هاجم عدد من نواب مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) رئيس البلاد «حسن روحاني»، على خلفية تصريحات وصفوها بأنها «ميكافيلية» تحدث فيها عن إمكانية توجيه الانتقادات للجميع في أي وقت، حتى في وقت ظهور «الإمام المهدي»، وهو الإمام الثاني عشر عند الشيعة، والذي يفترض أن يظهر عند اقتراب يوم القيامة، وفقا لمعتقدات المذهب المطبق في إيران.

وقالت وكالة «مهر» الإيرانية شبه الرسمية، إن 24 نائبا وجهوا إخطارا إلى «روحاني» في ختام الجلسة العلنية لمجلس الشورى، الثلاثاء، حول تصريحاته المتعلقة بـ«الأئمة المعصومين».

ونقلت الوكالة عن رئيس اللجنة الثقافية البرلمانية، «أحمد سالك»، قوله إنه قدم، إلى جانب 23 نائبا، إخطارا إلى رئيس الجمهورية، أعلنوا أنه «في الظروف الراهنة التي يسود فيها الركود الاقتصادي، فإن عليكم اتخاذ إجراءات جادة لحل مشاكل المياه والبطالة والإنتاج الوطني والفقر، والتصدي لإجراءات الحظر الأمريكية الأخيرة.. لا أن تقوم بنقد الأئمة المعصومين».

وانتقد الإخطار تصريح «روحاني» الذي قال فيه: «الجميع يمكن انتقادهم، ونحن في بلد لا يوجد فيه معصوم، وإذا ظهر الإمام المهدي، فإنه يمكن الانتقاد في ذلك الوقت أيضا».

وقال الإخطار: «نطلب التخلي عن البرامج الميكافيلية، وصرف الأنظار عن القضايا الرئيسية والتلاعب بمعتقدات الشعب، وأنت (روحاني) تعلم جيدا أن ثورتنا الإسلامية قائمة على أساس العقائد الإسلامية والقرآنية وأهل البيت».

يشار إلى أن «روحاني» كان قد أدلى بالكثير من التصريحات التي تحض على حق توجيه الانتقادات، وخاصة خلال الأسابيع الماضية التي شهدت موجة احتجاج في إيران.

وخرج متظاهرون إيرانيون إلى الشوارع في 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي للاحتجاج على الأوضاع الاقتصادية وسياسات طهران في الشرق الاوسط والمؤسسة الدينية في البلاد.

وخلفت الاضطرابات التي انتشرت في عدة مدن واستمرت أيام قبل أن تهدأ، نحو 50 قتيلا وعشرات المصابين، حسب المعارضة الإيرانية.

وتطبق إيران رسميا المذهب الشيعي الذي يؤمن بوجود 12 إماما معصوما بعد النبي «محمد» يظهر آخرهم عند اقتراب يوم القيامة، وفقا لمعتقدات المذهب، وتعتبر النظرية السياسية الحاكمة في إيران المرشد نائبا للإمام حتى فترة ظهوره.