أمرت محكمة عسكرية إسرائيلية، للمرة الخامسة بتمديد اعتقال الطفلة الفلسطينية «عهد التميمي» (16 عاما)، لحين انتهاء محاكمتها.

وقال القاضي العسكري لمحكمة عوفر العسكرية: «لم أجد بديلا سوى الأمر باحتجازها لحين انتهاء الإجراءات (القضائية)»، موضحا أن «خطورة الجرائم التي اتهمت بها لا تسمح بأي بديل لاحتجازها»، حسب وكالة «فرانس برس».

من جانبه، اتهم والد «عهد»، المحكمة الإسرائيلية بالتساوق مع الحكومة الإسرائيلية، من خلال «تعمد التضييق على ابنته وزوجته، وزيادة معاناتهما»، عبر سياسة تمديد الاعتقال لفترات قصيرة.

وقال «باسم التميمي»، إن عملية تمديد اعتقال ابنته وزوجته «ناريمان» عدة مرات، لفترات قصيرة، خلال الفترة الماضية، يهدف إلى «زيادة معاناتهما خلال النقل من السجن للمحكمة، والعكس، وللتضيق على العائلة»، بحسب وكالة «الأناضول».

وأضاف أن «عملية نقل الأسير من وإلى السجن هي «عملية قاسية»، تستغرق عدة ساعات في مركبات يطلق عليها «البوسطة».

وأشار إلى أن الأسير يتعرض للتفتيش والإهانة، والاحتجاز لعدة ساعات وهو مقيد الأطراف.

وقال: «كان بإمكان القاضي أن يؤجل المحكمة لفترة أطول، ولكن، لكونه جزء من منظومة الاحتلال يتعمد عملية التمديد لفترات قصيرة».

ولفت إلى أن السلطات الإسرائيلية تحاول «كسر إرادة عائلته في مقاومة الاحتلال»، مضيفا: «تلك الإجراءات لن تزيدنا إلا قوة في مواجهة الاحتلال الغريب عن بلادنا».

وفجر 19 ديسمبر/كانون الأول 2017، اعتقلت القوات الإسرائيلية «عهد»، بعد انتشار مقطع فيديو يظهرها وهي تطرد جنديين إسرائيليين من ساحة بيتها في قرية النبي صالح، شمال رام الله.

وبين مقطع الفيديو «عهد» وهي تركل أحد جنود الاحتلال بقدمها، وترفع يدها لتصفع وجهه من دون أن تصله؛ ما أثار غضب المتابعين للمشهد في (إسرائيل)، الذين اعتبروا ذلك «إهانة لجيشهم».

وعلى خلفية ذلك، تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي «أفيغدور ليبرمان»، بالقبض على الطفلة الفلسطينية ومعاقبتها، ومعاقبة كل من ظهر معها في الفيديو وهو يقاوم جنوده، وهو ما تم بالفعل.

وفي اليوم الثاني، 20 من ديسمبر/كانون الأول، اعتقلت القوات الإسرائيلية «نور التميمي» (21 عاما)، ابنه عم «عهد»، لظهورها في مقطع الفيديو ذاته، إلا أن الاحتلال أخلى سبيل «نور» في 4 من يناير/كانون الثاني الجاري بكفالة مالية لحين محاكمتها.‎

بدورها، أعربت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، عن قلقها بشأن اعتقال السلطات الإسرائيلية للفتاة الفلسطينية «عهد».

وقال «إستيفان دوغريك»، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة خلال مؤتمر صحفي عقده بنيويوك: «نحن نولي اهتماما عندما يتعلق الأمر باعتقال الأطفال، وهذا أمر واضح في موقفنا اليوم».

وأضاف: «نحن قلقون إزاء اعتقالها (عهد)، لأن الناس ينبغي أن يكون لديهم الحق في التعبير».

وجدد «دوغريك» تأكيده على موقف الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريش»، بشأن مدينة القدس، معتبرا أن «قضية القدس تقع ضمن قضايا الحل النهائي التي ينبغي التفاوض بشأنها بين الفلسطينيين و(إسرائيل)».