أبرم حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الأربعاء، مع وزارة الدفاع القطرية اتفاقية حول تعزيز التعاون بين الجانبين في مجال الأمن.

وقال «الناتو»، في بيان نشره على موقعه الرسمي، إن التوقيع جرى من قبل رئيس قسم التعاون العسكري الدولي في وزارة الدفاع القطرية العميد «طارق خالد العبيدي»، ونائبة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، «روسا غوتيمولير»، لافتا إلى أن الجانبين أكدا، خلال مراسم إبرام الاتفاق، على «أهمية التعاون بين الناتو وقطر في إطار مبادرة إسطنبول للتعاون».

وأوضح بيان «الناتو»: «هذا الاتفاق في مجال الأمن يمنح قاعدة لحماية عملية تبادل المعلومات السرية، بالتوافق مع المبادئ المصدقة عليها من قبل جميع الدول الأعضاء الـ29 في الحلف».

وأشار إلى أن «مثل هذه الاتفاقات يجري التوقيع عليها من قبل الدول الشركاء للناتو التي ترغب في خوض التعاون مع الحلف».

وبين أن «جميع الدول الـ4، المشاركة في مبادرة إسطنبول للتعاون، وهي البحرين والكويت وقطر والإمارات، أبرمت بالتالي اتفاقات منفردة مع الناتو».

وقال البيان إن «هذا الأمر يتيح تطبيق البرامج المنفردة للشراكة والتعاون بصورة أكثر فاعلية لدول مبادرة اسطنبول مع الناتو».

ومن شأن هذا الاتفاق أن يدعم موقف قطر في الأزمة الخليجية المندلعة منذ يونيو/حزيران الماضي، عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها بالدوحة واتهمتها بدعم الإرهاب، وهو ما نفته الأخيرة بشكل قاطع.

ومنذ اندلاع تلك الأزمة، بدأت الدوحة في اتخاذ خطوات عملية عدة من شأنها توسيع شبكة علاقاتها في المجالات العسكرية مع دول عدة، بينها تركيا وبريطانيا وأمريكا وفرنسا.

وتم تدشين «مبادرة إسطنبول للتعاون» عام 2004؛ ومثلت نقلة نوعية في طبيعة ومضمون وأبعاد التعاون متعدد الأطراف بين دول خليجية من جهة والغرب بصفة عامة، وبينها وبين الدول الأوروبية على نحو خاص.

وجاءت الشراكة الاستراتيجية بين حلف «الناتو» ودول خليجية متمثلة في مبادرة إسطنبول، استنادا إلى مجموعة من الاعتبارات التي تعكس رغبة كلا الطرفين في تأمين مصالحهما على نحو يلائم طبيعة التطورات التي لحقت بالنظام الدولي، والتفاعلات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط عموما، لاسيما في أعقاب انتهاء الحرب الباردة مطلع تسعينات القرن الماضي، وما أفرزته هذه التطورات من تداعيات هيكلية وتغييرات جوهرية، دوليا، وإقليميًا، وخليجيا.