استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في سوريا.. 5 أهداف و5 عوائق

الاثنين 22 يناير 2018 05:01 ص

5 أهداف، حددها الوزير الأمريكي «ريكس تيلرسون» لاستراتيجية بلاده الجديدة في سوريا:

(1) منع «تنظيم الدولة» والقاعدة من العودة، بصيغتيهما القديمة أو بأي صيغ جديدة.

(2) الحد من نفوذ إيران في سوريا، ومنعها من تدشين «هلال شمالي» يربطها بدمشق وضاحية بيروت/ الجنوب.

(3) منع سوريا من امتلاك أسلحة دمار شامل.

(4) المساهمة في توفير حل سياسي للأزمة السورية، لا يُلحظ دور لـ«الأسد» في مستقبل سوريا.

(5) تمكين اللاجئين من سوريا والنازحين فيها، من العودة إلى مدنهم وقراهم طواعية ومن دون إكراه.

في التفاصيل تسعى واشنطن في تأمين وجود عسكري دائم لها في شمال وشرق سوريا، من «التنف» إلى «الطبقة»، وتسييج المنطقة الحدودية بقوة مدربة قوامها 30 ألف عسكري، نصفهم من قوات الحماية الكردية.

أما الخطة «العملانية» فتقتضي كسر «الهلال البري» ومنع إيران من الحصول على تواصل جغرافي مع حليفيها السوري واللبناني.

واشنطن، ووفقاً للوزير «تيلرسون»، وضعت في صدارة أولوياتها السورية، حفظ مصالح حليفتها وربيبتها (إسرائيل): من غير المسموح لإيران أن تحتفظ بوجود وازن في سوريا، لا مباشر ولا عبر الميليشيات المحسوبة عليها.

ومن غير المسموح للنظام السوري، أي نظام، الحالي أو المستقبلي، بتملك أسلحة كاسرة للتوازن مع (إسرائيل)، أو بالأحرى، تنتقص من نظرية «التفوق الاستراتيجي» لـ(إسرائيل) في المنطقة.

وفي تفاصيل الخطة وثناياها، لا تبدو الخشية الأمريكية الحقيقية منصبة على عودة «تنظيم الدولة» والقاعدة، كما زعم الوزير! بل مصدر القلق الأهم، من احتمال عودة الرقة السورية إلى حضن الدولة السورية، الأمر الذي سيبدو معه، كما أو واشنطن قدمت «المناطق المحررة» من «تنظيم الدولة»، على طبق من فضة للنظام وحلفائه، واستتباعاً لإيران.

ومن بين الأهداف الجانبية، غير قليلة الأهمية لهذه الاستراتيجية، وتحديداً في شقها المتصل بإبقاء قوات أمريكية في قواعد ثابتة في سوريا لأمد طويل، هو الحيلولة دون انقضاض تركيا بقوتها العسكرية المتفوقة، على الكيان الكردي الناشئ، ومنع اندلاع حرب تركية - كردية.

فلن تستفيد منها سوى دمشق وطهران، وتضع واشنطن في موقف حرج بين حليفين أساسيين لها في المنطقة، وقد تجهز على البقية الباقية من النفوذ الأمريكي المُكلف في كل من سوريا والعراق.

إن كانت هذه هي الأهداف الكبرى و«الجانبية» للاستراتيجية الأمريكية الجديدة التي كشف عنها بتوسع الوزير الأمريكي في كاليفورنيا، فإن الأسئلة التي تزدحم في أذهان المراقبين والمتابعين للشأنين الأمريكي والسوري، تدور حول الأدوات والحلفاء والإمكانيات التي تتوفر عليها واشنطن لتحقيق أهداف خطتها الجديدة.

وهنا تقفز إلى السطح جملة من المعيقات التي تجعل هذه الاستراتيجية «مفخخة» ومستبطنة لعناصر فشلها.

منها ما يتعلق بقدرة الولايات المتحدة، معطوفة على رغبتها في حشد قوة عسكرية على الأرض، قمينة بتحقيق هذه الأهداف.

