لماذا سمحت روسيا بالحملة التركية على عفرين؟ 7 إجابات

الثلاثاء 23 يناير 2018 07:01 ص

لماذا صمتت روسيا وأفسحت المجال للعملية العسكرية التركية في عفرين؟ لا يزال ما سبق هو السؤال المحوري الأكثر أهمية ميدانيا، بعد ساعات من انطلاق هجوم أنقرة على المدينة التي تسيطر عليها قوات كردية مدعومة أمريكيا، ووفقا للتقسيمة الميدانية في سوريا لا يمكن فعل شئ حاليا دون التنسيق مع موسكو.

صحيفة Svabodnaya pressa الروسية نشرت تقريرا وترجمته «هاف بوست عربي» يحاول البحث عن إجابة السؤال، مستعرضة استياء الأكراد من سماح الروس للأتراك بهذا الأمر، واستغرابهم من نقل موسكو قواتها من عفرين إلى منطقة أخرى، قبيل انطلاق العمليات التركية.

ووفق الصحيفة، فإن هناك جملة من الأسباب تقف وراء الحياد الروسي من العملية، والذي اعتبره الأكراد أنه يرقى إلى الموافقة الصريحة، ومن أبرزها:

1- تعتقد وزارة الدفاع الروسية أن النهج الذي تتبعه الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة وتزويدها الجماعات الموالية لها بالأسلحة أدى إلى تفجر الوضع الحالي.

2- لم يعد الأكراد يبالون بمصالح روسيا وسوريا، في حين تحولوا إلى دمى تحركها الولايات المتحدة (وهو رأي  ميخائيل ألكسندروف، الخبير البارز في مركز الدراسات العسكرية والسياسية).

3- يقول «ألكسندروف» إن الأكراد يتحركون في المناطق التي تقع تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية»؛ سعيا منهم لمهاجمة القوات الموالية للحكومة السورية، حيث تضم العديد من المخيمات على الأراضي الكردية مدربين أمريكيين يقومون بإعداد مقاتلين جدد لضرب الجيش السوري.

4- ويضيف «ألكسندروف» أن الأكراد يرفضون استكمال المفاوضات المتعلقة بالتسوية في سوريا، وسحب القوات الموالية لهم من العديد من المناطق، وضمن ذلك الرقة.

5-  يعتقد الخبير العسكري الروسي أن وقوف الأكراد في صف الولايات المتحدة الأمريكية له تبعات كبيرة، ليس فقط بالنسبة لمصالح «الأسد»؛ بل مصالح روسيا في الشرق الأوسط أيضا؛ ومن ثم فليس هناك أي دافع حتى تقوم روسيا بالدفاع عنهم وحمايتهم.

6- سيطرة الأكراد على عفرين أو تركيا لن تحدث فارقا كبيرا على مستوى المخطط الاستراتيجي لروسيا، حيث يتمثل هدف موسكو الأساسي في مساعدة «الأسد» للسيطرة على أكبر قدر من الأراضي السورية، وقصقصة ريش واشنطن هناك، وهو ما يتوافق مع ما تفعله تركيا في عفرين.

7- يرى «أناتولي ألمريد»، المدون والخبير في شؤون الشرق الأوسط، أن روسيا سمحت لتركيا بعملية «عفرين» انطلاقا من مبدأ «البراغماتية الجيوسياسية»، ومن أبرز أهدافها حاليا هو تعزيز العلاقات الثنائية التركية الروسية، لا سيما على مستوى مشروع «السيل التركي».

هل ستصمت واشنطن؟

تتوقع الصحيفة الروسية أن يسير الجانب الأمريكي على منهجه المعتاد، الذي ينطوي على تقديم الوعود، وإشعال الفتنة بين الأطراف المتحاربة، ثم الإخلاف بتعهداته.

وضربت المثل بالحرب التي عرفتها «أوسيتيا الجنوبية» سنة 2008، حيث ألمح الأمريكيون إلى دعم «ساكاشفيلي»؛ لإثارة غضب موسكو ومتابعة ردود فعلها والخطوات التي ستتخذها حيال هذه المسألة، ثم نفضت يديها من المسألة.

وأضافت الصحيفة أنه لا يجب نسيان عدم مبادرة «ترامب» بالاعتراف بكردستان العراق، بعد استفتاء الاستقلال الشهير، رغم دعم واشنطن الواضح للأكراد، بعدما علمت أن الأمر قد يدخلها في مواجهات عسكرية مباشرة مع أكثر من طرف، وهو ما يهدد نفوذها ومكانتها بالمنطقة.

الموافقة الروسية على التدخل التركي لن تكون ممتدة أو «على بياض»، فعلى تركيا أن تنتهي من الأمر سريعا، لأن روسيا قد تتحرك دبلوماسيا في مجلس الأمن ضد الخطوة التركية في أية لحظة.

والسبت الماضي، أبلغ عضو بلجنة الأمن في مجلس الاتحاد الروسي وكالة الإعلام الروسية بأن موسكو ستدعم سوريا دبلوماسيا وستطلب من الأمم المتحدة دعوة تركيا لوقف عمليتها العسكرية في «عفرين».

ونقلت الوكالة عن «فرانز كلينتسيفيتش» قوله: «ليست سوريا فقط من ستطلب وقف هذه العملية، روسيا ستدعم هذا الطلب أيضا وسوف تقدم الدعم الدبلوماسي لسوريا».

  كلمات مفتاحية

روسيا عفرين الاكراد تركيا عملية عفرين الولايات المتحدة

أهالي قرية بـ«عفرين» يعودون لمنازلهم بعد تحريرها من «ب ي د»