تركيا لأمريكا: تشكيل وحدة حدودية من الأكراد «مقابله خطير»

الأربعاء 17 يناير 2018 09:01 ص

حذر وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو»، نظيره الأمريكي «ريكس تيلرسون»، من خطورة «القوة الأمنية الحدودية» التي تخطط واشنطن لتشكيلها شمالي سوريا بالتعاون مع «قوات سوريا الديمقراطية»، التي يستخدمها تنظيم «ب ي د / بي كا كا» المصنفة كمنظمات إرهابية داخل تركيا.

جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها الوزير التركي، عقب لقاء جمعه، الثلاثاء، بـ«تيلرسون»، على هامش أعمال الاجتماع الوزاري الدولي حول الأمن والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، الذي انطلق، اليوم ذاته، في مدينة فانكوفر الكندية، بحسب وكالة «الأناضول» التركية.

وقال «جاويش أوغلو» إنه نقل إلى الوزير الأمريكي بكل وضوح مخاوف تركيا من تشكيل تلك القوة، مضيفا «تشكيل قوة كهذه، أمر من شأنه إلحاق الضرر بالعلاقات التركية الأمريكية بشكل لا رجعة فيه».

وذكر أنه أوضح للوزير الأمريكي خلال اللقاء، أن «هناك مشكلتين رئيسيتين تلحقان الضرر بالعلاقات الثنائية، وهما دعم الولايات المتحدة لتنظيم (ي ب ك) الإرهابي، ورفض واشنطن إعادة فتح الله غولن زعيم منظمة (غولن) الإرهابية».

وتابع «جاويش أوغلو» قائلا: «وبالإضافة إلى هاتين المشكلتين قلت له (تيلرسون) بشكل واضح وصريح، إن الوضع خطير للغاية، ويمثل خطوة من شأنها أن تعرض علاقاتنا للخطر بشكل كبير لا يمكن الرجوع فيه».

وعن رد الرئيس الأمريكي على تحذيراته قال «جاويش أوغلو»: «شدد تيلرسون على ضرورة عدم الاعتماد على الأخبار التي تنشرها الصحف (بشأن التحركات الأمريكية في سوريا) »، فرد «جاويش أوغلو» عليه مؤكدا له أن تلك الأخبار ليس مصدرها الصحف فحسب، وإنما تصريحات لبعض القادة الأمريكيين.

وتابع «جاويش أوغلو»: «قلت له إننا لا نرغب في وصول علاقاتنا إلى هذه الدرجة، لكن إذا حدث ذلك فسيكون هناك مقابل خطير جدا».

والأحد الماضي، قال المتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» العقيد «ريان ديلون»، إن «واشنطن بصدد تشكيل قوة أمنية حدودية شمالي سوريا قوامها 30 ألف مسلح، بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية».

وفي تصريحاته تطرق وزير الخارجية التركي إلى العملية المرتقب أن تنفذها القوات التركية في مدينة عفرين شمالي سوريا، وقال في هذا الصدد «سنرد على الهجمات التي يشنها إرهابيو (ي ب ك / بي كا كا) الموجودون في عفرين، ضد قواتنا الاستطلاعية في إدلب، وضد جنودنا في منطقة درع الفرات، وضد عناصر جيش سوريا الحر، وأيضا تلك التي تستهدف تركيا».

شرق الفرات

واستطرد الوزير التركي في السياق ذاته قائلا، «شددنا على ضرورة عدم معارضة أي جهة لما ستقوم به تركيا في هذا الشأن. فالتدابير التي نعتزم اتخاذها بحق (ي ب ك / بي كا كا) لن تكون مقتصرة على عفرين فحسب، فهناك منبج وشرقي الفرات أيضا».

ولفت الوزير إلى أن «الولايات المتحدة الأمريكية لم تفِ بوعودها السابقة بشأن عدم دعم تنظيم ي ب ك»، مشيرا إلى تصريح صادر من قبل عن الإدارة الأمريكية قالت فيه، «ي ب ك ليس شريكا استراتيجيا لنا، وإنما نتعاون معه في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية».

وأردف الوزير التركي قائلا «ما دام ليس شريككم الاستراتيجي، فلتكفوا عن تقديم الدعم له، واستعيدوا الأسلحة التي منحتوها له»، مضيفا: «قالوا لنا من قبل إن لديهم الأرقام التسلسلية لتلك الأسلحة، وإنهم سيجمعونها مرة ثانية».

ومضى بالقول «لدينا الكثير من الأسباب التي تجعلنا نشك في ذلك، ومنها أن الإدارة الأمريكية لم تفِ بوعودها في منبج، وكذلك الوعود التي قيلت لنا وللدول الغربية الأوروبية في الرقة لم يتم تنفيذها».

من جهة أخرى، أوضح «جاويش أوغلو» أنه التقى وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، مساء الاثنين، وأنهما تناولا الأزمة السورية، ومسألة الوحدات الأمنية الحدودية، والعملية العسكرية التركية المرتقبة في عفرين.

وذكر «جاويش أوغلو» أن «وزير الدفاع الأمريكي طلب منا عدم تصديق الأخبار التي تنشر بخصوص تكوين جيش شمالي سوريا»، مشددا على أنه «يتابع الأمر بنفسه، وسيبقى على اتصال معنا».

وأمس الثلاثاء، أكد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، رفض بلاده المطلق لتشكيل «قوة أمنية حدودية» شمالي سوريا، عمادها مسلحو تنظيم «ب ي د/بي كا كا»، وذلك في اتصال هاتفي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو»، «ينس ستولتنبرغ».

وخلال المحادثة، أكد «أردوغان» أن بلاده «ستتخذ كافة التدابير الضرورية من أجل الحفاظ على أمنها القومي في إطار حقوقها النابعة من القانون الدولي في مواجهة التطورات الأخيرة في سوريا».

ولفت إلى أن بلاده «ستواصل التوضيح للمسؤولين الأمريكيين على كافة المستويات، عن أنها لن تبقى متفرجة حيال تشكيل قوة إرهابية على الجانب الآخر من حدودها».

وكان الرئيس التركي رجب طيب قد توعد بأن قوات بلاده «ستدمر قريبا أوكار الإرهابيين في سوريا، بدءاً من مدينتي عفرين ومنبج، بريف محافظة حلب الشمالي».

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

جاويش اوغلو العلاقات التركية الأمريكية قوات سوريا الديموقراطية معركة عفرين تيلرسون