وثيقة مسربة لـ«عريقات» تكشف التصور الأمريكي للسلام.. وواشنطن تنفي

السبت 20 يناير 2018 12:01 م

كشفت قناة إسرائيلية وثيقة مسربة قالت إن خطة السلام الأمريكية تضع ضواحي القدس حسب العام 1967 عاصمة للدولة الفلسطينية، مقابل سماح (إسرائيل) بحرية العبادة لكل الأديان في القدس والحفاظ على الوضع القائم.

وقالت القناة العاشرة الإسرائيلية، إن الوثيقة لرئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني «صائب عريقات» لرئيس السلطة «محمود عباس»، حدد فيها التصورات التي تتضمنها مبادرة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» لعملية السلام.

وأشارت القناة إلى أن الوثيقة المكونة من 92 صفحة، قدمها «عريقات» لـ«عباس» قبل 10 أيام عشية عقد اجتماع المجلس المركزي الأخير، مؤكدة أن معظم ما جاء في خطاب «عباس» كان بالاستناد للوثيقة التي أعدها «عريقات».

ونقلت القناة عن وثيقة «عريقات»، أن المبادرة الأمريكية هي جزء من الاستراتيجية الأمريكية في عملية السلام والقائمة على سياسة الإجبار والإملاءات، وتستند للنهج الأمريكي القائل إن «كل من يريد السلام عليه القبول بخطة البيت الأبيض للسلام».

وأوضح «عريقات» في الوثيقة أن قضية اللاجئين سيتم حلها ولكن دون إقرار حق العودة لداخل الأراضي المحتلة، لافتا إلى أن الخطة تتضمن اعتراف العالم بـ(إسرائيل) كدولة يهودية ووطن قومي لليهود، ولن تنص خطة السلام الأمريكية على وجوب اعتراف فلسطين بدولة الاحتلال كدولة يهودية.

وأوضح «عريقات» أن الوضع الأمني سيعطي (إسرائيل) كامل الصلاحيات لما يجري في الدولة الفلسطينية المنزوعة من السلاح، وسيتم إيجاد فقط قوة شرطية فلسطينية قوية.

وأكد «عريقات» أن الخطة تنص على تخصيص مساحات خاصة لاستخدام الفلسطينيين في موانئ حيفا وأسدود، ويتم ربط قطاع غزة والضفة الغربية لكن تحت السيادة الإسرائيلية.

وفي ما يتعلق بالحدود، نوه «عريقات» إلى أن الخطة الأمريكية تقترح ضم 10% من مساحات الضفة لـ(إسرائيل)، والمساحة المتبقية (90%) تكون أراضي للدولة الفلسطينية، مشيرا إلى أن «نتنياهو» طلب من «ترامب» ضم 15% بدلا من 10% من مساحات الضفة الغربية إلا أن «ترامب» رفض الطلب الإسرائيلي.

وبحسب الوثيقة، فإن الرئيس الأمريكي سيعلن عن موافقته للضم الإسرائيلي خلال شهرين وحتى ثلاثة أشهر، بمعنى أنه قبل شهر أبريل/نيسان المقبل سيكون خط الحدود بين فلسطين و(إسرائيل) محددا في مفاوضات بين الطرفين.

وتشمل الخطة جداول زمنية محددة متفق عليها من الطرفين من أجل إنهاء المفاوضات، إلا أن الجداول الزمنية لا تحدد مواعيد للانسحاب الإسرائيلي من الضفة الغربية، بل إن الانسحاب الإسرائيلي يتم بالتدريج وفق الأداء الأمني الفلسطيني، بحسب وثيقة «عريقات».

وفي نهاية الوثيقة، كتب «عريقات» للرئيس «عباس»، «يجب عدم إعطاء أي فرصة لخطة ترامب، ولا حتى دراستها».

وأضاف أنه «ليس لدينا أي سبب لانتظار الخطة الأمريكية التي ستترك الواقع القائم على ما هو عليه، كما أنها تمنح الشرعية الأمريكية للمستوطنات الإسرائيلية وتكرس الحكم الذاتي إلى الأبد».

واشنطن تنفي

بدورها، نقلت القناة العاشرة الإسرائيلية عن شخصيات رفيعة في البيت الأبيض نفيها صحة ما ورد في الوثيقة التي أعدها «عريقات».

وقالت المصادر من المؤسف أن هناك عناصر تحاول تضليل الناس وتحرضهم على خطة السلام الأمريكية التي لم تكتمل صياغتها بعد.

وأضافت الشخصيات أن تصريحات «عريقات» غير صحيحة ولا ينبغي للقيادة الفلسطينية أن تستند إليها لا في جلسات علنية ولا في محادثات دبلوماسية هادئة.

وأكدت أن الإدارة الأمريكية ستواصل العمل الجاد على خطة السلام التي سوف تكون جيدة ومفيدة لكلا الجانبين.

واحتلت (إسرائيل) القدس الشرقية عام 1967، وأعلنت لاحقا ضمها إلى القدس الغربية، معتبرة القدس كاملة  «عاصمة موحدة وأبدية» لها، وهو ما يرفض المجتمع الدولي الاعتراف به، فيما يتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة.

وأعلن الرئيس الأمريكي، يوم 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي، اعتراف الولايات المتحدة رسميا بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل) وأوعز بنقل السفارة الأمريكية من (تل أبيب) إلى المدينة المقدسة، في خطوة مخالفة لجميع قرارات «الأمم المتحدة« الخاصة بالصفة القانونية للقدس.

وتسبب قرار الرئيس الأمريكي بشأن القدس بموجة غضب في العالمين العربي والإسلامي، كما رفضته معظم الدول الغربية.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

أمريكا فلسطين إسرائيل القدس صائب عريقات محمود عباس