته الشرق أوسطية فهي ترجمة عملية لشعارات ثلاثة: أمريكا أولا، (إسرائيل) مصلحة أمريكية، الإسلام الأصولي مصدر تهديد رئيسي للأمن.

موقف «ترامب» من «أزمة حصار قطر» جاء كاشفا لشعار «أمريكا أولا» كموجه رئيسي لبوصلة السياسة الخارجية الأمريكية ككل.

فبذور هذه الأزمة غرست إبان زيارته للمملكة العربية السعودية وقبض ثمنها غاليا في صورة صفقات وصلت قيمتها ما يقرب من نصف تريليون دولار.

ويرى البعض أن «ترامب» منح السعودية خلال تلك الزيارة الشهيرة ضوءا أخضر كي تواصل ليس فقط سياستها التصعيدية تجاه إيران وإنما أيضا سياستها الرامية لتحجيم دور قطر ومنعها من التغريد خارج السرب السعودي.

ورغم عدم توافر معلومات تقطع بدخول «ترامب» طرفا في مؤامرة الحصار، لكنه لا يستبعد أن يكون قد باركه ضمنا، فقد اعتمد عقب اندلاع الأزمة نهجا يقوم على إدارتها وليس حلها، بدليل:

1- التزام الصمت تجاه تعرض وكالة الأنباء القطرية لعملية قرصنة رغم توافر معلومات مؤكدة ضلوع دولة الإمارات فيها.

2- إقدامه على نشر تغريدات في البداية تشير إلى عدم استبعاده ضلوع قطر في تمويل الإرهاب، وتنطوي من ثم على تأييد ضمني للحصار.

3- صدور تصريحات رسمية تعكس وجود تباين في رؤية مؤسسات صنع القرار الأمريكي حول كيفية التعامل مع هذه الأزمة، رأي فيه البعض انعكاسا طبيعيا لتعدد مراكز صنع القرار في النظام السياسي الأمريكي بينما رأى فيه البعض الآخر توزيعا للأدوار.

4- التظاهر بالاهتمام بتسوية الأزمة، عبر إيفاد عدد كبير من المسؤولين الأمريكيين للمنطقة، لكن دون إصرار أو تصميم على فرض التسوية.

وموقف إدارة «ترامب» من الصراع العربي الإسرائيلي جاء كاشفا لشعار «(إسرائيل) مصلحة أمريكية» كموجه رئيسي لبوصلة السياسة الخارجية الأمريكية في هذا المجال.

صحيح أن جميع الإدارات الأمريكية السابقة انحازت كليا لـ(إسرائيل)، غير أن مواقف «ترامب» بالذات تجاوزت كل ما سبقها واقتربت إلى حد التطابق مع أكثر قوى اليمين الإسرائيلي تطرفا.

وتأسيسا على هذه المواقف، راح «ترامب» يتحسس طريقه لبلورة حل شامل، عرف إعلاميا باسم «صفقة القرن»، يرى البعض أنه دفن «حل الدولتين»، بموافقته على توطين الفلسطينيين حيث يقيمون وترحيل ما تبقى منهم في فلسطين التاريخية إلى خارجها، وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية وليس تسويتها.

وجاء إقدامه أخيرا على الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لدولة (إسرائيل) وإصداره أوامر بالبدء في اتخاذ إجراءات نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس بمثابة تأكيد أن اهتمامه بفرض تسوية بالشروط الإسرائيلية يفوق اهتمامه بالتوصل إلى «صفقة» متوافق عليها.

وأخيرا يعد موقف «ترامب» من إيران كاشفا لشعار «الأصولية الإسلامية مصدر تهديد للأمن الأمريكي» كموجه رئيسي لسياسة الولايات المتحدة ليس فقط تجاه إيران وإنما تجاه العالم الإسلامي ككل.

فخلال حملته الانتخابية أفصح «ترامب» عن رفضه التام للاتفاق المبرم حول برنامج إيران النووي وتعهد بتمزيقه، باعتباره اتفاقا يؤجل حصول إيران على السلاح النووي لكنه لا يقطع عليها هذا الطريق نهائيا.

* د. حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة

  كلمات مفتاحية

سياسة ترامب الشرق الأوسط أميركا أولا إسرائيل الإسلام الإصولي الأزمة الخليجية حصار قطر صفقة القرن تصفية قضية فلسطين إيران