«فير أوبزرفر»: هل يحقق «بن سلمان» حلم العظمة في 2018؟

الأحد 21 يناير 2018 10:01 ص

في عام 2017، أعلن ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» عن نفسه كزعيم في الشرق الأوسط لا يستهان بها، وقد انتهى من توطيد سلطته عبر مناورات جريئة شهدت الإطاحة بكبار منافسيه، وأصبح الأمير، البالغ من العمر 32 عاما، قاب قوسين أو أدنى من العرش الذي يعتليه حاليا والده الملك «سلمان» الطاعن في السن.

وفي يونيو/حزيران، أجبر وزير الداخلية «محمد بن نايف» على الخروج من منصبه، ولم يفقد «بن نايف» الوزارة فحسب، بل تمت الإطاحة به أيضا كولي للعهد، وهو اللقب الذي استولى عليه «بن سلمان» الطموح بلا رحمة.

وبعد ذلك، في نوفمبر/تشرين الثاني، في عملية تطهير جاءت في ثوب حملة لمكافحة الفساد، أطاح «بن سلمان» بالأمير «متعب»، ابن الملك الراحل «عبدالله» ورئيس الحرس الوطني السعودي، إلى جانب العشرات من كبار الأسرة المالكة ورجال الأعمال البارزين.

ويقال إن «متعب» قد دفع مليار دولار مقابل الإفراج عنه، وحذا حذوه آخرون، ولكن رجل الأعمال الملياردير الأمير «الوليد بن طلال» رفض حتى الآن شراء حريته بهذه الطريقة، ويطالب بمحاكمة عادلة لدحض مزاعم الفساد.

ومع ذلك، في نهاية عام 2017، كان «بن سلمان» يقف وحيدا كحاكم فعلي للبلد الذي يعتزم إعادة صياغته بصورة واسعة وفقا لرؤيته الخاصة.

وتأتي مبادرة «بن سلمان» تحت مسمى «رؤية 2030» كخطة شاملة لإحداث ثورة في الاقتصاد السعودي من خلال تنشيط القطاع الخاص، وتمكين المرأة في القوى العاملة، وخصخصة مساحات ضخمة من الشركات المملوكة للدولة، بما في ذلك الاكتتاب العام المزمع لـ 5% من أكبر شركة طاقة في العالم، أرامكو السعودية، والذي لا يزال في مراحله المبكرة.

ولكن إذا كان «بن سلمان» قادرا على الوفاء بالوعود مثل الوظائف المجدية والسكن بأسعار معقولة، فإنه سيحظى بدعم الشباب السعوديين الذين يشكلون 70% من السكان، وفي الوقت الراهن، على الأقل، قد أحكم قبضته على الجبهة الداخلية على ما يبدو.

ولكن في مجال السياسة الخارجية، يسعى «بن سلمان» إلى تعزيز مطالبته بقيادة العالم العربي في عام 2018، وهنا، حيث كان الماضي القريب بمثابة مقدمة لمستقبل غير مؤكد، تعد الصورة أسوأ بكثير وغير مطمئنة.

ويقترب عمر الحرب في اليمن التي أطلقها مع ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد» من 3 أعوام، ولا تبدو لها نهاية في الأفق، مع استمرار المعاناة التي لا نهاية لها للشعب اليمني.

واستمرت الخلافات مع دولة قطر، عضو مجلس التعاون الخليجي، التي انفجرت في يونيو/حزيران من العام الماضي، وسط اتهامات للقطريين بتمويل الإرهاب، على الرغم من استمرار أصدقاء وحلفاء المملكة في بيع الأسلحة وإبرام الصفقات مع هذه «الدولة الإرهابية» المزعومة.

وتعد اللعبة الخطيرة التي يلعبها «بن سلمان» مع الولايات المتحدة و(إسرائيل)، لدفع اتفاق سلام فلسطيني - إسرائيلي، أكثر خطورة من إعلان الرئيس «دونالد ترامب» عن القدس عاصمة لـ(إسرائيل).

ويشعر الفلسطينيون بالغضب من أمريكا، لكن الغضب الأكبر يتجذر في الشعور بأن السعوديين قد خانوا أشقاءهم العرب، وتخلوا عن قضية فلسطين، لكسب ود الإسرائيليين والأمريكيين.

ويعد المكان الوحيد الذي أحرز فيه تقدما هو العراق، وهناك، أظهر ولي العهد ما هو قادر عليه، ولعب لعبة دبلوماسية خاطفة تهدف إلى إبعاد بغداد عن اعتمادها على إيران.

ولا تزال إيران نفسها تشكل تحديا كبيرا، ولكن الانضمام إلى «دونالد ترامب» و«بنيامين نتنياهو» في الخطاب العدائي لن يحقق سوى القليل، مقابل تقوية العزم الإيراني.

وإذا كان «بن سلمان» يرغب في أن يعزز أخيرا موقفه كزعيم عظيم وجيد في العالم العربي، فسيحتاج إلى إيجاد مخرج من مستنقع اليمن، وقد يكون الإعلان عن وقف الحرب الجوية من جانب واحد بداية جيدة.

وسوف يحتاج إلى حل الخلاف الخليجي مع قطر الذي لا يفيد إلا إيران، وسيحتاج إلى إحضار الفلسطينيين إلى حوار هادف، في الوقت الذي يبتعد فيه عن الإسرائيليين، وأن يعامل الأمريكيين بقدر من الحذر الذي لم يكن موجودا منذ وصول «ترامب» إلى البيت الأبيض.

وإذا اختار مواصلة الدبلوماسية في الشؤون الخارجية بدلا من العمل العسكري والصفقات السرية، فقد يقطع «بن سلمان» شوطا طويلا نحو هدفه.

ويقال إنه رجل ذكي جدا، لكنه أيضا متعجرف ومتهور، وحتى الآن، يسود «بن سلمان» المتغطرس على الذكي، وهو ما أدى به إلى هذه الأرض الخطرة.

فهل يكون زعيما يتعلم من أخطائه، أم سيكون عام 2018 تكرارا لنفس الأخطاء؟

في غضون عام، وربما قبل ذلك بكثير، سيكون لدينا الإجابة عن هذا السؤال.

المصدر | فير أوبزرفر

  كلمات مفتاحية

محمد بن سلمان حرب اليمن الأزمة الخليجية الوليد بن طلال