اهتمت الصحف المصرية الصادرة صباح السبت بإعلان كل من الرئيس المصري الحالي «عبدالفتاح السيسي» ورئيس أركان الجيش الأسبق «سامي عنان» ترشحهما للانتخابات الرئاسية المقررة في مارس/آذار 2018.

وفيما يتعلق بالانتخابات أيضا، أبرزت صحف القاهرة أنه في صبيحة فتح باب الترشح لـ«رئاسيات 2018» يعد «السيسي» هو المستوفي الوحيد للشروط وعدد التوكيلات اللازمة للترشح لفترة رئاسية ثانية.

ونفت الصحف أن تكون كلمة رئيس الوزراء الإثيوبي خلال زيارته لمصر قد بددت المخاوف بشأن حصة مصر من مياه النيل بعد بناء «سد النهضة»، وأعلنت عن بدء حملة أمنية موسعة لضبط الشارع في ذكرى ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، كما أعلنت عن وفاة شخص وإصابة 45 في موجة طقس سيئة ضربت البلاد، وأدت أيضا إلى غلق موانئ وانقطاع الكهرباء في عدد من القرى والمدن.

«السيسي» مرشحا: هتتعبوا معايا

وأبرزت صحيفة «أخبار اليوم» إعلان «السيسي»، الجمعة، ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في نهاية الجلسة الختامية لمؤتمر «حكاية وطن».

وقال «السيسي» في كلمته: «اليوم وأنا أسترجع اللحظات الفارقة التي مرت بنا وأستحضر في ذهني كم التحديات الجسام التي تواجه الوطن وحجم الطموحات والتطلعات التي نريدها لبلدنا أجد نفسي أقف مرة أخري حائرا أمام ضميري الوطني وأقول لكم بصراحة وشفافية التي تعودنا عليها راجيا أن تسمحوا لي وتتقبلوا ترشحي لمنصب رئيس الجمهورية ونيل ثقتكم مرة أخرى لفترة رئاسية ثانية».

ومازح «السيسي» الحضور، قائلا «زي ما قلت لكم المرة اللي فاتت؛ لو كان فيه إرادة إلهية.. هتتبعوا قوي معايا (إذا نجحت في الانتخابات المقبلة)، هتتعبوا عشانها (أي من أجل مصر)، هذا حقها علينا أن نأكل من جوعنا ونشرب من عطشنا.. لغاية ما نخليها أمة ذات شأن».

وقبل أن يعلن «السيسي» قرار ترشحه، استعرض على مدار عدة جلسات خلال المؤتمر كافة الإنجازات التي شهدت مصر في كل المجالات خلال فترة رئاسته التي استمرت 4 سنوات.

«عنان» يغازل الجيش

في المقابل، تناولت صحيفة «الأهرام» إعلان الفريق «سامي عنان»، ترشحه رسميا في انتخابات الرئاسة المقررة في مارس/آذار المقبل، مطالبا مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية بالوقوف على الحياد في السباق الرئاسي.

وأرجع «عنان»، قراره الترشح للانتخابات الرئاسية، إلى تردي أوضاع الشعب المصري التي قال إنها «تزداد سوءا يوما بعد يوم نتيجة سياسات خاطئة حملت القوات المسلحة وحدها مسؤولية الإدارة، دون تمكين القطاع الخاص من القيام بدوره في تسيير أمور الدولة».

ولفت في كلمة نشرها على صفحته بـ«فيسبوك»، إلى أن السياسات الخاطئة حملت الجيش وحده مسؤولية المواجهة، دون سياسات رشيدة تمكن القطاع المدني بالدولة من القيام بدوره متكاملا، لاستئصال الأمراض الخبيثة من جسد الدولة المصرية.

وخاطب «عنان» المصريين بالقول: «أيها الشعب المصري السيد في الوطن السيد»، مضيفا: «مرت سنوات عصيبة بلادنا، تآكلت فيها قدرة الدولة المصرية على التعامل مع ملفات الأرض والمياه، وإدارة موارد الثروة القومية، وعلى رأسها المورد البشري».

وفي السياق ذاته، يعقد حزب مصر العروبة اجتماعاً لمكتبه السياسي اليوم، لبحث مستجدات خوض السباق الرئاسي، وقال الأمين العام للحزب  «سامي بلح»، إن الاجتماع يناقش آخر استعدادات الحزب لخوض انتخابات الرئاسة، وحصر أعداد التوكيلات التي جمعها الحزب وقواعده بالمحافظات، كنماذج لتأييد الترشح لانتخابات الرئاسة.

«السيسي» المستوفي الوحيد

ونقلت صحيفة «الشروق» عن مصادر قضائية لم تكشف عنها قولها إن عدد التوكيلات الموثقة التي حررها مواطنون في مكاتب الشهر العقاري لتأييد مرشحين للانتخابات الرئاسية تجاوزت 600 ألف توكيل.

وأشارت تلك المصادر إلى أن «السيسي» يعد هو المرشح الرئاسي الوحيد المستوفي للشروط –حتى الآن- للترشح للانتخابات الرئاسية، وذلك لأن عدد التوكيلات البرلمانية المشروطة تخطت حاجز الـ20 نائبا بكثير، حيث أيده ما يزيد على 520 نائبا.

