برلماني سوداني: نثق بتركيا والنظام المصري «خائن»

الجمعة 19 يناير 2018 01:01 ص

أكد البرلماني والسياسي السوداني، «الطيب مصطفى»، على ثقة بلاده بتركيا، متهما نظام الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» بالخيانة.

وجدد «مصطفى»، وهو رئيس لجنة الإعلام بالبرلمان السوداني ورئيس حزب «منبر السلام العادل»،  في مقابلة مع «الأناضول»: «نثق بتركيا أكثر مما نثق بكل الدول الأخرى، التي منحت قواعد عسكرية بالمنطقة العربية».

وأضاف: «إذا أقيمت قاعدة عسكرية تركية في جزيرة سواكن (السودانية على البحر الأحمر)، فأنا على المستوى الشخصي لا أرى مانعا في ذلك البتة، وأؤيد ذلك بشدة».

وتساءل مستنكرا: «وماذا يعني إذا مُنحت تركيا جزيرة سواكن.. هل ستكون مثل القواعد العسكرية التي أعطيت إلى أمريكا، وهي العدو وتنتشر في كل مكان؟!».

وزار الرئيس «أردوغان»، سواكن، في 25 ديسمبر/كانون الأول الماضي، واتفق مع نظيره السوداني «عمر البشير» على إعادة إعمار الجزيرة التاريخية وتنميتها.

وانتقدت بعض وسائل الإعلام العربية هذا الاتفاق، معتبرة أن الوجود التركي في البحر الأحمر يمثل تهديدا للأمن العربي، الأمر الذي فندته الخرطوم، نافية وجود أي بعد عسكري للاتفاق.

وتابع «مصطفى»: «إنهم لا يحتجون إذا كانت أمريكا تدخل وتخرج في كل المنطقة العربية، لكنهم يحتجون إذا جاءت تركيا.. لكننا نثق بها بعد أن جاء أردوغان بمرجعيته الإسلامية».

وأكد البرلماني السوداني على أن «السودان يتعاون مع تركيا وفق مرجعة إسلامية وسودانية تتسق مع تركيا في عهد أردوغان؛ فالأمر ليس مصالح وحسب».

وأضاف: «نعول على الرئيس التركي كثيرا، وهو الذي يقود الآن العالم الإسلامي لكي يتصدى للمؤامرات التي تحاك ضد الإسلام».

وعن توتر العلاقات مع الجارة مصر، بسبب ملفات خلافية، أبرزها اتهام القاهرة للخرطوم بدعم موقف أديس آبابا بشأن سد النهضة الإثيوبي، قال «مصطفى»: «موقف السودان صحيح؛ لأنه اتخذ موقفه بناء على مصلحته، وليس لفائدة دولة أخرى، وهذا شيء طبيعي».

وأضاف: «السد سيخدم السودان، ولا يعنينا إذا أحدث بعض المشكلات لدولة أخرى.. صحيح أننا لا نريد أن يحدث أي ضرر لمصر، فهو بلد شقيق والشعب المصري يعنينا جدا، لكن إذا كانت مصلحة السودان في ذلك، لا ينبغي أن نحاسب إذا وقفنا مع السد».

وتابع: «لا أعتقد أن سد النهضة سيلحق ضررا كبيرا بمصر، وعلى كل حال لا نريد الإضرار بها؛ لأن مصر هي أرض الأنبياء».

واستدرك: «الأرض محايدة، يمكن أن يأتيها الصالح والطالح، كان فيها (مصر) إبراهيم ويوسف وموسى (أنبياء الله)، والآن فيها السيسي، ويمكن أن تنحط الأرض بانحطاط من يحكمها، وترتفع بارتفاعه».

وأكد على وقوف الخرطوم إلى جانب الشعب المصري وليس نظامه، قائلا: «الشعب المصري وقف مع صلاح الدين الإيوبي لتحرير القدس وطرد الصليبيين، لذلك نحن نقف مع مصر الأرض والشعب، وليس مع مصر النظام، عندما يكون النظام خائنا».

وإضافة إلى ملف السد، ثمة ملفات خلافية أخرى بين القاهرة والخرطوم، في مقدمتها النزاع على مثلث «حلايب وشلاتين وأبو رماد» الحدودي، واتهام السودان لمصر بدعم متمردين سودانيين، وهو ما نفته القاهرة مرات عديدة.

واستدعت الخرطوم في الرابع من يناير/كانون الثاني الجاري سفيرها لدى القاهرة، «عبدالمحمود عبدالحليم»، بغرض التشاور.

ودعا الرئيس السوداني، الخميس قبل الماضي، إلى إحياء فضيلة الجهاد، مؤكدا استعداد قواته لصد عدوان المتربصين والمتآمرين والمتمردين، في إشارة إلى مصر وحليفتها إريتريا، بعد أنباء عن تحركات عسكرية للبلدين قرب الحدود السودانية.

واتفق السودان وإثيوبيا أخيرا على نشر قوة مشتركة لتأمين الحدود بينهما، إضافة إلى حماية سد النهضة، الذي تبنيه إثيوبيا بالقرب من الحدود السودانية.

  كلمات مفتاحية

السودان تركيا سواكن أردوغان الطيب مصطفى سد النهضة حلايب وشلاتين