الشيخ «عبدالله بن علي آل ثاني».. الوسيط «الصامت» يتحدث

الاثنين 15 يناير 2018 06:01 ص

ظهر الشيخ «عبدالله بن علي آل ثاني»، أحد كبار أفراد الأسرة الحاكمة بقطر، الأحد، في أول تسجيل مصور منذ ظهوره الإعلامي قبل خمسة أشهر مع قادة السعودية وتقديمه كوسيط لحل أزمة حجاج قطر، عقب اندلاع الأزمة الخليجية، في 5 من يونيو/حزيران الماضي.

في التسجيل المصور قال الشيخ «عبدالله» (61 عاما) إنه محتجز في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بعد أن كان ضيفا على ولي عهدها، الشيخ «محمد بن زايد».

وهذا هو أول حديث مصور للشيخ «عبدالله» بعد «ظهور صامت» على مدار الشهور الخمسة الماضية.

خلال تلك الأشهر كان المصدر الوحيد للنقل عن الشيخ «عبدالله» هو وسائل الإعلام السعودية وحسابه بموقع «تويتر»، الذي تم تدشينه وتوثيقه في وقت قياسي بعد يومين من أول ظهور إعلامي له مع ولي العهد السعودي، الأمير «محمد بن سلمان»، في 16 من أغسطس/آب الماضي.

وقطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، منذ 5 من يونيو/ حزيران الماضي، علاقاتها مع قطر، ثم فرضت عليها «إجراءات عقابية»، بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.

أزمة الحج

الشيخ «عبدالله آل ثاني» هو أحد كبار أفراد الأسرة الحاكمة بالدوحة، فجده هو ثالث حكام قطر الشيخ «عبدالله بن جاسم آل ثاني»، ووالده رابع حكامها الشيخ «علي بن عبدالله آل ثاني»، وشقيقه هو خامس حكام قطر الشيخ «أحمد بن علي آل ثاني».

أسس اتحاد الفروسية في قطر، وترأسه منذ بدايته عام 1979 حتى 1988، وهو من المهتمين والمحبين لرياضة الهجن، ومن الشخصيات البارزة في الأعمال الحرة والعقارات.

لم يعرف عنه أي نشاط سياسي ولا معارضة للسلطات القطرية، ولم يكن حتى معروفا إعلاميا على نطاق واسع، إلى أن أعلنت الرياض، في أغسطس/آب الماضي، قيامه بدور وساطة لديها لتسهيل مهمة الحجاج القطريين، بعد إغلاق منفذ «سلوى» البري بين البلدين، كأحد تداعيات الأزمة الخليجية.

برز اسم الشيخ «عبدالله» إعلاميا، يوم 16 من أغسطس/آب الماضي، عبر صورة جمعته مع ولي العهد السعودي في قصر السلام بجدة (غرب).

وبثت الوكالة السعودية الرسمية (واس) للأنباء آنذاك صورا للقاء، وقالت إنه تم خلاله بحث دخول الحجاج القطريين عبر منفذ «سلوى» الحدودي، لأداء مناسك الحج.

وأضافت الوكالة أن العاهل السعودي، الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، وجه بالموافقة على ما رفعه إليه ولي العهد بشأن دخول الحجاج القطريين إلى السعودية، عبر منفذ «سلوى»، بناء على وساطة الشيخ «عبدالله آل ثاني».

وفي اليوم التالي، 17 من أغسطس/آب 2017، قالت «واس» إن الملك «سلمان» استقبل الشيخ «عبدالله» في مقر إقامته بمدينة طنجة المغربية (شمال)، حيث كان الملك يقضي إجازة خاصة.

نفي للوساطة

لكن في اليوم نفسه، نفت أسرة الشيخ «عبدالله آل ثاني» قيامه بأي وساطة بين قطر والسعودية.

وقال الشيخ «عبدالرحمن بن حمد»، الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام، في تغريدة عبر حسابه بـ«تويتر»: «زيارة خالي الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني إلى السعودية كانت فقط بهدف حل بعض الأمور المتعلقة بممتلكاته الشخصية في حائل (شمال غربي المملكة)».

وتابع: «وعندما تطرق (الشيخ عبدالله) لموضوع عراقيل الحج، وجدوها فرصة أن يخرجوا من هذا المأزق، وحولوا الأمر إلى قبول وساطة».

