هؤلاء هم رجال «عنان» في رئاسيات مصر 2018

الأحد 21 يناير 2018 03:01 ص

أعلن رئيس أركان الجيش المصري الأسبق الفريق «سامي عنان»، في الساعات الأولى من يوم الجمعة الماضي، ترشحه رسميا في انتخابات الرئاسة المقررة في مارس/آذار المقبل، داعيا مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية للوقوف على الحياد في السباق الرئاسي.

وأرجع «عنان»، قراره الترشح للانتخابات الرئاسية، إلى تردي أوضاع الشعب المصري التي قال إنها «تزداد سوءا يوما بعد يوم نتيجة سياسات خاطئة حملت القوات المسلحة وحدها مسؤولية الإدارة، دون تمكين القطاع الخاص من القيام بدوره في تسيير أمور الدولة».

ولفت في كلمة نشرها على صفحته بموقع «فيسبوك»، إلى أن السياسات الخاطئة حملت الجيش وحده مسؤولية المواجهة، دون سياسات رشيدة تمكن القطاع المدني بالدولة من القيام بدوره متكاملا، لاستئصال الأمراض الخبيثة من جسد الدولة المصرية.

وخاطب «عنان» المصريين بالقول: «أيها الشعب المصري السيد في الوطن السيد»، مضيفا: «مرت سنوات عصيبة عل بلادنا، تآكلت فيها قدرة الدولة المصرية على التعامل مع ملفات الأرض والمياه، وإدارة موارد الثروة القومية، وعلى رأسها المورد البشري».

 

 

 

 

وأعلن «عنان»، تكوين نواة مدنية لمنظومة الرئاسة، واختار الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات «هشام جنينة» نائبا له لشؤون حقوق الإنسان وتعزيز الشفافية وتفعيل الدستور، والأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية «حازم حسني»، نائبا لشؤون الثورة المعرفية والتمكين السياسي والاقتصادي، ومتحدثًا رسميا باسمه.

الأسماء التي أعلن عنها «عنان» طرحت التساؤلات حول «من هم رجال عنان في معركة الرئاسة المصرية المقبلة؟»، وكيف تنظر الدولة المصرية إليهم؟ وما هي مواقفهم السابقة؟

هشام جنينة

الاسم الأول الذي أعلن «عنان» عن اختياره نائبا له لشؤون حقوق الإنسان وتعزيز الشفافية وتفعيل الدستور، إذا ما فاز بالانتخابات، هو رئيس الجهاز المركزي السابق «هشام جنينة».

ويرى «جنينة» أن احتجاجات 30 يونيو/حزيران 2013 التي عزل «مرسي» على إثرها من قبل الجيش بقيادة الرئيس «عبدالفتاح السيسي» كانت بمثابة «ثورة شعبية»، رافضا وصفها بـ«الانقلاب».

ومع ذلك، يرى أن جماعة «الإخوان المسلمون» جزء من المجتمع، رافضا إعلانها جماعة «إرهابية».

وفي سبتمبر/أيلول 2012، أصدر مرسي قرارا بتعيين «جنينة» رئيسا للجهاز المركزي للمحاسبات لمدة 4 سنوات.

وفي العام 2016 كانت كل الأنظار تتجه نحو «جنينة» وترى فيه المرشح القادم للانتخابات، خاصة بعدما أقاله «السيسي» من منصبه في مارس/آذار 2016، في مخالفة للدستور، بعدما أعلن الرجل أن فاتورة الفساد حملت الخزانة المصرية نحو 600 مليار جنيه.

وتوضح تقارير صحفية أن «جنينة» لديه قناعة بأن «السيسي» لن يواجهه إلا شخص من «دولاب الدولة القديمة»؛ شريطة أن يكون هذا الشخص من رجال القوات المسلحة المعروفين؛ لأنّ هذه الطريقة الوحيدة لتحييد القوات المسلحة في هذه الانتخابات.

