لهذه الأسباب تسعى تركيا للسيطرة على «عفرين»

الثلاثاء 16 يناير 2018 03:01 ص

تعهد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، بمواصلة العمليات العسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية «ي ب ج»، في منطقة «عفرين» بريف حلب الغربي (شمالي سوريا)، في وقت جدد فيه الجيش التركي قصف مواقع للمسلحين الأكراد بالمنطقة.

وفي تصريحات له، أشار إلى أن «العملية العسكرية على مواقع تنظيم وحدات حماية الشعب الإرهابي في عفرين ستكون بمشاركة المعارضة السورية، هذا النضال من أجلهم، نحن نساعد إخوتنا هناك من أجل حماية أراضيهم».

موقع «عفرين»

وفي هذه السطور، نستعرض لمحات حول مدينة «عفرين»، التي تعتبرها تركيا مركزا لهجمات الإرهابيين على حدودها.

تقع منطقة «عفرين»، على ضفتي نهر عفرين في أقصى شمال غربي سوريا، وهي محاذية لمدينة اعزاز من جهة الشرق، ولمدينة حلب التي تتبع لها من الناحية الإدارية من جهة الجنوب، وإلى الجنوب الغربي من البلدة تقع محافظة إدلب، وتحاذي الحدود التركية من جهة الغرب والشمال.

و«عفرين» منطقة جبلية تبلغ مساحتها نحو 3850 كيلومترا مربعا أي ما يعادل 2% من مساحة سوريا، ومنفصلة جغرافياً عن المناطق الأخرى التي يسيطر عليها الأكراد على طول الحدود مع تركيا، بحسب «بي بي سي».

يبلغ عدد سكان «عفرين» 523 ألفا و258 نسمة، حسب إحصائيات الحكومة السورية في عام 2012، لكن هذا العدد ارتفع بسبب حركة النزوح الداخلية من محافظة حلب والمدن والبلدات المجاورة ليصل إلى أكثر من مليون نسمة حسب ما تقول سلطات الإدارة الكردية القائمة هناك منذ فقدان حكومة «بشار الأسد» سيطرتها على المنطقة.

وتضم «عفرين» نحو 350 قرية وبلدة صغيرة وكبيرة من أهمها عفرين المدينة، وجندريسة وبلبلة وشية، وراجو وشرا.

وأقيم سد «17 نيسان» على نهر عفرين، منذ سنوات في منطقة ميدانكي، وتشكلت بحيرة خلف السد ما جعل المنطقة المحيطة بالبحيرة مركز اصطياف.

و«عفرين» مشهورة بإنتاج زيت الزيتون والحمضيات والكروم، إضافة الى وجود العديد من المواقع الأثرية مثل قلعة سمعان، وقلعة النبي هوري، وتل عين داره، والجسور الرومانية على نهر عفرين وجسر هره دره الذي بنته ألمانيا قبيل الحرب العالمية الأولى.

كما تمر سكة حديد قادمة من تركيا عبر منطقة «عفرين»، وتصل إلى مدينة حلب، وقد بنتها تركيا قبيل الحرب العالمية الأولى.

وكر الأكراد

وتفصل منقطة «عفرين»، بين مناطق سيطرة فصائل «درع الفرات» التي تدعمها تركيا في جرابلس، والباب، وأعزاز إلى الشرق من «عفرين»، ومحافظة إدلب في الغرب، وبالتالي فإن السيطرة التركية على «عفرين» تحقق تواصلا جغرافيا على جميع المناطق الحدودية الواقعة بين مدينة جرابلس غربي الفرات والبحر المتوسط، وبالتالي يعني القضاء على أي إمكانية لتحقيق التواصل الجغرافي بين المناطق الكردية؛ أي منع الأكراد من وصل مناطقهم ببعضها.

بالنسبة للأكراد، «عفرين» هي إحدى المقاطعات الكردية الثلاث في سوريا، والمحافظة عليها والدفاع عنها تعتبر مسألة وجودية بالنسبة لهم، ولن يتخلوا عنها بسهولة.

كما يطمحون إلى وصلها بالمناطق الكردية الأخرى حسب تصريحات القيادات الكردية في سوريا.

وسبق أن أعلن الرئيس السابق لحزب الاتحاد الديمقرطي «صالح مسلم»، أن وحدات حماية الشعب، قد تتدخل في محافظة إدلب للتصدي لما وصفها بالجماعات المتشددة.

وقال: «إدلب هي منطقة جغرافية مميزة بجبالها ووديانها وسهولها، ونحن سنكون على قدر المسؤولية في طرد جميع القوات الإرهابية منها».

ورغم تأكيد الولايات المتحدة التزامها الدفاع عن شركائها في قوات سوريا الديمقراطية، في المنطقة الواقعة غربي نهر الفرات، لكنها تجنبت الرد على الانتقادات العنيفة التي وجهها «أردوغان» وغيره من المسؤولين الأتراك لتعاون واشنطن مع وحدات حماية الشعب في سوريا.

هدف تركي

وتقول تركيا إن تنظيم «ي ب ك/ ب ي د/ بي كا كا»، شن خلال العامين ونصف الماضيين، من منطقة «عفرين» التي يسيطر عليها في سوريا، عدة هجمات على المخافر الحدودية التركية في ولايتي هطاي (10 هجمات) وكليس (هجومان)، أسفرت عن مقتل جنديين تركيين وإصابة جندي واحد.

وتقدر تركيا عدد عناصر التنظيم في منطقة عفرين ما بين 8 إلى 10 آلاف شخص، متخفين أغلبهم في التجمعات السكنية والمخابئ والخنادق.

وتوفر مدينة «عفرين»، دعما لوجستيا وموردا بشريا لمنظمة «بي كا كا» الإرهابية، وتعد مقرا لتدريبات عناصرها وفعالياتهم التنظيمية.

وتهدف تركيا، حسب وكالة «الأناضول»، من السيطرة على «عفرين»، إلى إزالة التهديدات الأمنية على الحدود التركية، وإخراج ولايتي هطاي وكليس من نيران تنظيم «ب ي د»، ومنع تسلل عناصر التنظيم إلى تركيا عبر جبال الأمانوس، فضلا عن غلق بوابة التنظيم إلى البحر المتوسط.

كما تسعى تركيا، بالسيطرة على المنطقة، إلى وقف تهديدات التنظيم للمناطق المحررة في إطار عملية درع الفرات، ووعلى مناطق خفض التوتر في محافظة إدلب.

ومؤخرا، أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية»، التي يشكل «حزب العمال الكردستاني» عمودها الفقري، النفير العام في كل مناطقها في حال تعرضت «عفرين» لهجوم عسكري من القوات التركية.

يذكر أن عددا كبيرا من قادة «وحدات حماية الشعب»، هم من أبناء منطقة «عفرين»، الذين يمثلون نحو ثلث القوات التي شاركت في تحرير مدينة الرقة من قبضة تنظيم «الدولة الاسلامية».

وعندما تصاعدت تهديدات تركيا ضد «عفرين» قبل مدة، أعلن الآلاف من هؤلاء المقاتلين استعدادهم للتوجه إلى عفرين للدفاع عنها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

عفرين تركيا أكراد هجمات إرهابيين سوريا