تجري جهات سيادية مصرية، تحقيقات سرية مع رجل الأعمال المعروف «أحمد أبو هشيمة»، المالك السابق لمجموعة «إعلام المصريين»، والإعلامي «خالد صلاح» رئيس تحرير صحيفة «اليوم السابع».

وقالت مصادر مطلعة إن التحقيقات الجارية التي تتولاها جهة سيادية تتعلق بحصول «أبو هشيمة» على قروض بنحو 7 مليارات جنيه، خلال فترة ترأسه مجموعة «إعلام المصريين»، التي تم الاستحواذ عليها مؤخرا من قبل شركة «إيغل كابيتال» للاستثمارات، المملوكة بالكامل لجهاز المخابرات العامة المصرية.

وأضافت المصادر لـ«الخليج الجديد»، أن «أبو هشيمة»، اضطر لسداد نحو 620 مليون جنيه كدفعة أولى كفوائد لتلك القروض التي كان يتلكأ في سدادها منذ سنوات.

وتجري «إيغل كابيتال»، التي تولت رئاستها وزيرة الاستثمار المصرية السابقة «داليا خورشيد»، المتزوجة من محافظ البنك المركزي المصري «طارق عامر»، مراجعات مالية للفترة التي تولى فيها «أبو هشيمة» رئاسة المجموعة، وتظهر تجاوزات مالية تتعلق بوجود حالة من «البذخ الشديد»، سواء في الأجور أو نفقات ما يتعلق بالإنتاج الدرامي والبرامجي.

والشهر الماضي، نقل موقع «مدى مصر»، عن مصدر، اطلع على تفاصيل صفقة الاستحواذ، إن «أبو هشيمة» خرج من «إعلام المصريين» ضد إرادته، بعد أن توصلت «خورشيد» إلى قناعة بأن «قراراته الإدارية والمالية كبدت المجموعة خسائر مالية ضخمة، لن يمكن معالجتها إلا بخروجه تماما من المشهد، دون أن يحتفظ حتى بأحد مقاعد مجلس الإدارة».

وتضم مجموعة «إعلام المصريين» في مجال الفضائيات شبكة قنوات «ON والتي تضم قنوات ON E وON Live  وON Sport، وON Drama».

أما في مجال الصحافة الإلكترونية فتضم موقع «اليوم السابع» والمواقع التابعة له، وموقع «انفراد»، وموقع «دوت مصر»، و«دوت مصرTV»، و«صوت الأمة»، و«عين المشاهير»، وفى مجال الصحافة المطبوعة تضم صحف ومجلات «اليوم السابع، وصوت الأمة، وعين، وإيجيبت توداي، وبيزنس توداي».

كما تضم عدة شركات أخرى لها ثقلها بالسوق مثل «بريزنتيشن سبورت»، كبرى شركات التسويق الرياضي والدعاية والإعلان بمصر والمنطقة، وشركة «مصر» للسينما، وشركة «سينرجي» للإنتاج، و«سينرجي» للإعلان، وشركة «أي فلاي» التي نفذت التصوير الجوي للعديد من الأحداث العامة أو الرياضية، في الفترة الأخيرة.

وفي السياق ذاته، طالت التحقيقات الرئيس السابق لمجلس إدارة «اليوم السابع»، المعروفة بقربها من الأجهزة الأمنية، الإعلامي «خالد صلاح»، الذي أطيح به أخيرا من منصبه، والإبقاء عليه فقط رئيسا للتحرير، بدعوى إهدار 180 مليون جنيه.

وأفادت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن «صلاح» المقرب من «أبو هشيمة» أهدر ملايين الجنيهات بدعوى تنفيذ أعمال فنية، منها رفع أجر ممثلة شابة من 5 إلى 15 مليون جنيه، في أحد الأعمال الفنية التي أنتجتها مجموعة «إعلام المصريين».

ويتولى مكتب المحاماة الخاص بوزير العدل المصري الأسبق «أحمد الزند»، مسؤولية الدفاع عن «أبو هشيمة» و«صلاح»، في التهم التي لم تتم إحالتها للسلطات القضائية بعد، ويجري تسويتها خلف الكواليس، وفق تسوية مالية، بحسب المصادر القريبة من «الزند».

وكانت تقارير صحفية، أفادت بأن «إيغل كابيتال» ستدمج بعض المواقع والصحف التي يمتلكها جهاز المخابرات العامة، خاصة المتشابهة في المحتوى، وستجرى مراجعات مرتبطة بالجدوى الاقتصادية لتشغيل بعض الفضائيات، خاصة الإخبارية، كذلك سيعاد النظر بالتوجه الإعلاني ومخاطبة الشركات لزيادة حصتها الإعلانية في السوق، ولا سيما الرابحة، فضلا عن العمل على استهداف جمهور مواقع التواصل الاجتماعي.

و«إيغل كابيتال للاستثمارات المالية ش.م.م» هي صندوق استثمار مباشر مملوك لجهاز المخابرات العامة المصرية، جرى تأسيسه مؤخرا ليتولى إدارة جميع الاستثمارات المدنية للجهاز في عدد كبير من الشركات المملوكة للمخابرات جزئيا أو كليا.

ومنذ الانقلاب العسكري منتصف 2013، باتت أجهزة سيادية، تمتلك فضائيات وصحف وشركات للتصوير والدعاية والتسويق والإنتاج الفني والسينمائي، بما يعزز من سيطرة الجيش على الإعلام المصري.