نشرت صحيفة «كوميرسانت» الروسية مقالا حول تطور العلاقات الهندية - الإسرائيلية، أشارت فيه إلى أنه في الوقت الذي تعد فيه (إسرائيل) حليفا رئيسيا لواشنطن في الشرق الأوسط، أصبحت الهند شريك أمريكا الرئيسي في المنطقة الهندآسيوية.

واستند المقال، الذي جاء تحت عنوان «حليف روسيا الاستراتيجي يتحالف مع واشنطن وتل أبيب»، إلى نتائج زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» إلى الهند التي اختتمت، في 19 من يناير/كانون الثاني الجاري، بعد أن استمرت 6 أيام، وهي الأولى لرئيس حكومة الدولة العبرية خلال الـ15 عاما الأخيرة.

وانتهى البرنامج التجاري للزيارة بتوقيع 9 اتفاقيات حول تطوير التعاون في مجالات الدفاع والطاقة والأمن السيبراني وإنتاج الأفلام وصناعة النفط والغاز، بحسب موقع «روسيا اليوم».

ورافق «نتنياهو»، في هذه الرحلة، وفد من 130 من رجال الأعمال الإسرائيليين البارزين.

ونقل المقال عن نائب رئيس مؤسسة أبحاث «أوبسيرفر» (الهند)، «ناندان أونكريشنان»، قوله: «بالنسبة للهند، فإن (إسرائيل) تحظى باهتمام عظيم، في المقام الأول من وجهة نظر التعاون العسكري التقني».

وأضاف: «نحن نشتري من (إسرائيل) الأسلحة التي ببساطة لا يمكن العثور عليها من موردين آخرين، بما في ذلك روسيا، أو التي تناسبنا أكثر من حيث الجودة ومعترف بها من قبلنا كأفضل».

ويؤكد المقال أنه حتى وقت قريب، كان التعاون العسكري التقني راسخا بين موسكو ونيودلهي، ففي السنوات الخمس الماضية، لم تخرج الهند قط من أكبر ثلاثة مشترين للأسلحة الروسية فيما لم يبرم الطرفان أي عقد جديد.

واستعرض المقال رأي الباحث في معهد الشرق الأقصى التابع لأكاديمية العلوم الروسية «فاسيلي كاشين»، الذي قال إن «(إسرائيل) تسد عددا من الثغرات في سوق الأسلحة الهندية التي لا يمكن لروسيا احتلالها بسبب المحدودية التكنولوجية، ولا الولايات المتحدة بسبب البيروقراطية والرغبة في ربط إمدادات الأسلحة بالقضايا السياسية العامة».

ويشير المقال إلى أن «التقارب غير المسبوق بين الهند و(اسرائيل) على خلفية شهر عسل جديد في علاقة الدولة العبرية مع الولايات المتحدة، فضلا عن تحول نيودلهي إلى الشريك الرئيس لواشنطن في آسيا».

وفي هذا الشأن، يلاحظ «أونكريشنان» أن «التنشيط الحاد للعلاقات الهندية - الإسرائيلية أصبح ممكنا إلى حد كبير بفضل الشراكة الاستراتيجية الجديدة بين الهند والولايات المتحدة، والتي أعلن عنها وزير الخارجية ريكس تيلرسون، في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي خلال زيارة إلى دلهي».