وثائق عثمانية تبرز أهمية جزيرة «سواكن» السودانية

الاثنين 15 يناير 2018 01:01 ص

كشفت المديرية العامة للأرشيف العثماني، عن وثائق تتضمن أبرز أنشطة «الباشوات العثمانيين» في جزيرة سواكن السودانية، في الفترة ما بين 1517 و1882، وأهمية موقع الجزيرة الاستراتيجي على الطريق الواصل بين الدولة العثمانية والحبشة (إثيوبيا)، ومعلومات أخرى متعلقة بأنشطة معينة جرى تنفيذها خلال تلك الفترة.

وتظهر الوثيقة العثمانية المقدمة إلى الصدر الأعظم (رئيس الوزراء) العثماني «صوقللي محمد باشا»، والمعنونة بـ«أحكام بكلربك الحبشة»، والعائدة للقرن السادس عشر، أن القبائل المحلية هاجمت عام 1571 جزيرة سواكن، لكن قوات الأمن اتخذت الإجراءات الكفيلة بضبط الأمن.

فيما أظهرت الوثائق اللاحقة أهم الإجراءات التي اتخذتها قوات الأمن لضمان أمن وسلامة المنطقة طوال فترة الحكم العثماني.

من ناحية أخرى، تعرض بعض الوثائق المحررة عام 1854 معلومات عن أعمال الترميم التي أجريت على مقر قائمقامية منطقة سواكن وبعض الأحياء في الجزيرة.

فيما تحتوي الوثائق التي تضم مراسلات موجهة من قائمقامية سواكن والسلطات القضائية هناك إلى الصدر الأعظم في الأستانة (العاصمة – إسطنبول)، على توصيات بضرورة تجديد مبنى الجمارك، وإنشاء ميناء جديد، على أن تدفع التكاليف من قبل إدارة الجمارك في جدة بولاية الحجاز العثمانية.

كما تتضمن الوثائق توصيات من الإدارات المحلية في سواكن، حول ضرورة تعزيز التحصينات العسكرية لصد أي هجمات خارجية محتملة في المستقبل، وضرورة إرسال كميات من الذخيرة، فيما تشير الوثائق إلى أن ضعف الإمكانات الاقتصادية منعت السلطات المحلية في سواكن من القيام ببعض تلك الإنشاءات والتحصينات اللازمة.

ويتضح من خلال الوثيقة المشار إليها، أن الدولة العثمانية لم تهمل جزيرة سواكن، رغم الأزمات الاقتصادية التي كانت تعاني منها بسبب حرب القرم التي كانت تخوضها ضد روسيا القيصرية.

وتكشف وثيقة صادرة عام 1864 عن نيل شركة «العزيزية المصرية»، امتياز بناء شبكة السكك الحديدية ما بين الخرطوم وجزيرة «سواكن».

و«سواكن»، هي منطقة موغلة في القدم شهدت عصور البطالسة واليونانيين والمصريين والعثمانيين، حيث عبروها إلى «بلاد بنط» (الصومال).

وتقع «سواكن» على الساحل الغربي للبحر الأحمر، وتبعد عن العاصمة الخرطوم نحو 560 كيلومترا، وقرابة 70 كيلومترا عن مدينة بورتسودان (ميناء السودان الرئيس حاليا)، وتم استخدام الجزيرة كميناء للحجاج من جميع أنحاء أفريقيا عدة قرون.

وهي أيضا جزيرة مرجانية، وقد انهارت منازلها وعمرانها، وتحولت إلى أطلال تشهد على التاريخ، أما «سواكن» المدينة، فهي منطقة واسعة يدخلها لسان بحري، يجعل منها ميناء طبيعيا.

وضمن جولة أفريقية، زار الرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان»، السودان، الشهر الماضي، على رأس وفد ضخم، وشهد توقيع 21 اتفاقية في مجالات مختلفة، كما اتفق مع نظيره السوداني على شراكة استثمارية بـ«سواكن».

 

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

السودان تركيا جزيرة سواكن السفير التركي بالخرطوم أردوغان البشير