«ن. تايمز» تكشف أسرارا جديدة عن إقالة «السيسي» لرئيس مخابراته

السبت 20 يناير 2018 12:01 م

كشفت صحيفة «نيويورك تايمز»، في تقرير لها أسرار جديدة حول إقالة الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، رئيس مخابراته وأحد أبرز المقربين منه اللواء «خالد فوزي»، قبل أيام، مشيرة إلى أن الإقالة المفاجئة وغير المتوقعة تثبت أن «السيسي» مستعد للتضحية بأي شخص مقابل مصلحته.

ولفتت في الوقت نفسه إلى أنه من المرجح أن يكون «محمود» نجل «السيسي» الذي يشغل منصبا في جهاز المخابرات له دور في تلك الإقالة، متوقعة أن يكون لـ«محمود» دور مؤثر في الجهاز خلال الفترة المقبلة، لا سيما أنه رافق «فوزي» مرة على الأقل خلال زيارته إلى واشنطن؛ للقاء مسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما».

تقرير الصحيفة قال إنه «قبل ثلاثة أشهر كان للسيسي ثلاثة مستشارين مقربين له: قائد الجيش (وزير الدفاع الحالي صدقي صبحي)، ورئيس المخابرات (فوزي- المقال قبل يومين)، ورئيس هيئة الأركان (محمود حجازي الذي أقيل قبل أشهر)، ولم يبق منهم إلا واحد (الأول)».

وأشارت الصحيفة إلى أن بيان إقالة «فوزي» الذي قاد المخابرات المصرية منذ عام 2014، وقام بجهود لإحياء المؤسسة بعد فشلها في التكهن باندلاع ثورة يناير/كانون الثاني عام 2011، لم يتضمن أي سبب للعزل، الذي جاء متعجلا بكل المقاييس، وبشكل غير مرتب، والدليل على ذلك هو اختيار «السيسي» مدير مكتبه «عباس كامل» ليشغل المنصب بشكل مؤقت.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن عزل «فوزي» يأتي في ضوء التحقيق الجنائي في التقرير الذي نشرته «نيويورك تايمز»، حول تسريبات صوتية لضابط في المخابرات، يوجه فيه إعلاميين بدعم قرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهو موقف يتناقض مع الموقف المصري المعلن برفض القرار.

وبينت أن القرار يأتي أيضا في وقت يستعد فيه «السيسي» لخوض انتخابات الرئاسة، وقبل أيام من زيارة نائب الرئيس الأمريكي «مايك بينس»، التي كانت مقررة الشهر الماضي، لكنها أجلت بعد قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، غير أنها ستبدأ اليوم.

وفي الوقت نفسه ذهبت الصحيفة إلى أن التحدي الأكبر للرئيس المصري هو سياسته الخارجية، حيث قامت المخابرات المصرية تحت قيادة «فوزي» بإعادة ممارسة نفوذها، وعلى حساب وزارة الخارجية في بعض الأحيان، فأدت دورا في المصالحة بين حركتي حماس وفتح، ودورا فيما يتعلق بالعلاقة مع الولايات المتحدة، وأكدت دورها بصفتها طرفا في الخلاف المصري مع إثيوبيا حول سد النهضة، الذي تقيمه أديس أبابا على نهر النيل.

وبينت أنه في الوقت ذاته ثار خلاف حاد مع إثيوبيا التي تبني سدا بقيمة 4.8 مليار دولار سيكتمل العام المقبل، وتخشى مصر أن يؤثر على حصتها من مياه النيل، حيث تحدث  «السيسي» في مؤتمر صحفي يوم الخميس، بعد لقاء مع رئيس الوزراء الإثيوبي «هيلي مريام ديسالين»، عن «قلق بالغ» لعدم إحراز تقدم.

الصحيفة الأمريكية، أكدت أنه بصرف النظر عن الصداع الذي يمثلة سد النهضة والجدل حول القدس للرئيس المصري، إلا أن إقالة رئيس المخابرات تثبت أن الرجل مستعد للتضحية بأي شخص مهما كان مقربا منه إذا وقف في مصلحته.

وفي هذا الصدد أشارت إلى عزل «السيسي» في أكتوبر/تشرين الأول الماضي لرئيس الأركان «محمود حجازي»، والذي كان مثيرا للدهشة، لأنه ليس مجرد مقرب منه ولكنه تربطهما أيضا علاقة نسب، غير أنها لم تشفع له.

ونقلت الصحيفة عن «أندور ميللر»، عضو منظمة مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط، قوله إن «بعض المسؤولين الأمريكيين وجدوا صعوبة في العمل مع فوزي؛ بسبب دعمه الإجراءات القاسية ضد منظمات الإغاثة الأجنبية في مصر، واعتبر أن مشكلات مصر هي نتيجة للتدخلات الأجنبية، كما كان فوزي متقلبا ومتآمرا بطبعه، ويخفي مشاعر معادية لأمريكا».

ورجح «ميللر» أن يصبح لـ«محمود» نجل «السيسي»، الذي يعمل في جهاز المخابرات العامة، دور مؤثر، حيث رافق «فوزي» في مناسبة واحدة على الأقل خلال زيارته إلى واشنطن، للقاء مسؤولين في إدارة «أوباما».

  كلمات مفتاحية

خالد فوزي السيسي المخابرات مصر