فالتجربة برهنت على أن الحلفاء المحليين لم يصمدوا طويلاً في مواجهة قوات النظام أو حلفائه، أو حتى في مواجهة «تنظيم الدولة» ذاته.

ولم يكن بمقدور واشنطن «تحرير» الرقة إلا بعد تدميرها عن بكرة أبيها، وإبرام صفقات «انتهازية» مع «تنظيم الدولة»، قضت برحيل آمن لمئات المقاتلين والقادة «الجهاديين» كما بات معروفاً.

المسألة الثانية: أن اعتماد واشنطن المتزايد على الحركة الكردية، النواة الصلبة للجيش المعارض الجديد الذي تعمل على إنشائه، تحت مسمى «حرس الحدود»، من شأنه تعميق الخلاف التركي - الأمريكي، وتسعير وتيرة التناقضات بين الأتراك والأكراد، وجر المنطقة إلى أتون حرب جديدة في شمال سوريا، بدأت نذرها مع قذائف القصف المدفعي التركي على تلال عفرين ومحيطها.

المسألة الثالثة: أن إعلان واشنطن أنها بوجودها العسكري في سوريا، إنما تستهدف إيران على وجه الخصوص، وتسعى في قطع تواصلها الجغرافي مع سوريا ولبنان، من شأنه أن يجذب عشرات ألوف المقاتلين المقربين من طهران والمحسوبين عليها، إلى المواجهة مع القوات الحليفة لواشنطن، وربما مع القوات الأمريكية ذاتها.

سيناريو كهذا ستتزايد احتمالاته، وقد تجد الولايات المتحدة نفسها مرغمة على المفاضلة بين واحد من خيارين: إما العمل على بناء المزيد من عناصر القوة الأرضية في المنطقة، وإما الانسحاب قبل إنجاز أهداف الاستراتيجية الجديدة ومراميها.

المسألة الرابعة: وتتعلق بالنظام السوري، الذي يبدو أنه هدف من أهداف الاستراتيجية الجديدة، وقد اظهر النظام استمساكاً مذهلاً بالسلطة والبقاء على رأسها، وليس من المنطقي توقع تهاونه أو جنوحه للمهادنة بعد أن بلغت الأزمة السورية مربعها الأخير.

لقد هدد النظام بالتصدي للوجود الأمريكي «الدائم» في سوريا، وأحسب أن لديه أوراقاً فعّالة، غير القوة العسكرية، سيستخدمها في اللحظات المناسبة، ومنها تأليب العشائر العربية على الأكراد، وشد العصب القومي السوري في مواجهة الانفصالية الكردية التي تقلق المعارضة بقدر ما تقلق النظام.

المسألة الخامسة: تفترض أنه في الوقت الذي تخوض فيه واشنطن غمار «استراتيجيتها الجديدة» من دون حلفاء دوليين أو حضور إقليمي فاعل كما يبدو، فإن برهانها الذي يكاد ينحصر على أكراد سوريا، تدفع تركيا دفعاً للتقرب من طهران والاقتراب من موسكو.

وأحسب أن مشكلة هذه الاستراتيجية أنها تأتي بعد فوات أوانها، فالعالم ضاق ذرعاً بهذه الأزمة، وبعض الحلفاء الأوروبيين أجرى مراجعات واستدارات باتجاه قبول الحل بوجود «الأسد» ومشاركته، وربما أخذوا يتقبلون الرواية الروسية، ووكالة «بوتين» للملف السوري.

فيما واشنطن تعدهم بفتح فصل جديد من فصول هذه الحرب، نعرف جميعاً متى يبدأ وكيف، بيد أن أحداً لا يعرف متى ينتهي؟ وأين؟ وكيف؟

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني

  كلمات مفتاحية

سوريا الاستراتيجية الأميركية روسيا الكيان الكردي قوات الحماية الكردية تركبا إيران نظام الأسد