حازم حسني

الاسم الثاني الذي أعلن «عنان» عن اختياره نائباً لشؤون الثورة المعرفية والتمكين السياسي والاقتصادي، ومتحدثا رسميا باسمه، حال فوزه بالرئاسة هو أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة «حازم حسني».

مواقف عديدة أظهرت موقف «حازم حسني»، شديد المعارضة للفريق، ولعل أبرزها اتهامه لـ«عنان» بأنه لا يصلح لرئاسة الجمهورية، في 21 سبتمبر/أيلول 2013 عبر منشور على صفحته الشخصية على موقع «فيسبوك».

لم يكن هذا هو الهجوم الوحيد الذي شنه «حسني» على «عنان» حينها، فقد أعقبه اتهام مباشر له في 29 سبتمبر/أيلول 2013 بتورطه في الأخطاء التي ارتكبها المجلس العسكري في تلك الفترة.

وبرر «حسني» تحول موقفه الكبير من «عنان» من المطالبة بمحاكمته لدعمه قائلا: «تصورت في ذلك الوقت أن عنان هو المسؤول الأول عن الأخطاء التي ارتكبها المجلس العسكري، لكن انكشف بعد ذلك أن هناك أشخاصا آخرين هم من تسببوا في ذلك».

 

 

 

 

ووصف «حسني» في حوار له مع جريدة «الشرق» القطرية استمرار «السيسي» في الحكم بأنه «خراب لمصر»، وأن سياساته تصل إلى حد «الخيانة العظمى»، بعد التنازل عن جزيرتي «تيران وصنافير» للسعودية، بموجب اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي وقعتها مصر مع المملكة في 2016.

المحامي «محمود رفعت»

أعلن المحامي الدولي المستشار «محمود رفعت» من خلال صفحته على موقع «تويتر» عن تكليفه بمهمة المنسق العام بالخارج للحملة «دعم عنان» للرئاسة.

وفجر المنسق العام بالخارج لحملة «دعم عنان» للرئاسة مفاجأة لمؤيدي الفريق، وقال على صفحته إنه «تواصل على مدار اليومين الماضيين مع عدد كبير من مسؤولي الاتحاد الأوروبي ولاقى ترحيبا كبيرا بترشح عنان لرئاسة مصر نظرا لما وصلت له أحوال البلد خلال الأعوام الماضية».

وأضاف: «كما أثرت مضايقات جمع التوكيلات والتي لو استمرت ستصم الانتخابات المقبلة دوليا وداخليا باللاشرعية».

ويعمل «رفعت» محاميا بالمحاكم الدولية، ويرأس المعهد الأوروبي للقانون الدولي، وفي تنويه له على صفحته، أوضح أنه لم يتخل عن ترشحه لعضوية البرلمان الأوروبي بانتخابات 2019، واستدرك: «لكني سأوقف حملتي الانتخابية (التي بدأتها مبكرا) حتى موعد الانتخابات المصرية والمقررة في مارس/آذار 2018 للتفرغ لإدارة الحملة الخارجية للفريق سامي عنان».

عضو ليبرالي

وفي خطوة غريبة، أعلن الشاب «أحمد ماهر ريجو» على موقع التواصل الاجتماعي، عن انضمامه كمسؤول عمل جماهيري مركزي لحملة ترشح الفريق «سامي عنان» رئيسا للجمهورية لانتختبات 2018، وأرفق تعليقا مع صورة تجمعه بالفريق: «الوقت الحالي وضع سياسي استثنائي ويحتاج لأفكار وحلول استثنائية كلنا نجتهد نخطئ ونصيب ولكن يكفينا شرف المحاولة والبحث عن الأمل».

وكان «ريجو» نفسه دعا منذ أيام بالتوجه لأقرب مكتب شهر عقاري لتوثيق نماذج التوكيلات للمرشح الرئاسي المحتمل «خالد علي»، ولكنه أتبع ذلك بتعليق يزيد غموض موقفه: «دلوقتي خالد مبقاش المنافس الوحيد للسيسي والوضع اختلف تماما يا برايز».

