واشنطن تعلمت الدرس.. وتحارب في الشرق الأوسط عبر شركائها

الاثنين 22 يناير 2018 12:01 م

في تدريبات بقرية أفغانية اصطناعية شيدت لغرض التدريب كان الجيش الأمريكي يطبق تدريبات عسكرية لخوض حرب ضد «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق: ولكن النهج كان يعتمد على مساعدة شركائك في ضرب العدو، دون أن تحاول أن تخوض القتال بنفسك.

إن السماح للآخرين بخوض المعركة لم يكن الطريقة الأمريكية في العصر الحديث. لقد أصبح الجيش الأمريكى متخبطا فى العراق وأفغانستان، مثلما كان لدينا جيل سابق خاض ذات التخبط فى فيتنام، بعد محاولة إعادة تشكيل المجتمعات بقوة النيران الأمريكية. وبالنسبة للجيش، فإن الدرس المستفاد من هذه المستنقعات هو التراجع ومساعدة القوات المحلية بالتدريب والمشورة والقوة الجوية.

إن فورت بولك (تدريب الجاهزية) هو تدريب جاهزية نهائي للواء مساعدة قوة الأمن الأول، وهو واحد من التجارب العسكرية الأكثر ابتكارا في عهد إدارة «دونالد ترامب» حيث يجرى تدريب حوالى ألف جندى هنا هذا الشهر قبل نشرهم هذا الربيع في أفغانستان. وتركز التدريبات التحضيرية على نفس الموضوع الأساسي: خطوة إلى الوراء، وقيام الشركاء بالقتال على خط المواجهة.

ودعاني الجنرال «جوزيف فوتيل»، قائد القيادة المركزية للولايات المتحدة الذي أشرف على عمليات عسكرية من ليبيا إلى أفغانستان، يوم الخميس لزيارة إلى موقع التدريب النهائي SFAB. ولخص مفهوم اللواء الجديد بهذه الطريقة: «علينا أن ندع شركاءنا يمتلكونها. هذا أمر صعب بالنسبة لنا القيام به، إن خوض القتال موجود في الحمض النووي لدينا ولكن مهمتنا هي مساعدة شركائنا في القتال، وليس الكفاح من أجلهم».

ويقول اللواء «غاري بريتو»، القائد في فورت بولك.وتجرى عملية المحاكاة الأفغانية بعناية في النسخة العسكرية حيث يمكن أن ترى برج المسجد والماعز التي تسير في الشارع، والباعة المتجولين وملصقات الرئيس أشرف غني على جدران المقر الرئيسي للجيش الوطني الأفغاني. والفكرة هي جعل الجنود مرتاحون مع وضع غير مريح.

وخلال أكثر من 14 يوما من التدريب، يمارس الجنود مساعدة الشركاء الأفغان على استعادة مركز للشرطة من طالبان في قرية مارواندي المتخيلة واعتقال ممول من طالبان يحميه السكان المحليون.

وفي أحد التدريبات ينقذ الجنود الرفاق الذين تم القبض عليهم في معركة نارية، من خلال تطبيق سريع لإيقاف نزيف جروحهم وسحبهم إلى بر الأمان.

وفي كل محطة، يستمع «فوتيل» للجنود وهم يكررون العقيدة الجديدة: «ضع الجيش الوطني الأفغاني في مقدمة الجبهة»، ويقول رقيب سيتوجه إلى أفغانستان. «علينا أن نبعد أنفسنا إنها ليست معركتنا». وبعد يوم طويل يعيد فوتيل في الرسالة غير التقليدية إلى القوات التنبيه دائما بقوله : «ما سنعتمد عليه حقا هو قدرتكم على التكيف».

وعندما ينتقل اللواء إلى أفغانستان خلال عدة أشهر، سيضم 36 فريقا استشاريا قتاليا، سوف يوزعون مع مجموعات الجيش الوطنى الأفغانى فى أنحاء البلاد، وسوف يكون أعضاء الفريق قادرين على طلب دعم النار من الطائرات والطائرات بدون طيار والمدفعية المتقدمة. وستساعد فرق أخرى في المقر وفي العمليات اللوجستية، وسوف ينضمون إلى أكثر من 10 آلاف جندى أمريكى موجودين بالفعل فى أفغانستان.

إن اللواء الجديد، الذي يتشكل بسرعة مع متطوعين من بقية شعب الجيش، هو محاولة للتعامل مع ثلاث قضايا تثير البنتاغون بعد أكثر من 15 عاما من الإحباط: ما هو المجدي؟ كيف يمكن الحفاظ على التكتيكات الناجحة؟ وكيف يمكن أن تنتشر مهارات التدريب والمساعدة لقوات العمليات الخاصة من خلال العسكريين الذين كانوا لاعبين أساسيين في العراق وأفغانستان وسوريا إلى بقية الجيش؟

وقاد هذا العمل التكتيكي وزير الدفاع «جيمس ماتيس»، وهو من قدامى المحاربين في العراق وأفغانستان. في الربيع الماضي، حيث بدأ بالعمل على برنامج (تحليل الفشل) للأمور التي كانت فعالة والأخرى التي لم تكن فعالة في مناطق المعركة.

وتوضح عملية تشكيل اللواء الجديد عملية أوسع لتشكيل الخطط العسكرية للشرق الأوسط مؤخرا من قبل إدارة ترامب بعد عام من المناقشة والتأخير.

وأوضح وزير الخارجية «ريكس تيلرسون» الجزء السوري من هذا الإطار الاستراتيجي هذا الأسبوع في جامعة ستانفورد. وقال إن الولايات المتحدة يجب أن تحتفظ بقوات تدريب ومساعدة فى شمال شرق سوريا للمساعدة فى تحقيق الاستقرار هناك. وقال تيلرسون إن الابتعاد عن مناطق الصراع هذه كان خطأ في الماضي، ولكن يجب العمل على توجيه الحكم المحلي من خلال بناء الدولة.

لقد شعرت أمريكا بالإحباط الشديد من القتال في الشرق الأوسط، لأن الناس لم يكادوا يلحظون الانتصار على «الدولة الإسلامية» والتكتيكات الشريكة التي جعلت ذلك ممكنا.

إن تعاون الولايات المتحدة مع الأكراد السوريين والشيعة العراقيين أثار استياء الدول المجاورة، وخاصة تركيا. لكن التعاون حقق نتائج.

منذ أيام قال المحلل «تي لورانس»، أن شعوب الشرق الأوسط يجب أن تخوض معاركها الخاصة ويبدو أن هذه الفكرة البسيطة ولكن الأساسية أصبحت في نهاية المطاف مثارة بشغف في البنتاغون.

  كلمات مفتاحية

أمريكا الشرق الأوسط العراق أفغانستان الجيش العربي فورت بولك