تركيا تبدأ عملية عفرين.. و«أردوغان» يتعهد بتطهير منبج لاحقا

السبت 20 يناير 2018 01:01 ص

بدأت تركيا، رسميا عملياتها ضد تنظيم «حزب الاتحاد الديمقراطي/حزب العمال الكردستاني» في منطقة عفرين السورية، في الوقت الذي تعهد فيه الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، أن العملية ستشمل مدينة منبج السورية أيضا، في وقت لاحق.

وقال «أردوغان»، في كملة ألقاها، خلال مؤتمر لحزبه «العدالة والتنمية» في ولاية كوتاهية (وسط البلاد)، إن «الذين يخططون للعبة في سوريا من خلال تغيير اسم التنظيم يعتقدون بأنهم يتمتعون بالدهاء. (أقول لهم) الاسم الحقيقي لذلك التنظيم هو (حزب العمال الكردستاني) و(حزب الاتحاد الديمقراطي) و(وحدات حماية الشعب الكردية)».

وأضاف أنه «طالما لم يتم حتى الآن الوفاء بالوعود التي قطعت لنا بشأن منبج، فلا أحد يستطيع إبلاغنا بما ينبغي علينا فعله بهذا الخصوص»، بحسب وكالة «الأناضول».

وتابع الرئيس التركي: «سنطهر دنس الإرهاب الذي يحاول تطويق بلادنا حتى حدود العراق».

وتساءل: «أتعلمون من هو المحتل في سوريا؟ إنه كل من يقتل الشعب السوري بجميع فئاته بمن فيهم الأطفال. وهل هناك محتل أكبر ممن قتل قرابة مليون شخص؟».

كما شدد «أردوغان» في كلمته، على أن حكومته تعلم جيدا بأن تركيا لن تكون في أمان ما دامت سوريا غير آمنة.

وتابع: «وجودنا في هذه الجغرافيا منذ 1000 عام، هو بفضل شجاعتنا وصبرنا، ولن نتوانى عن القيام بمسؤولياتنا».

كما أكد أن تركيا لا تتبنى أدنى توجه سلبي إزاء وحدة الأراضي السورية ومستقبلها المستقل والمزدهر والمطالب الديمقراطية لشعبها.

وفي وقت سابق السبت، وصلت تعزيزات عسكرية جديدة، إلى ولاية هطاي جنوبي تركيا، مرسلة إلى الوحدات العسكرية، على الحدود مع سوريا.

وضمت قافلة التعزيزات مركبات وآليات عسكرية، استقدمت إلى هطاي من وحدات عسكرية مختلفة.

وأرسلت القافلة، وسط إجراءات أمنية مكثفة بهدف تعزيز الوحدات المنتشرة في قضائي قريقخان، وحاسة بهطاي.

ومن المقرر أن يكون لفصائل من المعارضة السورية دور في المعركة التي ستدور في عفرين، حيث وصلت الجمعة، حافلات تقل أعدادا منهم إلى المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا.

في غضون ذلك، قصفت المدفعية التركية، السبت، مواقع لقوات كردية في مدينة عفرين، حيث سمع دوي الانفجارات من بعض القرى التركية الواقعة على الحدود السورية.

ونقلت صحيفة «يني شفق» التركية، عن مصادر عسكرية، لم تسمها، تفاصيل العملية العسكرية التركية، وكشفت عن قائد العملية.

وقالت الصحيفة إنه سيقودها قائد الجيش الثاني الفريق «إسماعيل متين تمل»، الذي كان له دور بارز خلال عملية «درع الفرات»، مشيرة أن العملية سيشارك فيها لواءان من القوات الخاصة.

وتم تعيين «متين تمل» قائدا للجيش الثاني عقب اعتقال قائد الجيش الثاني السابق «آدم حدودي» الذي شارك في محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في 15 يوليو/تموز 2016.

ووفقا لمصادر الصحيفة، فإن العملية ستكون «عملية محاصرة مدعومة جويا، على خلاف عملية درع الفرات التي كانت عملية تطهير»، وذلك «لاختلاف الشروط الجغرافية وطبيعة الأرض في أماكن تنفيذ العمليتين».

وأضافت مصادر الصحيفة التركية، أنه من المخطط أن تتم محاصرة المقاتلين الأكراد غربا من هاطاي وشمالا من كلس، وشرقا من أعزاز، ومن الجنوب ستتم محاصرتها من تل رفعت وإدلب.

والجمعة، أعلن وزير الدفاع التركي «نور الدين جانيكلي»، أن القوات المسلحة التركية ستنفذ عمليتها المرتقبة في عفرين، لكن توقيتها متعلق بإنجازها في الوقت الأكثر فاعلية ونجاحا.

وأضاف: «وستتم إزالة كافة خطوط الإرهاب شمالي سوريا، على الرغم من تصريحات أمريكية طالبت أنقرة بعدم اتخاذ هذه الخطوة».

وفي وقت سابق، كشفت مصادر دبلوماسية تركية، أن أنقرة طلبت من موسكو إغلاق أنظمة الدفاع الجوي «إس 400» المتواجدة في قاعدتي حميميم واللاذقية، قبيل انطلاق عملية عفرين داخل الأراضي السورية.

والخميس، دعت الخارجية الأمريكية تركيا إلى العدول عن عمليتها العسكرية في عفرين.

ورفع الجيش التركي، مؤخرا، حالة التأهب القصوى استعدادا لشن عملية عفرين، فيما قالت أنقرة إن تلك المدينة، التي يسيطر عليها تنظيم «ب ي د»، باتت «مركزا لتغذية الهجمات الإرهابية داخل تركيا من خلال مد عناصر «بي كا كا» بالسلاح والذخائر عبر تسلل عناصره من جبال الأمانوس بولاية هطاي جنوبي تركيا».

وتعتبر أنقرة «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي (ب ي د) وذراعه العسكرية «ي ب ك»، الجناح السوري لـ«بي كا كا» المصنف إرهابيا تركيا وأوروبيا وأمريكيا.

وتقول تركيا إن تنظيم «ي ب ك/ ب ي د/بي كا كا»، شن خلال العامين ونصف الماضيين، من منطقة عفرين التي يسيطر عليها في سوريا، عدة هجمات على المخافر الحدودية التركية في ولايتي هطاي (10 هجمات) وكليس (هجومان)، أسفرت عن مقتل جنديين تركيين.

وتقدر تركيا عدد عناصر التنظيم في منطقة عفرين ما بين 8 إلى 10 آلاف شخص، متخفين أغلبهم في التجمعات السكنية والمخابئ والخنادق.

وتفيد تقارير تركية، بأن المخابرات التركية استطاعت رسم خارطة أهداف دقيقة لأماكن تمركز عناصر «ي ب ك»، ومسارات الأنفاق، والمغارات والملاجئ التي يختبئون فيها، فضلا عن تحديدها عدد العناصر والقادة العسكريين، وحجم المعدات العسكرية التي يمتلكونها، ومخيمات التدريب التي أنشأتها الولايات المتحدة لهم، وتوعد الجيش التركي بالقضاء على كل هذه الأهداف وإزالتها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

عفرين تركيا تعزيزات قصف سوريا حدود سوريا منبج حدود العراق