سيناريوهات تركية للتعامل مع «العمال الكردستاني» بعفرين السورية

الاثنين 15 يناير 2018 03:01 ص

ركزت الصحف التركية الصادرة اليوم على ما يجري في عفرين، حيث استهدفت المدفعية التركية منذ ظهر أمس المواقع التابعة لتنظيم «ب ي د/ بي كا كا» هناك.

وأطلقت القوات التركية فجر اليوم 40 قذيفة مدفعية باتجاه مناطق باصوفان، وجنديريس، وراجو، ومسكنلي التابعة لمدينة عفرين.

وقالت صحيفة «حرييت» في صفحتها الأولى: «الولايات المتحدة تلعب بالنار على حدودنا»، مشيرة إلى إدانة الخارجية التركية الجهود الأمريكية الرامية لتأسيس جيش من إرهابيي تنظيم «ب ي د/بي كا كا» في شمال سوريا.

وقالت الوزارة إنها تدين إصرار الولايات المتحدة على موقفها الخاطئ بشأن الاستمرار في التعاون مع «ب ي د» (الامتداد السوري لمنظمة «بي كا كا» الإرهابية)، وتعريض الأمن القومي التركي ووحدة الأراضي السورية للخطر، وأكّدت أن تركيا عازمة وقادرة على القضاء على جميع أنواع التهديدات التي تتعرض لها.

أما صحيفة صباح فقد أشارت في صفحتها الأولى هذا الخبر من خلال المانشيت الرئيسي: «حصار عفرين من 4 جهات».

وفي هذا السياق، قال الباحث التركي «أفق أولوطاش» في مقال له في صحيفة «أكشام» اليوم إن تصريحات الرئيس «أردوغان» تؤكد أن تركيا على وشك الانتقال لمرحلة جديدة من عملية عفرين، وفي الواقع العملية على عفرين مستمرة منذ وقت طويل حيث بدأت العملية في مرحلتها الأولى بالدخول إلى إدلب من قبل الجيش التركي، وتشكيل نقاط مراقبة مع الجزء الجنوبي من عفرين، وكان هذا بحسب الباحث تقاطعا بين عمليتي إدلب وعفرين.

وكان لنقاط المراقبة هذه أهميتان؛ الأولى مراقبة الأوضاع في إدلب عن كثب، والثانية إنشاء نقاط استراتيجية لإغلاق عفرين، ويشير الكاتب إلى أن تركيا لو لم تقم بإنشاء هذه النقاط لتعرضت قواتها في إدلب للهجوم من قبل عناصر حزب العمال الكردستاني.

مضيفا أن المرحلة الأولى من العملية استندت إلى استراتيجية الاحتواء، وقد تحققت على نطاق واسع، والآن، من المرجح أن تبدأ المرحلة الثانية، التي تقوم على الاستهداف المباشر لوجود حزب العمال الكردستاني في عفرين في هذه المرحلة.

سيناريوهات مستقبل عفرين

ويرى الباحث التركي «أفق أولوطاش» أن هناك سيناريوهين رئيسيين لمستقبل عفرين:

الأول هو دخول الجيش التركي بعد أن أكمل مرحلة الاحتواء إلى عفرين بعد الهجمات المدفعية والغارات الجوية، وهذا حل جذري، وهو الخيار الأكثر فعالية في الكفاح ضد حزب العمال الكردستاني، ولكن هناك أيضا تحديات خطيرة في المستقبل.

إن عفرين تختلف عن منطقة عمليات درع الفرات في التضاريس، ويوجد المزيد من المناطق الجبلية، ويوجد ميزة استراتيجية لإدلب على سهل عفرين حيث يمكن إطلاق النار والقذائف على سهل عفرين، ولكن هناك قيود خطيرة في النشاط العسكري.

ومن ناحية أخرى فإن موقف روسيا لا يزال لغزا، وهل سيشكل الجنود الروس حماية لحزب العمال الكردستاني، ويضيف الكاتب أن هذا يعتمد كليا على المحادثات الثنائية.

والسيناريو الثاني هو إضعاف عفرين، المحاطة بثلاثة جوانب، من خلال تعريضها لقصف طويل وثقيل، ويمكن للطائرات التركية تنظيم هجمات جوية محدودة دون عبور الحدود.

هذا هو الخيار البطيء، لكن لابد لكي تبدأ هذه المرحلة أن تعمل قوات درع الفرات من غرب مارع، وأن تربط حلب مع إدلب، وهذه المنطقة هي منطقة ضعيفة لحزب العمال انتهز الفرصة في وقت سابق للسيطرة عليها.

ويشير «أولوطاش» إلى أن هذا الخيار قد يتطلب أيضا بعض المفاوضات مع إيران، حيث إنه يتطلب عبور منطقة نبل والزهراء الواقعة تحت السيطرة الروسية والسيطرة الإيرانية.

وعندما يعلم حزب العمال الكردستاني أن الهزيمة أمر لا مفر منه، فإن الباب الأول للنجاة لحزب العمال الكردستاني يصبح باب النظام، وكما رأينا في الأمثلة السابقة، قد يترك عفرين لتدخل تحت سيطرة النظام.

ويختتم الباحث التركي «أفق أولوطاش» بأن حزب العمال الكردستاني، في عفرين لا يستطيع مقاومة تركيا بإمكاناته الموجودة، وتركيا قد وضعت استراتيجيتها في الميدان حتى لو غلبت تركيا الحوار في سوريا فإن هذا الأمر لن يوقفها عن اتخاذ خطوات ميدانية لحماية أمنها القومي، وعملية درع الفرات هي أفضل مثال على ذلك.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا الجيش التركي إدلب عفرين حزب العمال الكردستاني أردوغان سوريا روسيا إيران