ربما سيجد الأطباء ضالتهم مخفية في عنصر يستخدم بكثرة في المطبخ الإيراني، هو «الكراث الفارسي»، وذلك بعد أن اكتشف الباحثون أن هذا البصل الصغير قد يكون له أثر عظيم في حالات المرضى المصابين بالدرن المقاوم للمضادات الحيوية، والذين تقدرهم الإحصاءات بحوالي 50 مليون شخص مصاب بالدرن المقاوم لعدة أدوية.

يعتقد الباحثون أن هذا البصل، المسمى بـ«الكراث الفارسي» أو «الشالوت»، يمكنه أن يزيد فعالية المضادات الحيوية الحالية، ويعكس اتجاه مقاومة الأدوية الموجودة بالفعل.

أجرى فريق البحث دراستهم على أربع مركبات تم توليفها من «الشالوت»، ووجدوا أن الأربعة أظهروا انخفاضاً كبيراً في وجود السل المقاومة لعدة أدوية، مما يجعلها مرشحة بقوة للاستخدام في إعاقة نمو خلايا السل المعزولة بنسبة 99.9%.

واستنتج الفريق أن هذه المركبات يمكن أن تكون حجر أساس لبناء علاجات جديدة لسلالات السل المختلفة، التي طورت مقاومة ضد الأدوية.

وقال الدكتور «سانجيب بهاكتا»، الذي قاد هذه الدراسة، إنه بالرغم من الجهود العالمية المتضافرة لمنع انتشار مرض السل، فقد تم الإبلاغ عن 10 ملايين حالة جديدة، ومليوني وفاة في 2016.

أما البروفيسور «سيمون جوبز»، الذي شارك في هذه الدراسة، ويرأس قسم الكيمياء الحيوية والدوائية في جامعة كاليفورنيا، فقد قال إن العلماء يميلون لصناعة مضادات حيوية جديدة عند بحثهم، لكن هذه المركبات أثبتت قدرتها على مساعدة الأدوية الأخرى بالفعل.

وعلق البروفيسور قائلا: «المنتجات الطبيعية من النباتات والميكروبات لديها إمكانات هائلة كمصدر للمضادات الحيوية الجديدة».

ويعتقد الفريق البحثي أن الطبيعة خلاقة بشكل مثير للدهشة، وأنهم يرجحون أن بصل الشالوت ينتج هذه المركبات كنوع من الحماية له ضد الميكروبات الموجودة في محيطه.

وسوف يكرس الفريق بحثه لاكتشاف مضادات حيوية جديدة وفهم الطريقة التي تعمل بها، وأضاف البروفيسور قائلا: «نعتقد أن الطبيعة تحمل المفتاح لنماذج كيميائية جديدة من المضادات الحيوية».