«ن. تايمز»: أمريكا ستحول قنصليتها بالقدس إلى سفارة مطلع 2019

السبت 20 يناير 2018 08:01 ص

قال مسؤولون أمريكيون كبار، إن إدارة الرئيس «دونالد ترامب»، تتحرك بشكل أسرع مما كان متوقعا لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس بحلول عام 2019، عبر تحويل قنصليتها هناك إلى سفارة، وذلك على الرغم من إصرارها الشهر الماضى على أن هذه الخطوة لن تحدث حتى نهاية فترة الرئيس الحالي بنهاية عام 2020.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن واشنطن لم تعد مهتمة بتخفيف الصدمة السياسة التي أدت لتظاهرات واسعة في داخل فلسطين والعالم العربي بشكل أثار الشكوك حول «ترامب» كعراب سلام نزيه.

وأشارت الصحيفة إلى طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، فكرة حول نقل سريع للسفارة يوم الأربعاء الماضي عندما قال للصحفيين إنه سيتم نقلها «في غضون عام» وهو ما يناقض ما قاله «ترامب» بعد ذلك بساعات عندما قال: «لا نقوم في الحقيقة بالعمل على هذا».

وبحسب الصحيفة، لم يتضح بعد ما إذا كان مستشارو «ترامب» قد أطلعوه على الجدول الزمنى الجديد حتى يوم الخميس، وقال المسؤولون الأمريكيون إن «ترامب» كان يشير إلى بناء مجمع سفارة جديد تماما فى القدس توقع وزير الخارجية «ريكس تيلرسون» أنه سيكتمل «ربما ليس قبل 3 سنوات، وهذا طموح جدا».

لكن وزارة الخارجية الأمريكية استقرت بعد ذلك، بحسب «نيويورك تايمز»، على خطة أكثر تواضعا لتحويل مبنى قنصلي قائم في حي أرنونا، بالقدس الغربية، إلى مقر للسفارة، ومن شأن ذلك أن يقلل من تكلفة المشروع وأن يسمح للسفير «ديفيد فريدمان» وطاقمه بالانتقال إلى هناك في وقت مبكر من العام المقبل

والمبنى المشار إليه هو قنصلية الولايات المتحدة في القدس الغربية، ويعتقد الكثيرون أن هذا المبنى القنصلي، الذي أنجز قبل عدة سنوات ويخدم المواطنين الأمريكيين في هذه المنطقة والفلسطينيين الباحثين عن التأشيرة، يمكن أن يكون موقع سفارة الولايات المتحدة في القدس.

وكشفت الصحيفة أن توقيت نقل السفارة أثار توترا بين «تيلرسون» والبيت الأبيض، فقد دفع «فريدمان» الذي عمل محاميا لـ«ترامب» في اتجاه نقل السفارة هذا العام ولقي دعما من «جاريد كوشنر» صهر الرئيس والمسؤول عن ملف ما يسمى «صفقة القرن»، لكن وزير الخارجية طلب في مقابلة من الرئيس يوم الخميس مزيدا من الوقت من أجل تحديث المبنى والتأكد من سلامته والإجراءات الأمنية فيه، ووافق «ترامب» على ذلك بالفعل.

وقال مساعد وزير الخارجية لشؤون الدبلوماسية العامة «ستيفن غولدستين»: «ما لاحظناه أن وزير الخارجية يريد مزيدا من الوقت بدافع أمني حتى تهيئة المبنى بشكل جيد وليس بدافع سياسي».

ووفق الصحيفة، يقع حي أرنونا قرب الخط الأخضر الذي كان بمثابة حدود إسرائيل من عام 1949 إلى حرب الأيام الستة عام 1967.

ويستخدم المبنى اليوم لإصدار التأشيرات وتقديم الخدمات القنصلية للمواطنين الأمريكيين إلا أنه بحاجة لتحصين حتى يستطيع السفير القيام بعمليات ومهمات سرية فيه، رغم أنه مبنى حديث وبأمن جيد أفضل من السفارة في تل أبيب.

وقال المسؤولون إن البحث عن مكان للسفارة الجديدة وبناءها يحتاجان إلى ستة أعوام بكلفة ما بين 600 مليون إلى مليار دولار، إلا أن الخبراء القانونيين قالوا إنه لا شيء في قانون 1995 يحظر على الولايات المتحدة تعليق لافتة على القنصلية الأمريكية في القدس وتسميتها سفارة، فبعد سقوط الاتحاد السوفييتي فتحت الولايات المتحدة وعلى عجل سفارات في مبان مؤقتة في عواصم الدول المستقلة حديثا.

ويرى المسؤولون الأمريكيون أن نقل السفارة سريعا قد يكون مهما لـ«ترامب» الذي يواجه انتخابات مهمة في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، خاصة أن قراره لقي دعما كبيرا لدى القاعدة الإنجيلية والمتشددين الأمريكيين الداعمين لإسرائيل مثل شيلدون أديلسون، الملياردير المعروف.

يذكر أن الرئيس الأمريكي أعلن، يوم 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي، اعتراف الولايات المتحدة رسميا بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل) وأوعز بنقل السفارة الأمريكية من (تل أبيب) إلى المدينة المقدسة، في خطوة مخالفة لجميع قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالصفة القانونية للقدس.

وتسبب قرار الرئيس الأمريكي بشأن القدس بموجة غضب في العالمين العربي والإسلامي، كما رفضته معظم الدول الغربية.

وعلى خلفية استخدام الولايات المتحدة حق الفيتو ضد مشروع القرار الذي قدمته مصر في مجلس الأمن الدولي لإدانة إعلان «ترامب»، رفعت تركيا واليمن هذه الوثيقة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وصوتت الأغلبية الساحقة من أعضائها (128 دولة)، في 21 من ديسمبر/كانون الأول، لصالح المشروع.

  كلمات مفتاحية

القدس ترامب السفارة قنصلية أمريكا إسرائيل