«سامي بلح»

أكد «سامي بلح»، الأمين العام لحزب «مصر العروبة الديمقراطي»، أن الحزب بدأ بالفعل في الإعداد للحملة الانتخابية للفريق «سامي عنان»، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، ومؤسس وزعيم الحزب، وذلك بعد إعلانه خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، فى فيديو موجه للشعب المصرى، بثه مساء أمس الأول، على صفحته على موقع التواصل «فيس بوك».

وأشار «بلح»، فى تصريحات صحفية، إلى أن قيادات الحزب ستعقد خلال الأيام القليلة المقبلة عدة اجتماعات لبحث كل الأمور التى تتعلق بالحملة، وتذليل الصعوبات التي من الممكن أن تعترض عملها، وتنظيم الأدوار، ووضع خطة كاملة للتحرك على الأرض في المحافظات المختلفة لدعم الفريق «عنان».

وأضاف: «اقتربنا من جمع التوكيلات المطلوبة التى تمكن الفريق عنان من خوض السباق الرئاسى، والرقم يتراوح حتى الآن ما بين 17 و18 ألف توكيل، وسنعتمد خلال الحملة الانتخابية على أعضاء وقيادات حزب مصر العروبة فى المحافظات بجانب محبي الفريق عنان من المواطنين، وهناك من طلب بعد إعلان الفريق ترشحه رسمياً التطوع فى الحملة».

الصوفية

ترشح «عنان» لرئاسة الجمهورية، لم يكن متوقعا للكثيرين، حتى أقرب الناس إليه من أبنائه وإخوته، بل أتباع الطريقة العنانية الصوفية، التي يتزعمها شقيقه «الشيخ حاتم عنان»، الذي يتمتع بشعبية جارفة في الوسط الصوفي، نظرًا لأنه شيخ لطريقة عمرها 800 عام من الزمان.

شيخ الطريقة العنانية لا يعد شيخا للطريقة فقط بل إنه شيخ للأشراف العنانية فى مصر، ومن المنتظر أن يقوم الشيخ «حاتم عنان» بمحاولة إقناع مريدي الطريقة وأشراف العنانية لدعم أخيه «سامي» فى الانتخابات الرئاسية القادمة.

وهو الأمر الذي أحدث مشكلات كبيرة بينه وبين مشايخ الطرق الذين رفضوا قبل ذلك دعم «عنان» في الرئاسة، خاصة بعدما أعلنوا كثيرًا دعمهم لـ«السيسي» بل مبايعته منذ الانتخابات الرئاسية الماضية، وكأن عقارب الساعة تعود للوراء، فها هو «سامي عنان» يطرق أبوب الصوفية من جديد.

«رجب هلال حميدة»

أمين عام حزب «مصر العروبة» البرلماني السابق في عهد «مبارك» «رجب هلال حميدة» صرح الأسبوع الماضي باتفاق الحزب على ترشيح «عنان».

واتّهم «حميدة» بتزعم موقعة الجمل للهجوم على المعتصمين في ميدان التحرير، يوم 2 فبراير/شباط 2012، وحبس على ذمة القضية، لكن المحكمة برأته فيما بعد.

وحددت الهيئة الوطنية للانتخابات (هيئة مستقلة)، تلقي طلبات الترشح للانتخابات الرئاسية خلال الفترة من 20 يناير/كانون الثاني الجاري، حتى 29 من الشهر ذاته.

ووفق القانون، يتوجب على من يرغب في الترشح الحصول على تزكية 20 برلمانيا على الأقل، أو جمع توكيلات بتأييد ترشحه من 25 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة على الأقل، وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة منها.

وستجري الانتخابات بين يومي 26 و28 مارس/آذار المقبل، على أن تجري جولة الإعادة بين يومي 24 و26 أبريل/نيسان المقبل إذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50% من الأصوات في الجولة الأولى.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر سامي عنان انتخابات الرئاسة هشام جنينة حازم حسني دعم عنان رئاسيات مصر 2018