كما أن التوكيلات الشعبية التي حررها له المواطنون تخطت الـ25 ألف توكيل، موزعة على 15 محافظة، بما يزيد على ألف توكيل لكل منها.

ومن المقرر أن تبدأ الهيئة الوطنية للانتخابات، السبت، تلقي أوراق الترشح للانتخابات الرئاسية، الذي يستمر حتى 29 يناير/كانون الثاني الجاري، حسب الجدول الزمني للسباق الرئاسي، الذي ينطلق التصويت خلاله للمصريين في الخارج 16 مارس/آذار المقبل، وفي الداخل 26 مارس/آذار المقبل.

وتستمر الهيئة في تلقي أوراق راغبي الترشح يوميا بمقر الهيئة بشارع قصر العيني بالقاهرة، منذ 9 صباحًا وحتى 5 مساءً، عدا اليوم الأخير حتى 2 ظهرا، على أن يتم إعلان القائمة المبدئية لأسماء المرشحين، وأعداد استمارات التزكية من أعضاء مجلس النواب، واستمارات التأييد من المواطنين، لكل منهم، ونشرها بالجريدة الرسمية 31 يناير/كانون الثاني الجاري، قبل بدء مرحلة تقديم الطعون وفحصها لإعلان القائمة النهائية.

«ديسالين» يغادر.. والمخاوف باقية

ونقلت صحيفة «المصري اليوم» عن دبلوماسيين مصريين قولهم إن رئيس الوزراء الإثيوبي «هيلي ميريام ديسالين» حاول أثناء زيارته للقاهرة وخلال المؤتمر الصحفي مع «السيسي» طمأنة الشعب المصري على حقوقة التاريخية في نهر النيل، لكنهم ذكّروا بأن ذلك هو أسلوب السياسة الإثيوبية، دون أن يسفر ذلك عن واقع حقيقي يتم تنفيذه في إجراءات حقيقية الفترة المقبلة.

واعتبروا أن الهدف الرئيسي من الزيارة وهو قضية «سد النهضة» لم يتحقق منه شيء؛ لأنه لم يصل لمصر أي رد بخصوص الاقتراح المصري المقدم للجانبين الإثيوبي والسوداني بخصوص إشراك البنك الدولي كحكم يحل محل المكتب الاستشاري والذي فشلت المفاوضات بخصوصه، أو حتى القبول بالتقرير الاستهلالي الذي سلمه المكتب الفني للأطراف الثلاثة.

وغادر «ديسالين»، القاهرة، صباح الجمعة، بعد زيارة استمرت يومين، بحث خلالها مع «السيسي»، عددا من الوضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، على رأسها تطورات بناء سد النهضة الإثيوبي، وحالة الجمود التي تعتري مسار إتمام الدراسات الفنية لتأثيرات السد، إلى جانب إقامة منطقة صناعية مصرية، ودعم استثمارات القطاع الخاص في إثيوبيا.

خطة أمنية لـ«25 يناير»

وكشفت صحيفة «الوطن» عقد عدد من قيادات وزارة الداخلية، اجتماعات موسعة مع ضباط الإدارات المختلفة، أمس، لوضع الخطط الأمنية الموسعة، لفرض الأمن على مستوى الجمهورية، وتأمين جميع المنشآت الحيوية في البلاد، «تحسبًا لأي أعمال تخريب في ذكرى الاحتفالات بثورة 25 يناير وعيد الشرطة.

وقالت مصادر أمنية -رفيعة المستوى- أن الإجراءات القانونية للتصدي لأي تظاهرة دون تصريح تسري كذلك على أي محاولات أو «تحايل» للتظاهر، حتى وإن كانت تلك المحاولات من خلال السلاسل البشرية، وذلك وفق القانون الذي ينظم حالات التجمهر، وقانون الطوارئ الساري بالبلاد.

كان «خالد علي»، المرشح الرئاسي المحتمل في انتخابات رئاسة الجمهورية، دعا إلى تنظيم «سلسلة بشرية ترفع صور الشهداء»، لتحرير نماذج تأييد ترشحه في انتخابات رئاسة الجمهورية، في مكاتب الشهر العقاري، على أن يتمّ تسليمها يوم 25 يناير، وتبدأ من مقر الحملة وتنتهي عند مقر الهيئة الوطنية للانتخابات.

مصرع مواطن وإصابة 45

وقالت صحيفة «المصري اليوم» إن محافظة القاهرة وسائر محافظات البلاد شهدت، أمس، طقسًا سيئاً، أسفر عن مصرع شخص، وإصابة 45 آخرين في حوادث طرق بسبب الشبورة الكثيفة، وأدى إلى إلغاء رحلات البالون الطائر، وسقوط أشجار وانقطاع الكهرباء.

كما أعلنت هيئة الموانئ حالة الطوارئ القصوى، وتم إغلاق موانئ شرم الشيخ والسويس والزيتيات، وإعادة فتح ميناء نويبع البحري واستئناف الحركة الملاحية بعد تحسن الأحوال الجوية، بينما تسبب السيئ في انقطاع الكهرباء بالقليوبية، وأعلن المحافظ، اللواء «محمود عشماوي»، رفع حالة الطوارئ.