على الصعيد الرسمي، نفى وزير الخارجية القطري، الشيخ «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني»، هذه الوساطة المفترضة.

وقال الوزير القطري، في مؤتمر صحفي، يوم 18 أغسطس/آب الماضي، إن «زيارة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني إلى ولي العهد السعودي كانت لأسباب شخصية».

حساب موثق على «تويتر»

بعد يومين فقط من ظهوره في السعودية وتقديمه كوسيط، تم تدشين حساب على «تويتر» موثق يحمل اسم الشيخ «عبدالله»، استهله بتغريدة شكر فيها العاهل السعودي وولي العهد على قبول وساطته.

سرعة تدشين الحساب وتوثيقه أثارت شكوكا كبيرة لدى الإعلام القطري ومراقبين بشأن حقيقة تبعية هذا الحساب للشيخ «عبدالله».

اللقاء الثاني والأخير بين الشيخ «عبدالله» وقادة السعودية كان يوم 1 من سبتمبر/أيلول الماضي، حيث بثت قناة «العربية» السعودية صور استقبال الملك سلمان وولي عهده للشيخ «عبدالله»، الذي قالت إنه حضر مهنئا بعيد الأضحى.

بعد ذلك اليوم أصبح حساب «تويتر»، المشكوك في كون الشيخ «عبدالله» هو من يتولى إدارته، هو مصدر تصريحاته.

وعلى هذا الحساب تم نشر بيان منسوب إليه، يوم 17 من سبتمبر/أيلول الماضي، دعا فيه من وصفهم بـ«الحكماء والعقلاء من أبناء الأسرة إلى اجتماع أخوي عائلي ووطني نتباحث فيه حول ما يخص الأزمة».

وفي اليوم التالي، بثت القناة التابعة للسعودية مقابلة صوتية ذكرت أنها مع الشيخ «عبدالله آل ثاني» قال فيها إن هناك استجابة وترحيبا من عدد من الأسرة بالبيان، لكنه لم يعقد أي اجتماع حتى اليوم.

وغرد الحساب نفسه يوم 14 من أكتوبر/تشرين الأول، متهما قطر بتجميد جميع حساباته البنكية، ثم غرد آخر تغريدة في اليوم نفسه قائلا: «أتمنى من قطر أن تطرد صيادي الفرص وأصدقاء المصالح، وأن تعود إلى حضنها الخليجي وأهلها الغيورين عليها، فلن ينفعنا أحد سواهم».

محتجز في أبوظبي

منذ ظهور الشيخ «عبدالله آل ثاني» في 16 من أغسطس/آب حتى 14 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تم تسليط الضوء عليه بشكل كبير في إعلام الدول المقاطعة لقطر، وتقديمه على أنه هو البديل المناسب للقيادة الحالية.

لكنه اختفى في إعلام تلك الدول بعد آخر تغريدة له دون أن يعرف السبب.

خلال كل تلك الفترة (منذ أغسطس/آب الماضي) لم يظهر الشيخ «عبدالله» صوتا وصورة في أي مرة يؤكد أو ينفي ما ينسب إليه.

وفجأة ظهر، أمس، في تسجيل مصور، قال فيه إنه محتجز في أبوظبي، بعد استضافة ولي عهدها له، وإن قطر بريئة من أي مكروه قد يحدث له.

ونفت الإمارات، في اليوم نفسه، احتجازه، وقالت إنه حل ضيفا، وهو «حر التصرف بتحركاته»، فيما قالت قطر، في بيان، إنها تراقب الموقف عن كثب.

تسجيل الاحتجاز والنفي الإماراتي والبيان القطري المتحفظ كلها لم توفر إجابة شافية حول حقيقة المواقف الذي تم تناقلها عن الشيخ «عبدالله».

وهو ما دفع جريدة «الشرق» القطرية إلى الخروج بمانشيت، اليوم الإثنين، تتساءل فيه: «هل الشيخ «عبدالله» مؤامرة لدول الحصار أم أنه متورط بها؟!».

لا أحد يملك الإجابة عن هذا السؤال سوى الشيخ «عبدالله آل ثاني» نفسه.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

قطر الشيخ عبد الله آل ثاني السعودية سلمان الإمارات أبو ظبي تويتر احتجاز أسئلة